سننتظر طويلا !
كتب الأستاذ لؤي القدومي : رغم أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم العربي لدرجة ان الاهتمام بها يفوق في كثير من الاحيان الاهتمام بالسياسة ، الا ان الفرق العربية لا تزال اضعف بكثير من ان تضع لها بصمة واضحة على خارطة الكرة العالمية ، التي بات لها رجالها وفرقها ومعجبوها . اللافت في هذه المسألة تحديدا أن ما تنفقه الكثير من الدول العربية على تطوير هذه اللعبة والاهتمام بها يفوق في بعض الاحيان الانفاق على قطاعات التعليم والصحة ومع ذلك فان العائد قليل لدرجة تدعو الى الشفقة .
وحتى سنوات قليلة خلت كنا نعلق خيباتنا المتتالية على شماعة القدرات البدنية المتميزة للفرق الاوروبية والاميركية الجنوبية ، ولكن بروز نجم فرق افريقية وآسيوية ووصولها الى مراحل متقدمة في المنافسة العالمية يجعلنا نتساءل عما اذا كانت العلة في تفوق جيني أو جسماني لا يد لنا فيه أم في ثقافة تعجز عن تسخير العوامل المتاحة للوصول الى النجاح المنشود .
لماذا نجحت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وهي دول آسيوية لا يتمتع لاعبوها ببنية بدنية متميزة في السيطرة على الكرة الآسيوية والوصول الى العالمية بسهولة ، بل وحتى التفوق على فرق أوروبية وافريقية عريقة ، في حين لم تتمكن 22 دولة عربية سوى من ايصال فريق واحد الى المونديال ، يبدو من البداية ان مشواره سيكون محملا بالهزائم رغم اننا نتمنى العكس .
وهل يمكننا ان نغفل ان الدول المتفوقة رياضيا بشكل عام هي دول متفوقة ايضا صناعيا وصحيا وتعليميا ناهيك عن كونها ديمقراطيات عريقة تحترم حقوق الانسان وتقدر الابداع . كيف يمكن لدول يتذيل معظمها الترتيب العالمي في الشفافية ومحاربة الفساد واحترام حقوق الانسان والحريات الصحفية ان تبدع في كرة القدم أو أية لعبة اخرى ، وهي التي تعيش في اجواء المحسوبية والمحاباة والفساد والديكتاتورية ؟ وكيف لنا ان نبني فرقا قادرة على مقارعة الكبار ونحن لم نتمكن حتى اليوم من صناعة جهاز « ريموت كنترول » ناهيك عن السيارات والطائرات وكل انجاز صناعي آخر ؟ كوننا فاشلين كرويا هي النتيجة الحتمية لأوضاعنا السياسية والاقتصادية والابداعية ، وإحراز الاهداف الجميلة يأتي من خلال تنشق هواء الحرية والابداع . سننتظر طويلا على الأرجح !! … نقلاً عن ” الوطن ” القطرية .
الابداع = حرية