الذّبح يبدأ من وادي سبلين !!!
خطبة الجمعة التي ألقاها شيخ الجامع الكبير في برجا الشوف جمال جميل بشاشة بتاريخ 5 كانون الأول 2014 :
قلوبنا تقرع وتدقّ مثل طبول الغابة ، التي تريد أن تبعد الشؤم والبوم والوحوش ورموز الغابة .
الناس انتظرت الذّبح والذّباحين من تخوم بعلبك وعرسال ، فيما نحن طلعوا علينا من وادي سبلين !
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم : ” البصق على الأرض خطيئة وكفارتها ردمُها ” . لأن ذلك يسبب الأمراض وينقل الأوبئة ، فكيف بمن يجلب قاذورات وأوساخ القرى والمدن ليفسد الأرض ومن عليها !
أربعة معامل مطروحة على مجلس الوزراء لمعالجة النفايات الناتجة من بيروت وجبل لبنان ، ولكل معمل حوالى ألف طن في اليوم .
في شكا رفض وزيراها بطرس حرب وجبران باسيل أي بحث في إقامة أي مطمر في ناحيتهما ، مما اضطر وزير البيئة لحذف اسم شكا من خطة المشروع .
أيها الناس : ليس هناك أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس ثم فرّط فيها وضيّعها .
هل صرنا بنظر الحكومة ورئيسها ووزير بيئتها لا نصلح سوى مكب للزبالة !!!
أما يكفينا ما نحن فيه من مصائب تدهمنا كل يوم من سبلين والجية !
هل كتب علينا أن نتجرع السم وأن نتحمل الفظاظة وأن تحل علينا اللعنة بدل البركة !
أليس عاراً وطنياً وأهلياً أن تدبر لنا هذه الكارثة ولا من يسأل فينا أو يدافع عنا أو ينظر في أحوالنا البائسة !
إسألوا الزعماء من كل الملل والنحل ومن كل الإصطفافات وفي كل أزمنة الاستقلال والسيادة والحرية : ماذا جنينا من برامجكم الإنمائية ؟ ماذا حصلنا من طائفيتكم البغيضة ومذهبيتكم المقيتة ؟ .
ماذا جنينا غير الكذب والخداع .
دلّونا على مشروع واحد عاد بالخير على برجا وأهلها ، برجا التي ماقصّرت في حمل شعاراتكم ومشاريعكم وحروبكم الفتنة !
ما نظن برجا إلا نكرة في حساباتكم ، وما ينبغي الإلتفات إليها إلآ زمن فوران الغرائز وبث العصبيات !
من يدير مشاريع المطامر اليوم ؟
هم مافيات عابرة لكل الطوائف والقوى السياسية .
قلنا من قبل ونعيدها اليوم : إنه ما من بلد عربي دخله سوس التعصب المذهبي والطائفي إلا وسقط في بحور الدماء والفتن .
يحملون الرايات المذهبية حين يكون في ذلك مصالح وصفقات تعود على السارقين والناهبين وتجار الأديان ، أما حين تتعارض مصالحهم مع مصالح ناسهم وأهليهم فلا صوت يعلو فوق صوت سماسرتهم وخشخشة جيوبهم .
أكبر كذبة وأسخف راية ” الدفاع عن أهل السنة ” حين يلوح بها الأدعياء والمنافقون والمنتفخة بطونهم من المال الحرام وعلى حساب الفقراء والمساكين .
هذا الكمّ الهائل من الإهمال مفجع لنا نحن أبناء هذه البلدة !
وهل هذه البلدة لم يعد لها نصيب من الإنماء ؟
ومتى يضعنا كبراؤنا على خارطة إنجازاتهم ؟ إلى متى هذا الخداع ؟ .
الخداع عبودية ، ولن نرضى أن نكون عبيداً أو قطيعاً أو ماشية !
لو مرّ هذا المشروع فانتظروا تفاقم السرطان على أنواعه . إنتظروا خسفاً وعقماً ومسحاً .
الخطر من هذا المشروع على حياتنا وسلامتنا وصحتنا يتجاوز اليوم كل الخطوط الحمراء .
أتتذكرون أيها الناس زلزال العام 1956 ؟ أما زالت الحرب الأهلية العبثية عام 1975 ماثلة في ذاكرتكم ؟ أنسيتم إجتياح العدو الصهيوني لجبالنا هاهنا عام 1982 ؟ .
أوما زالت الفتنة المشؤومة في جبل لبنان عام 1983 حية في وجدانكم ؟
كل هذه الحروب والكوارث ما تساوي شيئاً أمام هذا الخطر القادم .
مشروع لتدمير تاريخنا واقتلاعنا من أرضنا وجذورنا ، مسخ لحاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا .
ومن على منبر جامع برجا الكبير أود أن أوجه هذا النداء لمعالي الأستاذ وليد جنبلاط رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي في منطقتنا الشوف :
إن برجا ما خذلتك ولا خذلت والدك الشهيد في أي استحقاق ولا في أي ميدان ، فهل ستقف إلى جانبنا لمنع هذا الإجرام الذي يلوح لنا في الأفق ؟ .
الأيام سترينا ما نحن فاعلون .