الأستاذ محمد أحمد الشمعة … الخطيب العَلَم
وُلد الآْستاذ محمد أحمد الشمعة في برجا عام 1926 ، والده : أحمد عبد الرحمن الشمعة ، والدته : سليمة حسن الشمعة ، زوجته : كاملة خضر قموع . تعلّم في المدرسة الرسمية في برجا، وحاز الشهادة الإبتدائية التي خوّلته أن يُعيّن مدرّساً برتبة وكيل معلم في وزارة التربية .
إعتلى منبر مسجد برجا الكبير عام 1962 ، وكان يخطب بعض الأحيان في مسجدي البرجين وبعاصير . أسس جمعية جامع برجا مع إثنين من أصدقائه الأساتذة هما : ابراهيم عوض شبو وحسين محمد الغوش عام 1971 . كان لا يعرف المداهنة … ولا يسكت على المنكر أبداً .
عُرف عنه أنه كان يتفانى من أجل رسالة التعليم ، فما غاب ولا تأخّر يوماً عن المدرسة قط حتى في أيّام مرضه ، وقد واظب على عمله قبل وفاته بيوم واحد . واختاره الله إلى مستقر رحمته يوم الجمعة 6 تشرين الأول 1989. رثاه الآستاذ محمد سليم الحاج في نشرة هتاف الشوق بالقول :
” مذ كنتُ طفلاً عرفتهُ ، ولم تتماسك بعد الحروف على شفتي لتتحوّل إلى كلمات ، وفي المسجد شاهدته ، وفتائل النور لم تشعَّ تماماً في قلبي بعد … إعتلى المنبر الأول محارباً جهل السنين لأنه أدرك أن أمة الظلام لا مكان لها في عالم يزحف نحو النور، وإعتلى المنبر الآخر مبيناً أن الدين ليس حركات جوفاء ، وطقوساً عمياء ، بل هو عقيدة راسخة وعبادة حيّة وعمل صالح وأخلاق فاضلة وسلوك حسن فيقظة ضمير وإستنارة فكر وتمسّك بالحق.
هكذا عرفتهُ ، لساناً يحمل الحق ، وقلباً بالنور يُشعُ ، ووجه ضحوكاً بسّاماً .
ما داهن في عصر كثر فيه الماسحون على الجوخ ، وما هادن في زمن كثر فيه أتباع الشيطان ، وما قُدّرت جهوده في بلد لا يقدّر الجهود ، لأنّه لا يحترم الإنسان ، فما قُدِّم له شيء ، وقد قدّم هو الكثير ، رحل عن عالم البشر، عالم خيّم عليه الظلام والشر، إلى عالم الحق والعدل والنور، عاش شامخاً ومات شامخاً ، وسيبعث إن شاء الله شامخاً .
عن منبر المدرسة نزل ، وعن منبر المسجد نزل ليعلو إن شاء الله منبراً من منابر الخلود ، هناك ” في جنّات ونهَر ، في مقعد صدقٍ عند مليكً مقتدر” .