قل كلمتك

هل تستحق برجا عضواً في البرلمان؟

كتب الأستاذ بلال طارق البيقيلي:

ثمة شعورٌ بالغبن يعتري غالبية البرجاويين، الذين يعتبرون أن من حقهم أن يُوصلوا أحد أبنائهم إلى الندوة البرلمانية.

شعورٌ ولّدهُ عدمُ إدراج مرشحٍ من البلدة في القائمة التي يتحالف فيها كلٌّ من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، بحيث شعر البرجاويون أن الأمورَ تفلتُ من بين أيديهم. لكن قبل الحديث عن التحالفات والأسماء، ثمة سؤال أكثر عمقاً يطرح نفسه في هذا الشأن وهو: هل تستحق برجا فعلاً عضواً في البرلمان؟.

من حيث المبدأ فإن القواعد الديمقراطية واضحةٌ في مسألة أنّ وحدَها صناديقَ الاقتراع هي التي تحدد هُويات الفائزين بأي استحقاق انتخابي، وفي حالة دائرة الشوف-عالية التي تشمل نائبيْن سُنييْن من الشوف، فليس ثمة ما يحدد من أي بلدات سيتحدر هذان النائبان ولا إذا ما كان كلاهما من بلدة واحدة، أو واحد من شحيم والثاني من برجا كما كانت تجري العادة طوال الفترة الماضية. إنما وحدها النتائج النهائية التي سيفرزها استحقاق السادس من أيار هي التي ستحدد.

لكن وبرغم هذه الحقائق، يصرّ البرجاويون على ما يعتبرونهم حقهم بإيصال برجاوي إلى سدة البرلمان. ينطلقون بمطلبهم هذا وهم معززون بنحو ستة عشر ألفَ ناخب في واحدة من كبريات بلدات الشوف من حيث عدد السكان.

ليس العدد السكاني وحسب، بل يعتبر كثير من البرجاوين أنهم خط الدفاع الأول عن إقليم الخروب، في وجه مشاريع تستهدف المنطقة، لعل آخرها ما كانت تسعى إليه الحكومة عام 2015 بجلب مطمر نفايات إلى ساحل الإقليم أو في المنطقة الواقعة بين برجا وسبلين، حينها استبسل شبان برجا وشاباتها في الساحات ونجحوا في إفشال المخطط. من جهة ثانية، ثمة صوت برجاوي يشتكي دائماً مما يصفه التهميش المتعمد من قبل أحزاب السلطة لبرجا، ويرى هؤلاء أنه آن الأوان كي تستعيد البلدة حجمها ومكانتها في المناصب الرفيعة بالوظائف الحكومية، إضافةً إلى طموح إنمائي، يتجسد باستقدام مشاريع خدمية عدة.

انطلاقاً مما سبق، إن أي مطالبة برجاوية بنائب يجب أن تكون من منطلق قوة لا منطلق ضعف وتسوّل. ثانياً إذا كانت برجا تشعر فعلاً بغبن التهميش السياسي، والحرمان الإنمائي، فيجب أن تتوجه لدعم مرشح برجاوي بلوائح ذات طابع تغييري، لوائح تحمل خطاباً يشبه الخطاب البرجاوي المنادي بالإنماء والمحاسبة، وإلا يصبح الهدف من النائب مجرد الوجاهة والمنظرة والتعالي، دون أي مغزى حقيقي.

إذاً نعم، برجا تستأهل نائباً في البرلمان، لحجمها ولدورها الكبير في إقليم الخروب، لكنها كي تحصل على هذا النائب يجب أن تستحقه، وذلك عبر احترامها وإدراكها مدى كبر حجمها التصويتي أولاً، وتوجهها إلى لائحة تشبهها لا تشبه جلاديها ثانيا!.

عن “برجا الجريدة” العدد الثاني نيسان 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى