لقاء عاصف بين وزير البيئة وبلديات الإقليم حول نقل النفايات الى كسارة الجية
تتابع فاعليات وبلديات منطقة إقليم الخروب عن كثب كل ما يدور في الخفايا والزوايا حول مشكلة النفايات، وسط مخاوف كبيرة تنتاب بلديات وأهالي المنطقة من أن يكون موقع كسارة الجية- بعاصير مكاناً جديداً لنقل النفايات إليه وتنفيذ مشروع المطمر الذي يسعى إليه البعض منذ سنوات.
وقد كشفت الاتصالات واللقاءات حقيقة المشروع والنية الكبيرة لوزارة البيئة والدولة لتنفيذ هذا المشروع في إقليم الخروب، وهذا ما بدا واضحاً خلال اللقاء الذي عقد يوم الأربعاء الماضي في وزارة البيئة بين الوزير محمد المشنوق ووفد من الإقليم ضم النائب محمد الحجار ورئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي محمد بهيج منصور ورئيس بلدية بعاصير أمين القعقور ورئيس بلدية الجية الدكتور جورج نادر القزي وممثل إدارة الجامعة العربية في الدبية محمد زنكر، حيث نقل الوفد رفض واعتراض البلديات والأهالي على تحويل منطقتهم وساحلها تحديداً إلى مكب للنفايات ومصدراً لنشر السموم والتلوث، فيما لمس الوفد إصراراً ونية كبيرة لدى وزارة البيئة والمعنيين في الدولة على تنفيذ المشروع .
وقد وصف اللقاء بالعاصف جداً من خلال النقاش والمداخلات التي قدمها الوفد، والتي كات أعنفها من رئيس بلدية الجية الدكتور القزي الذي أوضح في تصريه له ” بعد كلام الوزير المشنوق عن مشكلة مطمر الناعمة .
وأوضح أن الحكومة وعدت بإقفال المطمر في 15 /1/2015 بعد أن أحالت هذه المشكلة إلى لجنة في مجلس الوزراء لإيجاد حل آخر للنفايات لتنفيذ وعدهم .
وقد شرح المشنوق عمل اللجنة فأكد أن عملها له شقان، شق فني لم نعلق ونتدخل فيه لأنه لا يعنيننا، ولكن عند الحديث عن الشق الآخر بالنسبة لإيجاد موقع جديد للنفايات، قال المشنوق :”سوف نذهب إلى الموقع الثاني للنفايات في موقع كسارة الجية كموقع بديل عن مطمر الناعمة مع إعطاء حوافز مالية”.
وأضاف القزي “لدى وصول دوري بالكلام وكان خاتمة اللقاء الحقيقة انفعلت، ولم أستطع أن أهدئ نفسي، وقد بدا المشهد وكأنني أصرخ بوجه الوزير فلم أستطع أن أسيطر على نفسي بعد سماعي ما تحدث به الوزير المشنوق” إنه سوف يتم الانتقال إلى موقع كسارة الجية لوضع محرقة للنفايات والقيام بأعمال طمر للنفايات” بحدود عشرة الاف طن من النفايات في اليوم الواحد وفق الخطة التي قدمت في العام 2013″ .
ورد القزي وقال ” نحن لا يهمنا موضوع معالجة النفايات، فهذه مسؤولية الدولة، ولكن نقول لكم بإسم أهالي الجية وأهالي اقليم الخروب واتحادي بلديات إقليم الخروب الشمالي والجنوبي ممنوع جلب أو الإتيان بنفايات إلى إقليم الخروب .
ونحن كنا أبلغنا رئيس الجمهورية ميشال سليمان العام الماضي ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي بهذا الأمر وقبل التظاهرات في الناعمة، من أننا لن نقبل بأي نفايات في الإقليم، فيكفينا التلوث الموجود من معمل شركة الكهرباء في الجية ومعمل ترابة سبلين وسمومهما المنبعثة في الهواء وتعم كل الجبل، بالإضافة إلى ملوثات الكسارات والصرف الصحي، نحن بتنا في منطقة يلفها الوباء لكثرة مصادر التلوث في الهواء والمياه وغيرها. بالنسبة لمعمل سبلين وشركة الكهرباء يتسببان بضرر دائم وهما باتا واقعاً، فالطفل الذي يولد في الاقليم يبدأ بتنشق السموم وهو في يومه الأول، فهواء الإقليم مسموم ولا يصلح للحياة”.
وتابع القزي حديثه مع الوزير المشنوق” إذا رأيتم ألف شخص أو الفين تظاهروا في الناعمة فأجبرت الحكومة على إطلاق الوعد بإقفاله، فيا معالي الوزير أؤكد لك من هنا أنه لن يبقى شخص في الإقليم في منزله إلا وسوف يتظاهر في حال نقلت النفايات إلى الاقليم، فكما أعطيتموهم وعداً بالإقفال لأهالي الناعمة، عليكم أن تعطونا وعداً بأن لا تجلبوا النفايات للاقليم تحت أي شكل من الأشكال، لا تحت ستار المحرقة أو الردم أو الطمر، فهذه عملية ضرب للاقليم وإعدام له واستخفاف به وبأهله وبحياتهم وأرواحهم، نحن في منطقة مكتظة بالسكان ويحيط بموقع الكسارة الأبنية السكنية والجامعات، فضلاً عن أن منطقتنا سياحية، ولا يمكن أن نقبل بإعدامها، فالاقليم يضم أكثر من 200 ألف نسمة، فهل يستخف بهذه المنطقة على حساب سلامة وصحة أبنائها .؟
وعندها تدخل المشنوق وسألني لماذا تصرخ بوجهي فلست أنا من اختار الموقع، فقلت له : “لقد انفعلت بسبب جرحنا العميق من المشروع منذ سنوات، فأنا أنقل لك واقعاً مريراً، فهل يعقل أننا إلى هذا الحد ليس لنا قيمة، فلماذا يورطوك بهذا الموضوع وأنتم حكومة عمرها لشهر أو لشهرين، وإني اسألك لماذا تريدون أخذ هذا القرار الذي عملت وحاولت جهات منذ عشرات السنين لتمريره، ولكنهم لم يتمكنوا بسبب رفضنا وتصدينا له، وهم يخططون له منذ مدة طويلة، لذلك فليتركوا المشروع للحكومة المقبلة ونحن نتصافى معها، إنهم يلبسونكم ثوباً ليس لكم.”
وتابع القزي كلامه مع المشنوق ” إذا كنتم قد أخذتم قراراً بالموقع، إنكم ستتفاجأون بموقفنا وتحركنا، ولن نسمح لأي شاحنة أو شخص من دخول موقع الكسارة إلا على جثثنا، وانتهى اللقاء على خلاف وخرجنا.”
وسأل القزي المشنوق مباشرة في اللقاء، “هل هناك سبب فني من ضمن المعالجة للنفايات يظهر أن موقع الجية أفضل من موقع الناعمة”، فكان “الرد كلا وأن العملية سياسية”.
وأضاف القزي “نحن بصدد تنظيم لقاءات مكثفة في قرى وبلدات الاقليم للقاء الأهالي وشرح مخاطر وملوثات وسموم نقل النفايات إلى منطقتهم، وسنقيم لقاء حاشداً مع البلديات والأهالي كخطوة تحذيرة وتوجيه رسالة إلى كل من يفكر بتحويل منطقتنا إلى بؤرة للتلوث، لن نسمح بهذا المشروع مهما كانت الظروف والاعتبارات والضغوط والاغراءات المالية أكانت خمسة ملايين دولار أو عشرة، نحن لا نريد المال وسوف تكون شاحنات النفايات أهدافاً بالنسبة لنا وسنمنعها بأجسادنا وبالقوة من الدخول إلى موقع الكسارة وسنثبت لكم هذا، نريد العيش بسلام نحن وأطفالنا وأجيالنا المقبلة لا أن ننشر لهم الرعب والموت في أرجاء المنطقة، وإذا كان لابد من مشروع فليأتوا بمشاريع حيوية ونافعة للاقليم لا مميتة له ولأهله”.
وختم بالقول: “ندعو فاعليات ونواب المنطقة ليكونوا غيارى على منطقتنا مثل الآخرين، واذا لم يتواطئ النواب علينا لا يمكن أن يصل المشروع إلى الاقليم، ونحن نعول كثيراً على موقف النائب وليد جنبلاط، نحن بصدد تصعيد الوضع، فلا يمكن أن يكون هناك مكان للنفايات في الاقليم، ونحن بصدد لقاء رئيس الحكومة لوضعه في حقيقة الموقف، نحن رفضنا رفضاً قاطعاً كبلديات وكفاعليات وأهالي وسوف يكون لنا رد، ونحن نحذرهم من نقل الضرر من مكان إلى مكان اخر، ونحن لن نساوم على أرواحنا وصحتنا فمن يريد المشروع فليأخذه هو ويقيمه في منطقته، نحن نقرر ما هو يضرنا وما هو ينفعنا.”