علاء رمضان بطل من لبنان قضى برصاص “المافيا”
وكأنه لا يكفي اللبنانيّ الغربة التي فرضت عليه حتى يتحمل رصاصات غدر اقتنصت حتى الآن العديد من أدمغة اللبنانيين وأبطالهم، و آخرهم بطل فنكوفر للبوكسينغ علاء الدين رمضان ابن الواحد والعشرين ربيعاً .
“الشرطة أوقفت إيرانييْن اعترفا بجريمتهما ليبقى شخص ثالث مجهول الهوية فاراً من العدالة “، بحسب ما قالته الزميلة زلفا رمضان عمة المغدور.
وأضافت في حديث لـ”النهار” أن ” مافيا حلبات المصارعة والرهانات في كندا، لم يرق لها حمل علاء للبطولة خمس سنوات، وفوزه هذه السنة في خمس مباريات ليتبقى أمامه مباراة تم تصفيته قبل خوضها”.
واستطردت العمة الحزينة في وصف تفاصيل مقتل علاء قائلة: ” إنتظروه حتى الانتهاء من تمارينه الرياضية (التي عشقها منذ أن كان في الثالثة عشرة من العمر) في النادي الرياضي، وعند الساعة العاشرة والنصف من ليل الثلثاء الفائت، ما إن همّ علاء بركوب سيارته، حتى أطلقت عليه ثلاث رصاصات من سيارة مرت أمامه، أصابت رأسه وصدره، ليقتل على الفور”.
والده حسن الذي قضى أربعين عاماً من حياته مغترباً في كندا، كان في لبنان للاطمئنان إلى صحة والدته حين وصله خبر مقتل الإبن الوحيد بين أربع شقيقات ( ساره ، نور، إيمان وآية )، فقدّم موعد حجزه، ليسافر في الليلة عينها، علّه يرى علاء ولو لمرة أخيرة، بعد أن لم تكتب له رؤيته بثياب التخرج حاملاً شهادة إدارة الأعمال التي قضى سنتين يواظب على دراستها.
الباخرة وحرب تموز
حين وصل خبر مقتل علاء لوالده، أخذ يردد مصدوماً، “أتيت إلى لبنان خوفاً من أن تفارق والدتي الحياة قبل أن أراها ففارقني ولدي من دون أن أراه”.
علاء إبن بلدة برجا (إقليم الخروب) التي زارها مرة واحدة في حياته في العام 2006، وشاء القدر أن يخرج منها هرباً على إحدى البواخر خلال حرب تموز، كان رياضياً بامتياز وحنوناً إلى اقصى الحدود، كما يصفه الأقرباء.
وقد حرص الوالد على إقحام جميع أبنائه في عالم الرياضة ولم يخش أو يفكر يوماً أن عديمي الروح الرياضية مستعدون لإزاحة كل من لا يروق لهم حتى ولو بسلبه روحه.
تتحدث زلفا عن الانهيار التام لوالدة علاء، دلال سعد،التي حرصت على تنشئة ابنها على العادات والتقاليد اللبنانية وإن على الأراضي الأجنبية، لكن للأسف شاء القدر أن يغادر هذا العالم على أيدي غرباء نالوا من بطل آخر من لبنان.
من إبن بلدة كفرشوبا في العرقوب هادي صائب قصب المتخصص في مجال الهندسة الميكانيكية (الطيران والطاقة)، والذي قتل في ظروف غامضة في مكان إقامته في جامعة ماساتشوستس في أميركا، قبل أن يبلغ ربيعه الخامس والعشرين، إلى علاء رمضان، مروراً بالكثيرين من أبطال لبنان، الذين دفعوا في حيّز ما ثمن تقصير دولتهم وعدم التفاتتها لقدراتهم وانجازاتهم وإبداعهم، كانت الفاتورة باهظة وممهورة بالدم.
منقول عن جريدة النهار 27 أيلول 2014 .