ساعة سَمَر مع أم أحمد
أم أحمد سراج (العانوتي) امرأة من زمن الخير والطيبة .
مازالت تحمل في ذاكرتها عبق الماضي والحنين إلى أيام الطفولة .
حيث كان الجار للجار كما تقول وتركز على تلك النقطة المهمة .
تروي الأحداث وكأنها عاشتها بالأمس القريب …
هي فاطمة ترو ، ولدت سنة 1929 والدها محيي الدين ترو ، و والدتها حمدة سراج المعروفة بحمدة العانوتي .
في حي الحمرا بحارة العين في برجا ، ولدت وأمضت طفولتها .
تعلمت في مدرسة البنات التي أسستها جمعية المواساة الإسلامية عام 1938 قبل أن تصبح مدرسة برجا الرسمية للبنات وتابعة لوزارة التربية اللبنانية .
تتلمذت على يد السيدات ، سكينة ونعمت الأسير و وديعة التي لم تعد تذكر اسم عائلتها ، حيث كانت تعلمها التطريز والخياطة .
تذكر أم أحمد أنه كان في صفها اثنتا عشرة تلميذة ، من بينهم أمينة الجوزو وفاطمة يحيى وجميلة السيد وغيرهن .
كان عمرها حوالي اثنتي عشرة سنة عندما وصلت الحرب العالمية الثانية إلى ساحل الشوف بين الانجليز والفرنسيين .
تذكر تلك الحرب وفي قلبها حسرة فبسببها توقفت عن الدراسة … وهي التي تعلمت أصول القراءة والكتابة ، فالحرب أينما حلت حل معها الخراب والدمار والقتل ليس قتل البشر فحسب بل قتل الأحلام أيضاً .
تخبر أم أحمد كيف كانوا يلجأون إلى المغاور الموجودة قرب منزلهم في حي الحمرا وهي المعروفة (بقصر أبو حنين) !
كان القلق يرخي ظلاله على الناس ، حيث المعارك الجوية وأسراب الطائرات ما تغادر ساحل الشوف !
كانت تلك الأحداث غريبة عليهم وهم الذين عاشوا بسلام ومحبة وهدوء !
مرت الأيام وتزوجت فاطمة ترو وهي بعمر العشرين من السيد علي سراج .
أنجبت له أربع بنات وثلاثة أبناء .
تحمل في جعبتها الكثير من الذكريات الجميلة ، ترويها لنا ولأحفادها بشغف .
أطال الله بعمرك يا صاحبة القلب الكبير الطيب .