مهرجان ليالي برجا … موعد مع الفرح
لم أكن انتظر بشوق …
إذ كنت أقول : “هو مهرجان كغيره من المهرجانات التي تتشابه … فوضى، ملل، قلة في الخبرة ومشاكل أمنية !
إقتربت الساعة وتحلينا بما ابتعناه من لباس – أنا وعائلتي – وانطلقنا إلى المكان المحدد في الموعد المضروب … فكانت المفاجأة :
الناس تقاطرت بالآلاف ترتسم على وجوهها علامات الرضى و الفرح وتتصافح وتتعانق , ويهنىء بعضها بعضاً على شوق الانتظار ببدء المهرجان .
كل يعرف واجبه وعنده الإصرار على إنجاح الليلة .
إصطفت القوى الأمنية مع لجان التنظيم لتسهيل دخول الوافدين من كافة فئات المدعوّين ، وكلّ اتقن عمله وحفظه عن ظهر قلب دون تكلف أو تأفف .
المسرح تجلى بأبهى الحلل علقت على جدرانه لافتات وشاشات توثّق للمهرجان (مهرجان ليالي برجا 25 ايلول 2016) متحفزاً لاستقبال من يكتبون تاريخه بالأصوات والحناجر والأوتار والأرجل والأجسام المتمايلة وقد شغفها هوى اللحن والنغم والتعبير و الإمتاع.
أعلنت إشارة البدء بطلب الوقوف للنشيد الوطني اللبناني على أنغام الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة العقيد زياد مراد.
بعده عبقت الأجواء برقي برنامجها من عزفٍ وصولوات وأغانٍ من الزمن الجميل، زمن الكبار الذين تركوا بصمات على الشعر والغناء والألحان فتراقصت على أنغام موسيقاها القلوب والأجسام والأرواح وتفاعل معها جمهور متذوق رائع أبدع في الإستمتاع والإستماع والتعبير عما جاشت به المشاعر.
فاستحق الجمهور الفرح والنشوة واستحقت الأوركسترا التقدير والإنحناء لها.
ثم كانت مساحة التكريم لمبدعين من برجا هي لا تكفي لكنها أكدت على أنهم في البال و تحفظ لهم أعمالهم و ٳبداعاتهم في ذاكرة المكرّمين والبرجاويين .. وتكريم المبدع في حياته لفتة راقية …
وجاء دور الزجل والشعراء الزجليين، فتتابعت القصائد من شعراء برجا، فادي الحاج ومحمد عادل السيد وكانت روح التحدي حاضرةً في حوار الشاعرين نمر شبو وزغلول برجا الواعِد.
بعد ذلك وقفت جميلة من جميلات برجا على المسرح ترسم و تحكي بجسدها ورشاقته خطوطاً لدروب المستقبل الواعي المتنور الفاهم لمعنى وجود الإنسان واجتماعه مع غيره من أبناء مجتمعه وكأنها كانت تقول برقصها :
نحن أبناء مجتمع , وجدنا لنحيا بحب وأمل بمستقبل مشرق فاخترت الباليه لأعبر عن سر خلقنا .
إنها الرائعة صبا عارف رمضان وردة من بلدتنا طامحة نحو العلا والمجد.
فبالتوفيق والنجاح أيتها الاميرة الصغيرة.
بعدها جاء دور الكورال مع المايسترو خالد حوحو .
فزغردت لها الأمهات وعانقت أنغامها و أصواتها كل روح من أرواح الحاضرين .
غنت الفرقة أغنيات لمطربين من الضيعة فحفرت في الذاكرة عميقاً وانتشى جمهورها فرحاً وتحرك طرباً و تمايل تعبيراً و تفاعلاً .
وجاء دور الشباب و عنفوانه والأنوثة و سحرها ورشاقتها فاهتزت خشبات المسرح تحت أقدام مجموعة من شباب برجا وشاباتها في فرقة برجا للفنون الشعبية فأدت رقصات ودبكات فيها من الرجولة ما يكفي للقول متعة للنظر من تناسق الخطوات مع اللحن والكوريجراف وتكاتف السواعد وضرب الأرجل وصلت عنان السماء وحنين القلوب .
ثم كان الختام المسك ..
وقف الكل لأشراقة الفنان صبحي توفيق إبن برجا البار الوفي، رافقت صبحي توفيق فرقته الموسيقية الممتعة فازدان المسرح به وأضفى على فرحة الحاضرين أفراحاً.
غنى لهم، أمتعهم، صافحهم، دخل قلوبهم، فأعطاهم حباً، و أعطوه إخلاصاً.
أمالهم، حرَّكهم، هزّهم بقوة فصاروا في عوالم حالمة تشبه مجالس هارون الرشيد .
كم أنت عظيم صبحي توفيق ببساطتك وشفافيتك وتواضعك لبرجا.
عطاؤك من العمق و صوتك العاشق الذي غنى لنا و حاكى مشاعرنا أسعدنا حتى الثمالة، فأسعدك الله بالخير دوماً وشكراً ألف شكر.
إنها ليلة رائعة أهديتموني فيها وأهديتم عائلتي مجتمعة الفرح والحب والسعادة والهناء.
شكراً للنادي الثقافي في برجا , رئيساً ونائب رئيس وهيئة ٳدارية و أعضاء.
شكراً لمدير المهرجان الدكتور خضر ترو المحلّق.
شكراً للذين قدموا فقرات البرنامج الرائع محمد حامد حدادة و المتألقة عميرة عمر الخطيب .
شكراً للجنة المنظمة .
شكراً للأوركسترا الهرمونية لقوى الأمن الداخلي و للعقيد زياد مراد .
شكراً لفرقة برجا للفنون الشعبية .
شكراً لأبناء الفتيحات شبابها وشاباتها .
شكراً للوافدين من كل لبنان الذين أرادوا مشاركتنا عرسنا وأخص بالشكر الكبير أنطوان كرباج و فادي الخطيب ولأعضاء التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث برئاسة المهندس أنطوان أبو جودة .
شكراً لأرقى و أنبل جمهور وحضور في العالم .
أطال الله في عمر الذين كرّمهم النادي.
شكراً لبرجا الوفية التي تجمعنا على الخير .
شكراً لكل من ساهم في دعم المهرجان مادياً ومعنوياً .
شكراً للمهندس ماجد ترو.
شكراً لراعي المهرجان معالي الوزير ميشال فرعون.
شكراً لراعي النادي الأوّل معالي النائب علاء الدين ترو .
و أخيراً كم نتعطش لمهرجانات في هذه البلدة التي تستحق .