برجا الآنيحدث في الشوف

برجا ترفض مكب النفايات: “داعش” أتانا من سبلين

دخلت منطقة إقليم الخروب في أزمة جديدة وخطيرة على المستوى البيئي، بعد إعلان مجلس الوزراء المنطقة كموقع لمعالجة النفايات في 7776الجية وسبلين، ما أثار حفيظة أبناء المنطقة واستياءها، وسط حال من القلق والرعب تسود المنطقة من تداعيات ومفاعيل المشروع في حال سلك طريقه للتنفيد، لاسيما مع بدء العد العكسي لمهلة اقفال مطمر الناعمة في 17/1/2015.
وأمام هذا الواقع الخطير استنفرت بلديات المنطقة والجمعيات والهيئات لمواجهة المشروع وأبعاده، وعقد لقاء بهذا الخصوص في بلدية برجا، شارك فيه ممثل النائب علاء الدين ترو، فادي شبو، ومشايخ ومخاتير وفاعليات وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية والجمعيات وهيئات تربوية واجتماعية. وحمّل الجميع الدولة المسؤولية عن اختيار مواقع النفايات بشكل عشوائي من دون الإكتراث للواقع الجغرافي والكثافة السكانية المحيطة للمواقع المختارة. ودعا الجميع الدولة الى اعتماد الطرق الحديثة في معالجة مسألة النفايات، كما هو معتمد في الدول الأجنبية وغيرها وفق الحرص على السلامة والصحة العامة والبيئة لدرء أي تلوث.
ورأى أبناء المنطقة أن المشروع يحمل في طياته تهجيراً جديداً في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي، ووصفوه بالحرب الجديدة وبـ “داعش” من نوع آخر، وسط غليان يسود المنطقة في تصعيد المواجهة بشتى الوسائل والسبل في محاولة لإبعاد الشر عنها مهما كانت التحديات.
وتحدّث في بداية اللقاء رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية، فأعرب عن ارتياحه للتحركات التي بدأت في البلدة ضد المشروع، مشيراً الى ورود معلومات منذ حوالي الشهرين حول اقتراح قيد التحضير لإقامة محرقة للنفايات في معمل سبلين للترابة، وتطوير الاقتراح الى موضوع تخمير للنفايات، الى جانب طمر نفايات العوادم، لافتاً الى أن هذا الاقتراح جاء على مستوى الحكومة. وأكد أنه بعد المراجعة تبين أن الموضوع جدي، لاسيما لجهة تأمين البديل، خصوصاً بعد اقفال مطمر الناعمة في تاريخ 17 /1/2015، مبدياً أسفه الشديد من أن “منطقة اقليم الخروب دائماً تكون الخاصرة الرخوة بهذا الموضوع، ونحن المكان الذي ترمى فيه المشاكل، على الرغم من أنه يكفينا التلوث من المعامل الموجودة في المنطقة، التي لم تعد اجسامنا تحمل مزيداً من السموم والأضرار”.
وأشار حمية إلى أن البلدية ستقف في مقدمة الناس في مواجهة ورفض المشروع مهما كانت تفاصيله، مشيراً الى أن لقاء اليوم هو الخطوة الأولى على طريق المواجهة في برجا. وأوضح أن الإطلالة الأخرى ستكون بالتعاون مع البلديات المحيطة للموقع، كجدرا وسبلين والجية وبعاصير، ومن خلال اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي لتحديد موقف من هذا المشروع وإن كان فكرة أو اقتراح”.
وأشار رئيس بلدية برجا إلى وجود كلام عن إسم الشركة، التي ستلتزم المطمر وبدأ تحديد مساحة الأرض، والتي ستكون ما بين 85 و90 الف متر، وأن أعمال المسح بدأت في سبلين”، مؤكداً أن التحرك الشعبي هو الأفعل في مثل هذه الظروف”. واعتبر حمية أننا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن نكون مع النفايات أو ضدها”، لافتاً الى أنه كما نعلم من خلال تجربتنا أن محرقة النفايات في لبنان ليس لها ضوابط ولا شروط مواصفات ولا رقابة لضبط عملها”.
ولفت حمية الانتباه إلى انه التقى، أمس، وزير البيئة محمد المشنوق، في مؤتمر البلديات في بيروت، ووضعه في صورة الرفض الطلق للمشروع وقال له: “كنا في انتظار “داعش” القادمة من جرود عرسال وبعلبك، ولكن للأسف جاؤا الينا من وادي سبلين، نحن تحت سقف القانون طالما القانون يحافظ على أرواحنا، ولكن عندما لا يحافظ على صحتنا وارواحنا، عندها لن نقرأ القانون”.
وتابع ” هذا الموضوع ليس فيه مسايرة، فلن يمر المشروع، وسنواجهه سوياً من خلال الخزان البشري، نحن وضعنا خطة وسنقوم بتنفيذها سوياً، وهي بدأت منذ أيام عبر خطب المساجد التي شرحت للمواطنين حقيقة المشروع ومخاطره على البلدة والمنطقة”، مشيراً الى انه سيتم القيام بزيارات لمنازل البلدة وتعريف الناس بالمشروع واضراره، منبها من عدم اضاعة بوصلة تحركاتنا. وأكد أن البلدية ترفض تسييس المشروع أو التحرك أو الموقف، موضحاً أن الهدف هو مواجهة هذا الشر القادم الينا، والذي هو أصعب وأخطر من “داعش” وغيرها”.
وفي نهاية اللقاء صدر عن المجتمعين بياناً أكدوا فيه “استنفار كل الطاقات الشعبية وتجييش الرأي العام في برجا وجوارها” واكد “التوجه  الى كل  المسؤولين من سياسيين وغيرهم للوقوف الى جانب الأهالي لرفض هذا المشروع الكارثة حتى الغائه” .
كما دعا البيان الى “تشكيل لجنة متابعة لمواكبة كل التحركات المختلفة والاتصال بالقوى المؤثرة في هذا الملف”، مفوضاً رئيس بلدية برجا القيام بكل الاتصالات اللازمة مع كل المعنين ودعوة اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي لعقد اجتماع عاجل لبحث هذا الامر واتخاذ القرار المناسب .
(“مرصد السفير”)

عن جريدة السفير بتاريخ الإثنين 8 كانون الأول 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى