مخاوف في الإقليم : لن نستقبل النفايات
مع تفاقم مشكلة مطمر الناعمة، يخيم على منطقة إقليم الخروب قلق كبير من أن تكون الحلول البديلة للمشكلة على حساب المنطقة، حيث كان موقع كسارة الجية بعاصير منذ سنوات من المواقع المطروحة سابقاً لدى «مجلس الإنماء والإعمار» لإقامة مطمر فيها، إلا أن موجة الاعتراض والرفض العارم والتصعيد الذي وقف بوجه الطرح من قبل الأهالي والبلديات، خلط الأوراق وحال دون تمرير «المشروع المميت»، كما تصفه اليوم معظم بلديات المنطقة.
وللغاية استنفرت معظم بلديات الإقليم، وعلى وجه الخصوص البلديات المحيطة لموقع الكسارة، كالجية وبعاصير والدبية وضهر المغارة، حيث سلطت الأضواء على الحركة الجارية في موقع الكسارة، والتي تجري فيها أشغال وأعمال تفجير صخور وحفريات وردميات وغيرها من الأشغال، وسط مخاوف لدى الأهالي والبلديات من صفقة ما بين المعنيين بهذا الملف. فيما وضعت الكسارة تحت المراقبة لمنع تسلل أي شاحنات مشبوهة إلى داخلها. وتداعت البلديات إلى عقد لقاءات واجتماعات لتدارس المشكلة. وفي هذا الإطار سيعقد «اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي»، لقاء تشاورياً بين البلديات للوقوف عند هذه المشكلة ومخاطرها على المنطقة، مع التأكيد على رفض الفكرة بالأساس.
ويؤكد رئيس الاتحاد الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور على «رفض البلديات والأهالي للمشروع الخطير والمميت لنا ولأجيالنا المقبلة». ويشير إلى «أن منطقة الشوف أخذت نصيبها الكافي من تلوث مطمر الناعمة». ويدعو الدولة «الى التفتيش عن حلول بديلة للمشكلة كما تعتمدها الدول الأوروبية عبر المحارق ومعامل التدوير وغيرها، وفق الطرق العلمية والحديثة لرفع الضرر والتلوث عن وطننا». ويلفت إلى أن الاتحاد سيعقد لقاءات تشاورية بين أعضائه لدراسة الوضع من مختلف جوانبه، والعمل على قطع الطريق أمام المشروع إلى المنطقة».
من جهته يلفت رئيس بلدية الجية الدكتور جورج القزي إلى «أن فكرة إنشاء مطمر في كسارة الجية مرفوضة كلياً، جملة وتفصيلاً». ويقول: «إذا كان الموضوع هو نقل التلوث والموت من منطقة إلى أخرى فهذا لن يحدث إطلاقاً، فنحن بتينا الموضوع سابقاً وعلى أعلى المستويات، بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ووزارة البيئة والنائب وليد جنبلاط، ووعدونا أن هذا المطمر لا يمكن أن ينقل الى الإقليم. ولكن نحن اليوم لدينا «نقزة» فلم يتغير شيء في هذه الوعود التي ما زالت كلامية ولم تترجم على الأوراق. لذلك نصر اليوم اكثر من أي وقت مضى». ويضيف «في حال لمسنا أو سمعنا اي كلام بهذا الموضوع، سنقفل الكسارة ومعظم طرقها بأجسادنا من اليوم ولا نسمح لأي مخلوق من دخولها وليبلطوا البحر. فالمشروع هو تحد لنا ولحياتنا ولأجيالنا ولن نساوم عليه أبداً مهما كانت التحديات». ويرى أنه «مشروع تهجيري جديد لنا»، داعياً «الدولة ومجلس الإنماء والإعمار التفتيش عن موقع بديل لا بين القرى والمنازل والأبنية السكنية».
من جهته يؤكد رئيس بلدية بعاصير أمين القعقور على «أننا سنكون لهذا المشروع بالمرصاد على الطريق ولن نسمح بمروره في منطقتنا». ويشير إلى أنه تمت إثارة هذا الرفض العارم للمشروع مع وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار». ويلفت إلى أن بلديات المنطقة مستنفرة لمواجهته قبل أن يصبح له موطئ قدم على أرض الواقع.
منقول عن جريدة السفير اللبنانية 22 / 01 / 2014