برجا تكرم د . حسن غصن بإطلاق اسمه على أرقى شوارعها

أقامت بلدية برجا والنادي الثقافي الإجتماعي وعائلة الفقيد حفل افتتاح شارع باسم رئيس بلدية برجا الاسبق المرحوم  الدكتور حسن غصن، في حي حقرون، في حضور
النائب محمد الحجار

ممثلا الرئيس سعد الحريري، النائب علاء الدين ترو، الامين العام المساعد لشؤون العلاقات العامة في تيار المستقبل الدكتور بسام عبد الملك ممثلا الأمين العام أحمد الحريري، منسق الدائرة السادسة في تيار المستقبل عبد الكريم رمضان ممثلا المنسق العام لمنسقية جبل لبنان الجنوبي محمد الكجك، وجميل شبو ممثلا النائب مروان حمادة، منير السيد ممثلا النائب نعمة طعمة، رئيس إتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور، رئيس بلدية برجا نشأت حمية، مدير عام وزارة المهجرين الأستاذ أحمد محمود ، وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب التقدمي الإشتراكي سليم السيد ، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جبل لبنان عمر سراج ، رؤساء بلديات ومخاتير ومشايخ، اندية وجمعيات وعائلة الراحل.

أستهل الإفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ، وكلمة ترحيب من عضو المجلس البلدي محمد المعوش، بعدها ألقى رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية كلمة قال فيها ” في حياتنا كثيرون كانت لهم بصماتهم علينا، أناس يستحقون أن نقف لهم بكل إحترام ونقول لهم ما تختزنه دواخلنا لهم من إحترام وتقدير ووفاء، فنحن للأسف أصبحنا لا نذكرهم إلا أنهم رحلوا عنا، عندها نعد مآثرهم وحسناتهم علينا ”.
وقال: ”مضى على رحيلك يا دكتور حسن اكثر من ثمانية اشهر وما زلت أتذكر تواجدك معنا وتوجيهاتك. وها نحن اليوم في بلدية برجا ومع فعاليات البلدة ومع محبيك من عائلتك وأهالي برجا والمخلصين لك من أصدقائك نكرمك علّنا نكون بذلك قد وفيناك جزء من عطاءاتك وذلك بتسمية شارع كورنيش حقرون بإسمك هذا الكورنيش الذي لطالما أحببته كان حلماً بالنسبة لك تحقق إنجازه في حياتك فأردناه مرتبطاً بإسمك بعد مماتك”.
وأضاف: ”عندما نتكلم عن حسن غصن فاننا نتكلم عن موسوعة متنقلة من العلم والمعرفة، نتكلم عن شخص يتمتع بثقافة عالية وراقية استمدها عن مجموعة من المجلدات، إنتقاها بتأن وحنكة ونباهة جعلت منه رجلاً قانونياً بإمتياز متمتعاً بكفاءة عالية وهذا ما ظهر في المناصب التي تولاها وآخرها البلدية”.

وختم حمية: ”ظن البعض أو ظننا أنه برحيل حسن غصن فإن هذه الموسوعات والمجلدات ماتت معه ولكن نسينا أو غفل عن بالنا أنه من بيت مناضل في نشر المعرفة والعلم وهذا ما تبين لنا عندما قالت لنا زوجة الدكتور حسن غصن بأنها تريد أن تُغني مكتبة البلدية بهذه المجلدات مكملة بذلك مسيرة الدكتور حسن غصن”.

وألقى رئيس النادي الثقافي الإجتماعي خالد ترو كلمة إستذكر فيها الفقيد ، مستحضرا تاريخه في النادي الثقافي ، وإنضمامه إلى النادي في العام 1965 ، وتحويله من مكتبة لنشر الثقافة إلى نادٍ للثقافة، مؤكدا ان غصن قدم للنادي حوالي خمسين عاما من عمره وكان مثالا يحتذى به في الاخلاق والسلوك والتطور والعلم ولم ينقطع يوما عن مشاركة النادي في كل الانشطة.

وقال النائب محمد الحجار: سمعت عنه مراقبا امينا في الجمارك، ثم التقيته عضوا مميزا في المجلس الاعلى لها، وعاصرته استاذا جامعيا متفانيا، واخيرا رئيسا لبلدية برجا، البلدة التي احب وبها افتخر، برجا، برج الاقليم وحصنه المنيع وشرفته على البحر.

في كل مراحل حياته كان مثالا في النزاهة والنقاء، وفي الخدمة والعمل. بصماته محفورة في اكثر من بيت، ورغم الاغراءات التي احاطت به في عمله، كان نظيف الكف عفيف النفس بشهادة كل من عرفه او تعامل معه، وهو الذي طالما تفاخر عارضا رسما له، نشر في احدى الصحف المحلية، حاملا مظلة يتقي بها بعناد من رشاوى المهربين والمخالفين. عاش من كد يمينه بكرامة، كرامة ابن الاقليم والجبل، وعندما دعا الداعي للانتخابات البلدية، بعد مغادرته الوظيفة الرسمية، قدمت للدكتور حسن غصن رئاسة بلدية برجا على طبق من ثقة الناخبين الذين احبوه على السمع، او بالعلاقة المباشرة، ومن تزكيتنا نحن الذين خبرناه ويأينا فيه قيمة مضافة لبلدية برجا.

وتابع الحجار: وكان ان اتى الاستاذ الجامعي والموظف القانوني بمثاليته الوظيفية الى عالم العمل البلدي، عالم يتطلب قدرا اكبر من التعاطي الميداني في الواقع المختلف. ثم كان لدخول المرض على الخط دورا في تقصير مسافة الاستفادة البلدية من خبرة الرجل وعلاقاته المميزة وافقه الواسع.

التقيت والدكتور حسن غصن حول مفاهيم كبيرة وكثيرة، في حقول الخدمة العامة والسياسة ووحدة الاتجاه، الذي رسم خطوطه وحدد مداه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويتابعه حامل الامانة الرئيس سعد الحريري. وفي مقدمة هذه المفاهيم ضرورة تمسكنا جميعا كمواطنين لبنانيين بالدولة ومؤسساتها واحتكامنا لها وحدها واقرارناا بمرجعيتها الحصرية في كل ما يطال اللبنانيين ومستقبلهم وعلاقتهم مع محيطهم. ان كل من عرف وعايش الدكتور حسن يعلم تماما تعلقه بالقيم وعناده في الثوابت المشكلة لشخصيته، وهو الذي كان دائما يصر معنا على ان لا ضمانة للعيش المشترك الا عبر الدولة التي وحدها ملاذنا وخيارنا، وبأن حماية لبنان لا تتامن الا عبر جيشه الوطني وقواه الامنية الشرعية، وما عذا ذلك اوهام وانتحار ومشاريع فتن وحروب اهلية لن تخدم بالنهاية سوى مصلحة العدو الاسرائيلي المتربص بنا.

وتابع: لقد قاوم حسن غصن المرض بعزيمة المؤمن الصبور وقاومت معه العائلة والاصحاب، لكن المرض كان اقوى، فغادرنا باكرا وها نحن اليوم نؤبنه تقديرا لواحد من رجالات الاقليم والشوف الذين بهم نفتخر وعليهم نعوّل، اقليم العلم الوافر والوطنية الصافية.

وختم الحجار: نفتقدك حسن، نفتقدك اخا وصديقا ورفيق درب. يفتقدك الاقليم وتفتقدك برجا بنا محبا، تفانى في خدمته وخدمتها في الوظيفة العامة وفي الحقل البلدي ما استطاع وبقدر ما وفرته له الظروف السياسية المتحركة والبلدية المرتبطة بها. لقد عشت بكرامة ومت كريما، فلك رحمة الله الواسعة ولنا ولاهلك ولابناء بلدتك واقليمك الجميل كل العزاء.

وتحدث ترو فقال: حسن غصن نجم في سماء برجا ولبنان، اخلاق، علم، نظافة، واستقامة. حسن غصن كان واحدا من الذين شجعوني على الدخول في الحزب التقدمي الاشتراكي ثم النادي الثقافي الاجتماعي. حسن غصن كان صديقا لعائلتي. احبه الناس لانه احبهم، احترموه لانه احترمهم. هذا هو جزء من حسن غصن الذي عمل في الحزب التقدمي الاشتراكي مع كمال جنبلاط، فكان مثالا للالتزام والتفاني والعمل الصادق، مؤمنا بما التزم به واقسم عليه. ثم عمل في النادي الثقافي واعطى النادي من جهده وعرقه وماله، وهو الذي رفع بنيان النادي القائم اليوم.

تابع: حسن غصن الموظف في ادارة الجمارك عندما زرته اول مرة في عمله في المرفأ، كان يضع مظلة فوق رأسه تتساقط عليها الاوراق النقدية دليل العفة والشرف والترفع والالتزام ورفض الرشوة، فكان تعليق لبعض الموظفين اقلب المظلة بالعكس حيث تتساقط الاوراق المالية في داخلها، هدد حينها بالقتل لانه لم يساوم على مال الدولة. ثم عمل حسن غصن عضوا للمجلس الاعلى حيث التزم المعايير التي امن بها الشفافية وعدم الالتفاف على القانون وحماية المال العام . ثم ترشح للبلدية فكنت من اكثر المعارضين لترشحه رغم العلاقات الودية والصداقة التي تربطني به لانني اعرف حسن واعرف ابناء بلدتي. انصفه ابناء البلدة فانتخبوه ولكنهم لم ينتظروا ولم يعطوه فترة سماح كي يبدأ عمله بشكل شفاف كعادته، وبدأت الامور بالتراكم والمشاكل بالتزايد، ولم يجد من ينجده من الذين فازوا معه او الذين دعموه وايدوه. فكانت الاستقالة الاستراحة.

ودعا ترو الى التوافق والتنوع في البلديات بدل الفئوية الحزبية والى الشفافية في العمل البلدي والتشاور حول المشاريع والاستماع الى اراء الاخرين وعدم التفرد حتى تكون التجربة غنية والانجازات افضل.

اضاف: نكرم حسن غصن والبلد تئن تحت وطأة الخلافات والتعطيل، فمن تعطيل رئاسة الجمهورية بعد سنة من الفراغ يتجاذب اكبر تيارين مسيحيين حول الرئاسة ويعلم الجميع بانه لن يكون هذا رئيسا ولا ذاك، ولا يريدون الذهاب الى تسوية وملء الفراغ. المجلس النيابي معطل ايضا بسبب الفراغ الرئاسي حتى بعد التمديد، والحكومة متعثرة تسير كالسلحفاة، ورئيسها تمام سلام ايوب هذا الزمان بصبره وطول باله وتصرفه العاقل الذي يعجز عنه الجميع في مثل هذه الظروف، فتمام سلام ابن البيت العريق يعيد الامجاد بحماية لبنان والوحدة الوطنية ويصون السلم الاهلي. والتعيينات الامنية تكاد تطيح بمجلس الوزراء وتعرض المؤسسات الامنية للخطر والبطالة والازمة المعيشية والوضع الاقتصادي وغياب السياح عربا واجانب نتيجة الخوف الامني، وعالم عربي ينزف دما ودمارا من سوريا الى اليمن مرورا بالعراق وليبيا والسودان ومصر. فلنحفظ ونحمي بلدنا ونبعده عن النيران السورية وغيرها ولنعد لحماية لبنان وحدوده وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لاي بلد سوى بالدعوة لوقف الحرب والعودة للحوار، ولنستمر بحوارنا الداخلي بين الاحزاب اللبنانية رغم ارتفاع اصوات الاتهامات والتراشق بالقذائف الكلامية بين الحين والاخر، ولنعالج المشاكل بالهدوء والروية بدل التشنج والعصبيات لان فرصة التوافق موجودة وربما لن تعود.

وختم: حسن غصن يستحق اكبر من شارع واكثر من احتفال، تحية لروحه، تحية لعائلته.

الحسيني

وشكرت عقيلة الفقيد مريم الحسيني كل من قام بهذا المشروع، مؤكدة ان الفقيد ان جميلا كجمال المكان الذي يتواجدون فيه وكما الشارع الذي سيطلقون عليه اسمه.

وفي الختام قدم حمية درع البلدية لزوجة الفقيد وابنه، وقدم ترو درع النادي الثقافي، وقدم الشيخ جمال بشاشة درع باسم وقف جامع برجا الكبير. ثم رفعت الستار عن لوحة تذكارية تحمل اسم الراحل الدكتور حسن غصن.