الحُقوق هي أهمْ ما يجبُ الحفاظ عليه ، و التعليم واجب و الشهادة حق كما التصحيح واجب و السلسلة حق .
ظل الطُلاب رهينة الأساتذة و السلسلة للسنواتِ الثلاث الأخيرة ،و ظلَ مصيرُ إمتحاناتهم مقيداً بهذه السلسلة التي تنتظر إيجاد مفتاح لِقُفْلها.
طوال هذه السنوات الثلاث أجرت هيئة التنسيق النقابية تنازلات عدة من أجل التلاميذ حتى وقعت على رأس طلاب هذه السنة !
بدأ الشَوط الأول باللعب بأعصابهم قَبلَ إجراء الامتحانات، حيثُ ذهبوا لاجراء الأخيرة بحال لا يُحْسَدون عليها ، و اكتَمل الشوطُ الثاني من اللعبة بموضوع التصحيح حيثُ دامَ هذا الشوط أكثر من المعتاد و المشجعون-التلامذة- تَلفت أعصابهم.
و بعد انتقال المعركة إلى الشوطين الإضافيين بين الإفادات و التصحيح أعلن الحكم صفارة النهاية بإعطاء الإفادات لكل من اشترى بطاقة التشجيع ! نعم إنها النهاية … نهاية مشوار طويل من غَلَيان الأعصاب على نار طبخة السلسلة…
لطالما سمعت أن التلامذة هم أبناء الأساتذة و أن مصلحة التلامذة و حقوقهم هي في سلم أولويات الأساتذة و أنهم يضحون من أجلهم !
قد ظهر ذلك ربما في الحقبات الماضية لكنه لم يظهر لي على دوري … إنهم يتناولون في خطاباتهم و عبر وسائل الإعلام كلمة الورقة الرابحة .
إلى متى سوف تبقى لعبة الورق هذه ؟ إلى متى سوف يظل التلامذة الورقة الجوكر بيد الأساتذة ؟!.
سؤال برسم الأساتذة ومجلس النواب و المسوؤلين.
و من الذي سوف يعوض لي طعم فرحة النجاح و طعم التوتر قبل ظهور النتائج بساعات ؟! .
قرأتُ على موقع التواصل الإجتماعي تويتر لأحد الإعلاميين يقول :
إنه ناجح بإفادة … أريد أن أوجه له سؤالين : هل إفادتك مثل إفادتنا ؟.
و السؤال الأهم أين هو القصف و القتل والدمار الذي أعطاك الافادة لكي نأخذها نحن ؟.
إنه قصفٌ لأعصابِ التلاميذ و قَتْلٌ لآمالهم و تدمير لمُستقْبَلِهْم إذا قارَناها هَكذا فهو مُحق .
و بالطبع ظروف إفادته لا علاقة لها بما جرى معنا .
نعم لقد أعلن حُكم الإعدام من قِبل الوزير وانتهى كل شيء ، و أصبحنا طلاب إفادات ! بدلاً من أن نكون أصحاب شهادات نفتخر بها تكون حصاداً لما زرعناه طوال العام الدراسي.
شهادةً تفرق من لم ينم ليلاً عمّن ظل نائماً في النهار.
بالنهاية أختم مع القول الذي بات مشهوراً “نحنا طلاب شهادات مش وسيلة لتصفية حسابات” لعل و عسى أن يتعلم غيرنا من “كيسنا ” .