من أبهى ليالي الذكر في جامع برجا الكبير

عاش جامع برجا الكبير ليلة من أبهى لياليه ، زاهرة بذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ذكرى إسرائه ومعراجه ، وذلك عقب صلاة المغرب من يوم الأثنين الأول من شعبان 1431 الموافق 12 تموز 2010 ، أحيتها فرقة المادحين من عاصمة الأمويين دمشق حرسها الله .

كلمة الإحتفال ألقاها فضيلة الشيخ أحمد سيف الدين إمام وخطيب جامع الشيخ محمد الديماسي في برجا ، أبرز فيها الحكمة من الإسراء والمعراج والرابط بين مكة وبيت المقدس ، مطالباً العرب والمسلمين بالعمل الجاد لتحرير المقدسات وعلى رأسها الأقصى المبارك ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين … ثم أخذت فرقة المادحين للأخوين مزرزع بعواطف وألباب الجمهور الذي فاضت بهم رحبات جامع برجا الكبير إلى عالم من الذكر والإمتاع إلى ما بعد صلاة العشاء .

وهذه نبذة عن فرقة المادحين :

تأسست في عام 1985 في دمشق ، يديرها رئيسا الفرقة أحمد ويوسف المزرزع اللذان درسا الصولفيج والموسيقى وأصول الغناء العربي والإنشاد .

ويعود ذلك لتأثرهما بالجو المحيط بهما . ويُقال إن السر في جمال صوتيهما بتوفيق الله ومشيئته أن والد جدهما من الأب كان ذا صوتِ قوي يسمع لمسافات بعيدة من غير مكبرات للصوت ، بالإضافة إلى أن والدتهما وعائلتها جميعاً من أصحاب الأصوات الجميلة .

فبدآ بتشجيعٍ من الأهل وبملازمة كثير من دروس العلم وحلق الذكر والزواية التي تشتهر بالإنشاد ، ودرسا الصولفيج وأصول الغناء على يد الأستاذ محمد آيات ، دراسة علمية منهجية ، واهتما بجمع التراث الغنائي العربي من موشحات  وقصائد وخصوصاً الإنشادي ، فجمعا بذلك كماً جيداً من ألوان الإنشاد الإسلامي .

وبعدها تابعت الفرقة دراسة الموسيقى العربية والإنسانية على وجه العموم دراسةً تاريخية علمية وتفصيلية ومدى تأثيرها وتأثُرها بالنفس البشرية .

ولم يتوقفوا عند ذلك بل وبمقتضى الأهمية تابعوا دراسة الفكر الإسلامي وما يحمله من سمو روحي يوصل الإنسان إلى الحقيقة السامية المطلقة. وذلك بمتابعة أعلام الفكر الإسلامي كأبن عربي والغزالي والسهروردي وأبي مدين شعيب الإشبيلي ، مما أعطى للفرقة سِمةً إضافيةً ، فهي تحاضر وتناظر في هذا المجال وما يحمله

من كنوزِ المعرفة الفكرية والفلسفية ، ولذا فقد عملوا وبجهدٍ على كشف النقاب على ما خفي من نفائس الإكتشافات الفيزيائية وبما يتعلق ببعدِ الزمانِ والمكان ِالتي وصل إليها هؤلاء المفكرون وغيرهم .

مشاركات الفرقة :

وقد شاركت الفرقة في العديد من المهرجانات والملتقيات الدولية كالملتقى الدولي في تلمسان في الجمهورية الجزائرية لعام 2005 م ،  وفي الملحق الثقافي الدنماركي الذي حضره العديد من الجنسيات العربية والأجنبية ، وسافرت الفرقة لإحياء العديد من المناسبات في الكثير من البلدان مثل ( مصر ، دبي ، أبوظبي ، الأردن ، السعودية ، لبنان ، الجزائر ، تونس ، استراليا ) .

ونالت الفرقة الكثير من شهادات التقدير والثناء لما قدمته من إنشادٍ متميز يحمل الحس الروحي الذي يوصل المعاني السامية للإنشاد الروحي للمستمع مع الأداء العالي ، ولما تميزت به من تعدد الألوان الإنشادية المتنوعة ، وأجرت عدة مقابلات إذاعية وتلفزيونية .