صعد الخطيب على المنبر حوالي الساعة الثانية عشرة … وبعد السلام والأذان بدأ الكلام :
كنت في مرتين سابقتين قد تطرقت لهذا الموضوع ! ونظراً لأهمية الموضوع سأعود وأتكلم عنه !!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ، وكان ما زال فتى يافعاً :
يا غلام إني أعلمك كلمات” .. .
وهنا بدأ الخطيب ممارسة لعبة التشويق والإثارة .
وأخذ الكلام بالعامية !
ثم شرع يفصله تفصيلاً .
ضربني الملل ، وعافت نفسي الإسفاف الذي بلغه خطيبنا …
حسبت نفسي وجمهور الجمعة في روضة للأطفال ! .
ومكث ما شاء الله له أن يمكث حول عبارة ” يا غلام إني أعلمك كلمات ” .
” الرسول قال له ياغلام !
إذاً عندما يناديه النبي بهذه العبارة ” يا غلام ” فهو يحترمه إذ قال له يا غلام ” .
” أتدرون أيها الناس ما معنى كلمة ” غلام ” ؟ .
” يا إخوان لازم تتعلمو دينكن ” ! .
” سمعو شو قلّو النبي ” .
” ولما بقول سمعو النبي شو قال يعني معناتا انتبهو وركزو معي ” !
” يا إخوان كلام النبي مش أيا كلام ” .
” يا شباب يلي بيحكيه النبي هو وحي ” .
” بتعرفو شو معنى وحي ؟
ثم بعد لتّ وعجن حمدت الله أن وصل في وصلته إلى أولى النصائح التي وجهها عليه السلام لابن عمه إبن عباس :
” يا غلام … إحفظ الله يحفظك ” .
وهنا وعند هذه العبارة كأنه قبض على ناصية كلام جديد !
” أتعرفون من هو الحافظ ” ؟ .
” الحافظ هو الللللللللللللله ” …
نطق به الشيخ على الطريقة الكشكية فارتجت جنبات المسجد بصدى صوته وهياجه .
ثم عنّ له أن يشربنا الكلام بملاعق الطفولة :
” يا جماعة عرفتو مين الحافظ ؟ الحافظ هو ألله … مش حافظ الأسد ألله يغمقلو ” !!!
الشيخ وهو يتابع العصماء خطبته هذه ، كان السامعون قد بدأ كل واحد منهم يسرح في عالمه الخاص ! .
منهم من أهلكه التثاؤب , ومنهم من استسلم للنعاس , وعلى وجه الخصوص من حظي بسند خلف ظهره , ومنهم من أخذ يشغله التفكير بوجبة الغذاء ! .
إن شالله تكون مرتي عاملا لوبيا ! يلا وإذا طبخت سبانخ شو فيها , ما كلّو أكل !
نظرت فيمن حولي فإذا ” التنفيخ ” قد بدأت تعلو أنفاسه !
هذا يمد رجليه مرة تلو المرة ثم يضبهما , وذاك يسند رأسه على كفيه , وهذا ينقر بمنخريه !!!
ثلاثة أرباع الساعة على هذا المنوال الممل والخطيب في واد والمصلون في آخر !
أتصدقون أني ما عرفت إلى أين وصل ؟ ولا كيف انتهى ؟ .
إسألوني : هل فهمتَ شيئاً ؟ .
ما أعرفه أني خرجت حانقاً مبتئساً ضجراً من حديث كان ينبغي أن ينفذ به الشيخ إلى شغاف قلوبنا , وهو حديث للنبي عليه الصلاة والسلام من أروع ما قاله ووجه به أمته .
هرع الناس بعد الصلاة وهم لا يصدقون أن خطيبهم المفوه قد انتهى من ثرثراته وطقطقاته , وحديثهم التأفف والتهكم والتندر .
قال إنه سيتابع شرح الحديث في الجمعة المقبلة !!!
lollllllll el 7amdellah 2no mesh mafroud 3l nisa2 ye7dro khotab el jom3a !