مشاكل برجا المزمنة… رؤية لحلول قابلة للتنفيذ
كتب م. محمد ماجد أبو الريش:
في ظل الأزمات السياسية الراهنة والظروف المعيشية القاهرة التي تحيط بلبنان والمنطقة تدعو الحاجة إلى فسحة أمل ورؤية صادقة مبنية على تحليل شفاف وواقعية وتصور لحلول قابلة للتنفيد مصحوبة بسلم أولويات.
تعاني منطقة إقليم وبرجا تحديداً من صعوبات جمة ومن مشاكل وتحديات تتطلب تظافر جهود وعزائم أبنائها لإيجاد السياسات المناسبة لمعالجتها، من أبرز هذه التحديات:
أ- إقتصادية:
يعتبر أبناء برجا من القوى البشرية الأساسية التي تنهض في السلك العسكري والإداري للدولة اللبنانية، بالإضافة إلى مساهمتهم الواسعة في القطاع الخاص (التعليم،المال، والصناعة، إلخ).
بالرغم من ذلك، يرزخ قسم كبير من شابات وشباب برجا في البطالة مما دفع الكثير منهم إلى الهجرة لكسب الرزق، لذلك يجب مراجعة الظروف المؤدية إلى هذا الواقع كالتوجيه العلمي، الإهمال السياسي لأبنائها، ضعف وقلة قوى مؤثرة من أبنائها في الحقل العام والخاص بالإضافة إلى الحالة الإقتصادية للبلد بشكل عام.
يمكن مواجهة هذه التحديات الإقتصادية بتشكيل شبكة من أبنائها تتكاتف وتتعاون لرفعة و مساندة بعضها.
يعتبر إنشاء مراكز إضافية للبنوك في البلدة وإعادة تصنيف بعض المناطق بالإقتصادية في أطراف البلدة عاملاً مساهماُ في تحسين ظروف جذب مؤسسات إقتصادية أو صناعية (غير ملوثة) وخلق فرص عمل لأهل المنطقة.
ب- سياسية وإجتماعية:
توصف التجربة السياسية في برجا بالمتعثرة بشكل عام منذ عقود من الزمن ويبرز هذا الفشل بقلة الكوادر المؤثرة كما بغياب نهضة إجتماعية، ويضاف إلى ذلك التجربة البلدية المريرة التي أحبطت الآمال.
لقد اقتصر العمل السياسي على بعض المصالح الشخصية الضيقة كما على العمل الموسمي المواكب للإنتخابات النيابية والبلدية.
على المستوى النيابي، لقد تمثلت برجا على مدى ما يوازي عقدين ونصف العقد من الزمن بمقعد نيابي. إلا أن هذا الإمتياز لم يُتوج بإنجازات على قدر توقعات أبناء البلدة.
من أهم العوائق التي حالت دون نجاح منتظر، هي المرجعية السياسية التي لا تعتبر أهل المنطقة في سلم أولوياتها، بالإضافة إلى قلة التعاون بين القائمين على العمل البلدي والنيابي.
في أفق الإنتخابات النيابية المقبلة، لا يمكن السماح لعدم تمثيل البلدة بمقعد نيابي نظراً لثقلها السكاني وموقعها الإستراتيجي كبوابة إقليم الخروب والشوف الجنوبي وخاصرة لمدينة صيدا بالإضافة إلى نضال أهلها وتضحياتهم على مدار الزمن.
تدعو الحاجة إلى شخصية تجمع ولا تفرق قادرة على مواجهة التحديات وتسهيل الحلول، موافقة للنسيج البرجاوي السياسي، والإجتماعي، والإقتصادي.
من هنا لا بد من إستخلاص العبر من التجارب السابقة ولا سيما التعاون مع الهيئات البلدية وتلبية تطلعات أبنائها وطموحاتهم.
أما على الصعيد الإجتماعي فقد برهن أبناء برجا على تعلقهم بأرضهم ووطنهم، منفتحين على جميع أبناء الوطن، مبدعين وناشطين وذوي منفعة عامة و قيمة إضافية والجدير بالذكر جمعية بيت التراث، النادي الثقافي الإجتماعي والكثير من النوادي الرياضية والجمعيات الخيرية.
ت- بيئية:
الشوائب البيئية عديدة وأهمها تلوث الهواء الناتج عن مصنع الترابة في سبلين، ومعمل توليد الكهرباء في الجية، كما التلوث الناجم عن الكثافة العمرانية وعمليات البناء وحديثاً تلوث صحي بسبب سوء إدارة ملف النفايات على كافة المستويات.
يقتضي التلميح إلى تراجع المساحة الخضراء أمام المساحات المبنية دون أي مبادرات لإعادة التشجير من قبل الهيئات المحلية والمركزية مما يهدد سلامة الهواء وصحة أبنائنا.
فضلاً عن ذلك، تساهم الفوضى العمرانية بتشويه صورة البلدة، مناظرها وذاكرتها.
وهنا الحلول كثيرة وأثبتت نجاحها وذلك على سبيل المثال:
- الضغط لتنقية الهواء الملوث المنبعث من هذه المعامل عبر فلاتر ملائمة دائمة وعالية المواصفات ومراقبة وتصديق الإلتزام بهذه المواصفات عبر مؤسسة متخصصة ومحايدة.
- إعتماد فرز النفايات من المصدر وتوليد الطاقة من النفايات العضوية وطمر العوادم.
– الضغط لتنظيم عمليات تشجير من المفضل مثمر.
- العمل على فرض مساحة خضراء مع كل رخصة بناء (ما يوازي 20 % من العقارعلى سبيل المثال).
- الضغط لإكمال شبكة الصرف الصحي وبناء معمل تكرير المياه المبتذلة الذي قد يساهم في ري المزروعات.
ث- تربوية:
لا شك أن من أهم الصعوبات التربوية هي التوجيه العلمي للطلاب مما يتناسب مع سوق العمل، بالإضافة إلى خلق نخب قادرة على كسب مراكز متقدمة في الحقل العام والخاص.
الوصول إلى الهدف المنشود يتطلب العمل مع المؤسسات التربوية على تحسين المستوى العلمي والتوجيه العلمي في الصفوف الثانوية.
ج- التنمية المستدامة:
إن الهدف الأمثل يقتضي إيجاد ظروف توفر السكن، العمل، الدراسة والخدمات لأبناء البلدة داخل منطقتهم مما يقلل الحاجة إلى المدن الأساسية كبيروت وصيدا.
التنمية المستدامة ترتبط بالإقتصاد والبيئة ولهذا من أبرز الأهداف المنشودة المناسبة لمنطقتنا:
- تحسين شبكة المواصلات العامة مما يحد الحاجة إلى المركبات الخاصة.
– الإعتماد على الطاقة البديلة وتوفير الطاقة عبر إستعمال الأساليب الصديقة للبيئة.
– تشجير مثمر مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
– العمل على زيادة الجامعات في المنطقة والاختصاصات في الجامعات الحالية .
عن “برجا الجريدة” العدد الثاني نيسان 2018