أمسية فنية جامعة لـ “جوقة زمان البرجاوية” في جدرا
نظم “التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث”، بالتعاون مع “النادي الثقافي الإجتماعي في برجا”، مساء التاسع من كانون الأول 2018، أمسية فنية لمناسبة عيد الإستقلال، أحيتها “جوقة زمان البرجاوية” (زمان)، في قاعة كنيسة مار جرجس في بلدة جدرا حضرها حشد من أهالي جدرا وبرجا والجوار.
أستهلت الأمسية بالنشيد الوطني، وتقديم من الدكتورة دعد القزي، ثم تحدث الأب القزي فرحب بالحضور وبأبناء المنطقة بين أهلهم ومحبيهم في جدرا، معرباً عن سروره لهذا اللقاء الجامع لمناسبة عيد الإستقلال، مشدداً على “أن جدرا ستبقى واحة للتلاقي والحوار الداخلي واللقاء الأخوي الوطني بين كل أبناء المنطقة وأهلنا في الجبل والوطن”، ووجه “التحية لأبناء اقليم الخروب والشوف والجبل، الذين رحبوا ترحيباً خاصاً ومميزاً بالبطريرك مار بشارة الراعي خلال زيارته التاريخية إلى اقليم الخروب في شهر أيلول الماضي ولقائه مع الأهالي في برجا والبلدات المجاورة”.
وأكد القزي “أن هذا هو تراثنا وتاريخنا في المنطقة بالأخوّة والمحبة والوحدة والتلاقي”، مشيداً بتراث برجا والنادي الثقافي فيها والتجمع الوطني مع فرقة زمان البرجاوية، الذي يحيي التراث الذي نحن بحاجة العودة إليه لنتجذر بأرضنا وبلادنا وبتقاليدنا الوطنية العريقة”، ونوه “بتارخ برجا النضالي والوطني”.
أضاف: “أرحب بالحضور في قاعة كنيسة مار جرجس، الكنيسة التي تجمع الناس ولا تفرقهم تحت راية “الله للجميع، والوطن للجميع”.
ثم ألقى رئيس النادي الثقافي في برجا حسن كحول فقال: “أردنا أن نقيم هذا اللقاء الوطني بمناسبة عيد الاستقلال في بلدة جدرا لأنها تمثل العيش المشترك”، مشيراً إلى أن “برجا هي منبع وخزان للطاقات الفنية وغيرها”، مؤكداً “دعم النادي لجميع هذه الطاقات ضمن امكاناته، وهو منفتح ويمد يده للجميع في البلدة”.
وكانت كلمة للشيخ جمال بشاشة فقال: نحن هنا الليلة لنتحدث عن الثقافة وعن الجمال وعن التراث وعن الفن الراقي وعن القواسم الكبيرة والعريقة التي تجمعنا. سئمنا أحاديث السياسة وانحدارها وهبوطها، سئمنا أحاديث الطوائف ومذاهبها وأمرائها، حدثونا عن المواطن، عن همومه، وعن الوطن وما صنعتم لمجده. لا تحدثونا عن مجد طوائفكم ومذاهبكم وأحزابكم.
إذا ذهب الحلم بدولة عادلة، ذهب حلمنا بالثقافة الراقية… عندها يهاجر الأمل. لكل حزب ولكل ملة في بلادنا علمها الخاص ورمزها الخاص، ولكن هل صار رفع العلم اللبناني ظاهرة شكلية؟ وما قيمة أية راية إن لم يكن تحتها بلد سوي ودولة عادلة.
كل لبناني يعيش اليوم تحت تأثير مزيج من مجموعة التأثيرات الثقافية العفوية، ثم يعيش اللبناني قلقاً فيما بينها، إلا إذا قدر الله له العقل الذي يمكنه من الإختيار وسط هذا الموج المتلاطم حولنا، أن يختار أن يكون إنساناً… إننا في لبنان نريد أن نعيش إنسانيتنا.
وختم: من عالم الشقاء وخوف الليالي الحالكة وعواء الذئاب والحقد والمرارة التي نعيشها، تطل عليكم “جوقة زمان البرجاوية”، تحمل حلماً جميلاً، ترشّه عليكم كالأرزّ في الأفراح.
أستاذنا سمير عطا لله يقول: الوطن الذي نتبناه، كان فيه خطايا بشرية صغيرة، وفيه غرائز يتم الإنتصار عليهان وفيه خلاف بين أهل الضيعة وأهل القاطع كما في مسرحية “جسر القمر” للأخوين رحباني وفيروز، خلاف لا يلبث أن ينتهي بأغنية حول وطن واحد، شعري، غنائي، ممتلىء حباً ورحمة.
أيها الأخوة والأخوات: الرحمة تئد الفتنة وتدفنها وبالحب تعمر دياركم.
ثم قدمت جوقة زمان البرجاوية سلسلة من الأغاني والأناشيد الوطنية، التي نالت إعجاباً كبيراً لدى الحضور حيث كان التصفيق والتحية هما سي د الموقف.
وكانت “جمعية العطايا” في برجا الشوف أطلقت في تشرين الثاني سنة 2018 “جوقة زمان البرجاوية” لإحياء روائع الفن اللبناني والتراثي، نواتها الأساسية تشكلت من السادة: أحمد بشير سعيفان، ديانا مصطفى الجعيد، ليال هاني غصن، أحمد هاني غصن، إبراهيم محمود سعد..
أهداف الجوقة تحدث عنها رئيسها أحمد سعيفان فقال: الأهداف المنشودة من وراء إنشائها تتلخص بتعزيز الإنتماء الوطني اللبناني وقيم السلام والمحبة، عبر التراث الفني والغنائي الذي يجمع بين أبناء الوطن لما يحمله من لغة حبّ وأداة علم وغذاء روح وإثراء الحياة الثقافية في برجا وتعزيز التواصل وإظهار صورتها الحضارية.
أضاف سعيفان أن عمل الجوقة يتركز على إحياء وأداء روائع الغناء اللبناني ونشر القيم الفنية الأصيلة التي يزخر بها تراثنا والعمل على تحسين الذوق العام والإرتقاء به.
وعن خطة الجوقة في المستقبل قال: سنعمل على تحفيز المواهب الإبداعية والمهارات الإجتماعية في برجا عبر الكورال وتنظيم وإقامة الأمسيات الراقية والملتقيات الفنية التراثية.
الأمسية الأولى لـ “جوقة زمان البرجاوية” كانت في مساء الأحد في التاسع من كانون الأول 2018 في قاعة كنيسة مارجرجس في جدرا، حيث قدمت باقة منوعة من نوادر التراث الغنائي اللبنائي والعربية تفاعل معها الجمهور الذي احتشد في جنبات القاعة.
الأمسية بدأت بالنشيد الوطني ثم كلمات المنظمين فالجوقة التي استهلت بـ “بكتب إسمك يا بلادي” ثم غنى سعيفان “على رمش عيونها” و “على حسب وداد” تلاه إبراهيم سعد “ويلي لو يدرون” و “دقوا المهابيج”. بعده ديانا الجعيد “ياداره دوري فينا” و “بيقولولي توبي” وليال غصن “بتخاصمني حبة” وتشاركت مع أخيها أحمد “منتزاعل ومنرضى” ثم غنى “عنابي” ثم الختام كان بوصلة أغان وطنية.
ليال غصن قالت: ماشجعني لدخول الجوقة كان هو التجانس القائم بيننا نحن الخمسة الذين نشكل نواتها، والأهداف الراقية التي تجمعنا، وأمسية الإستقلال أمدتني بشحنات تفاؤلية بمستقبل زاهر للجوقة.
ديانا الجعيد عبرت عن فرحتها الكبيرة بالعمل مع الجوقة، التي رأت فيها فكرة جذابة تستطيع من خلالها أن تخدم بلدتها برجا.
أحمد غصن إعتبر أن جوقة زمان تجسد الحلم الذي طالما راوده هو وأخته ليال وتمنى للجوقة أن تصل إلى النجومية.
إبراهيم سعد رأى أن “زمان” هي واحة نفسية رائعة نعود من خلالها إلى تراثنا وإلى الزمن الفني الجميل وإلى أصالتنا وهي أحيت فينا روح العمل التطوعي والجماعي الذي صرنا نفتقده في مجتمعاتنا.
عن “برجا الجريدة” العدد الخامس كانون الثاني 2019 الصفحة 3 و 4.