صديقي سمير : كل الأماكن مشتاقة لك
قالوا : مات سمير … قلت : مرآة أخرى تنطفىء في ضيعتي .
في الحين الذي تنزّلت على روحك السكينة والراحة ، إشتعلت قلوب محبيك حرقة وأسفاً ياطيب القلب ياشريف النفس .
أوَما تحترق على شاب من مثل سمير ؟
ماذا أقص عليكم من حكايته ؟
آخر العهد به رأيته يغفو وعلى شفتيه صلوات ، وكأن عند سريره جوقة من الملائكة !
ماذا أخبركم عن سمير الذي كان مثل المرايا ؟
هل تعرفون حزن المراكب قبل الرحيل ؟
في الصدر غصات من العينين .
كيف نصدق أنك ترحل كالأغنيات !
آخر جمعة من عمره أراد أن يتوضأ للصلاة ولكن الحشرجات والآلام منعته … الصلاة في حياته نور ، وكأني به ما يريد أن يلقى الله إلا بهذا النور .
في ذاكرة بلدتي سيظل سمير عطراً فواحاً … سيرته تأتي كل حين باسمة ناضرة ومشرقة كأزهار الحقول .
تصدّر يحمل همّ ضيعته منذ أمد بعيد .
توّج ذلك بعضوية مجلسها البلدي .
حبّة قلبه العمل العام .
أما رأيتموه يسارع للهفة المساكين ، يمنح المساعدات للمحتاجين ، وكان قلبه يدق ، كأنه يمزق صدره ، يداري آلامه .
غداً عندما يزهر الربيع ياسمير ، وغداً عندما يُصيّف الصيف سنشتاق إليك .
غداً الملاعب سوف تحن إليك .
أيها السمير ، أيها النديم : كل الأماكن مشتاقة لك .
=============
( كلمة الشيخ جمال بشاشة في رثاء عضو مجلس بلدية برجا سمير الزعرت في قاعة جامع الديماس بمناسبة ذكرى ثالثه عصر الأربعاء 21 كانون الثاني 2015 )
رائعة