النيابة لبرجا حقّ لا تستجدوه
كتب أ. هشام بو عرم:
حانَ قطافُ الموسمِ و البعضُ لم يضع البذارَ في الأرضِ بعد. واشتدّ الخلافُ على البيدر والزرعُ في السرابِ لازال. أما وقد اشتد السجالُ على توزيع الغلال في الأكياس الإفتراضية فلا بد من القول إن من فَرّقهم قد سادَهم.
في داخل الخلية الواحدة انقسموا، و في داخل الجسم الواحد تفرقوا.
تفرقوا فذهبت ريحُهم أو كادت!
وأما الموقعُ النيابيُ لبرجا فهو حقٌّ أو قد يكون، مثلما يكون لغيرِها أو قد يكون.
و لكن لـ “برجا” حالةٌ تاريخيةٌ خاصةٌ بها ،وخصوصية تتفرد بها في الإقليم وعلى امتداد الوطن.
لم تكن برجا إلامجلساً نيابياً كاملاً بحد ذاته، ممثلة بشبابها في الدفاع عن الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن رمل شاطئه غرباً إلى حدوده شرقاً.
برجا فرضت النيابة لها بالتضحية والنضال. برجا إنتزعت النيابة إنتزاعاً بتعب وعرق و دماء شهدائها والتضحيات الجسام .
عزةُ برجا ورفعةُ برجا ببشرها وحجرها وشجرها. عزةُ برجا بتعب فقرائها وعرق شرفائها.
قيمةُ برجا أن اسمَها برجا. أينما يَمَمتَ الوجهَ وسألت فالكلُ يعرف برجا، لا لشيء إلا لأن أبناءها حفظوا تضاريسَ الوطن ولأن بائعيها الطيبين جابوا كل أنحائه.
برجا لا يعطيها مقعدٌ نيابي يُستَجدى أيَّ قيمة مضافة، أو يزيد على طيبة وشجاعة أهلِها أيَّ شيء.
فبرجا هي التي تعطي قيمتَها لهذا المقعد وليس العكس.
برجا قيمتُها بذاتها، بإسمها، برجالها، بنسائها، بشبابها، بأطفالها، بهوائها وحتى الملوث منه.
لا تستجدوا حقاً، بل انتزعوه وإن لم يكن باليد حيلة فاتركوه للزمن.
فالزمن لا يغيّر ولكنه يعلّم ، وعسى أن نتعلم يوماً.
عن “برجا الجريدة” العدد الثاني نيسان 2018