إقليم الخروب … مطمر سبلين لن يمر ولو قانوناً
تشهد مختلف قرى وبلدات إقليم الخروب موجات غضب عارمة، بعد أن أصبح الحديث جدياً بانشاء مطمر للنفايات في الوادي الفاصل بين بلدتي سبلين وبرجا والتي تعود عقارياً الى سبلين، بجانب معمل سبلين للترابة.
التحركات على صعيد البلديات المعنية ولا سيما المجاورة للمطمر المزعوم بدأت بشكل كثيف، وتشكلت خليات عمل للحؤول دون تنفيذ هذا المشروع. وانطلقت معها حملات واسعة لشباب وهيئات شبابية أخذت على عاتقها المواجهة التي بدأتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي رفضت بشكل قاطع اي مشروع يدخل المنطقة في الدوامة البيئية الخطرة.
ولدى سؤال «المستقبل» النائب محمد الحجار عن صحة ما يتم تداوله بشأن قرار صدر عن مجلس الوزراء بنقل مطمر الناعمة الى سبلين او الجية، نفى الحجار علمه بأن يكون هناك قرار قد صدر عن مجلس الوزراء بهذا الخصوص. واضاف بانه حسب المعلومات المتوافرة لديه، هناك مشروع باستحداث معامل لمعالجة النفايات الصلبة ومطامر صحية للعوادم، وبأن هناك اقتراحاً بأن يكون في سبلين مطمر لهذا الخصوص ومعمل لمعالجة نفايات قضاءي الشوف وعاليه وقسم من بعبدا، الا ان وزير الداخلية نهاد المشنوق اعترض على الخطة المقدمة من وزير البيئة وهو بصدد تقديم اقتراح بديل عن ذلك.
وتابع الحجار: على كل حال، فإننا في اقليم الخروب لن نقبل أن يمر اي مشروع يرفضه اهالي الاقليم، كذلك لن نقبل أي مشروع لا يتوافق مع الشروط البيئية والصحية ويمكن ان ينعكس ضرراً على الناس، مؤكداً انه موقف لا رجوع عنه. ونحن سبق وراجعنا وزارة البيئة لهذا الغرض اضافة الى الطلب منها الكشف الدوري على معامل الكهرباء في الجية والترابة في سبلين للتأكد من الانبعاثات الغازية لمداخن هذه المعامل والنظر في مدى توافقها مع الشروط البيئية والصحية.
وقال رئيس بلدية برجا نشأت حمية: «سمعنا في الخفايا انه يتم التحضير لإقامة محرقة في معمل سبلين. ثم بدأ الطرح باقامة معمل لتخمير وتسبيخ النفايات ومطمر للنفايات الصلبة. على المستوى الرسمي، لا يزال الموضوع في اطار المقترحات، لكننا لن نرضى بأن يصبح واقعاً على ارضنا، فيكفينا ما لدينا«.
واعتبر حمية ان مشكلة الدولة ان تفتش عن بديل لمطمر الناعمة وان تزيل فكرة اقامة مطمر على ارضنا، في مكان حيث لا سكان ولا ضرر بيئياً ولا ضرر على المياه الجوفية، مؤكداً ان المواجهة ستكون قاسية جداً، معتبراً «اننا تحت سقف القانون طالما هذا القانون يحافظ على ارواحنا. لكن، طالما هذا القانون لن يحافظ على ارواحنا وصحتنا، فسنواجه بكل ما أوتينا من قوة لكي لا يمر هذا الملف، ولن يمر«.
وقال إمام مسجد برجا الكبير الشيخ جمال بشاشة: «هل صرنا بنظر الحكومة ورئيسها ووزير بيئتها لا نصلح سوى مكب للزبالة؟ أما يكفينا ما نحن فيه من مصائب تدهمنا كل يوم من سبلين والجية؟ هل كتب علينا أن نتجرّع السم وأن نتحمّل الفظاظة وأن تحلّ علينا اللعنة بدل البركة؟ أليس عاراً وطنياً وأهلياً أن تدبر لنا هذه الكارثة ولا من يسأل أو يدافع عنا أو ينظر في أحوالنا البائسة؟«.
عن جريدة المستقبل 12 كانون الأول 2014