أمضى عمره يُصارع مخالفي القانون
عرفت الدكتور حسن غصن منذ ما ينيف عن نصف قرن، مقداما ذكياً واسع الثقافة، يعمل ليل نهار من أجل المصلحة العامة، غير آبه بالصعوبات، معرضاً حياته في أحيان كثيرة للخطر.
كان خفيف الظل، لطيف المعشر، تحب أن تجالسه ولا سيما بعد يوم من العمل المرهق، حيث يمطرك بسيل من النكات التي يستلهم أغلبها من شؤون العمل وشجونه.
كان رحمه الله، إدارياً حازماً، عرف كيف يكسب احترام زملائه، رؤساء ومرؤوسين، فتبوأ مراكز مهمة في إدارة الجمارك ورفع إلى رتبة مدير عام، وعين كذلك عضواً في المجلس الأعلى للجمارك.
أنجز جميع المهمات التي أوكلت إليه بإخلاص قل نظيره، وأشرف على الكثير من المباريات التي كانت تجريها إدارة الجمارك ومجلس الخدمة المدنية لتعيين موظفي الجمارك من مختلف الرتب والفئات أو تفريعهم. وإلى جانب الأعمال الإدارية، كان يقوم بالتدريس الجامعي، فاكتسب محبة طلابه وثقة المسؤولين عن الجامعات التي درّس فيها.
غادرنا باكراً، وباكراً جداً، وستبقى أعماله حية في ذاكرة كل منّا، ولن تتمكن الأيام والسنون من محوها.
أخي الدكتور حسن :
ستبقى ذكراك ماثلة في خيالي مهما طال الزمن، وستبقى أعمالك مثالاً يحتذى ومنارة، يهتدي بها الذين تسلموا ويتسلمون مسؤوليات من بعدك. فنم قرير العين، مرتاح الضمير، إن لك في قلب كل منا مكانة مميزة.
لن ننساك يا دكتور حسن، إنّ امثالك لا ينسون.
عن جدريدة النهار الأربعاء 24 ايلول 2014