وين الحبايب وين يا أستاذ عبد الرحمن ؟
كتب الشيخ جمال جميل بشاشة :
مات الأستاذ عبد الرحمن سعد … مطرب الإذاعة اللبنانية في عصرها الزاهي .
لطالما تباهى بهذه الصفة في المجالس البرجاوية .
طيب القلب كان الأستاذ عبد الرحمن , عشرته تضفي على من حوله الأنس والسرور .
واحد من ثلاثة برجاويين حمل لقب ” مطرب الإذاعة ” في هاتيك الأيام مع نجيب الخطيب ومحمد مرعي السعيدي , حين كانت تبث حفلاتها الفنية مباشرة على الهواء .
كلما كانت له وصلة إذاعية كان يذيع الخبر في ضيعته برجا الشوف : أن اسمعوني هذه العشية .
أعرفه منذ أن رجعت من مصر العزيزة والتحقت بإذاعة ” صوت الوطن ” المقاصدية في أول تسعينيات القرن الماضي .
سكن قلبي وأحببته حباً جماً , فهو من طينة والدي رحمه الله تعلقاً بالسماع والطرب وتذوقاً لهما .
حدثني عن مواويل بغداد التي اشتهر بها أبي في ليالي برجا وسهراتها قبل العام 1968 وعن وهابيّاته وكلثومياته آنذاك .
يا لَشوقي للساعة التي سجلت له فيها بصوتي مقدمة لأغنية من أعماله في استديو الإذاعة . تقول المقدمة :
غنّ ياعبد الرحمن … غنّ من الكبد آناً … ومن القلب أحياناً … وقل عاطفة ووجدانا .
غنّ نر كيف العشاق يبكون … وحملة الأشواق كيف يشكون !
آمنت ببيان الحناجر وباللحن الساحر … غنّ ياعبد الرحمن .
طار من الفرحة رحمه الله لحظة سماعه هذا الإطراء الذي ماسبقني أحد إليه كما كان يحلو له القول !
والحق أن هذا الكلام قاله أمير الشعراء أحمد شوقي في موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب !
منتصف الأربعينيات بدأت مسيرة الأستاذ عبد الرحمن على مسرح فاروق ببيروت , وكان لما يتجاوز الخامسة عشرة من عمره مع ابن بلدته لبيب الخطيب .
أول أغنية غناها كانت ” وين الحبايب وين ” في الإذاعة اللبنانية من ألحان إبن بلدته الفنان محمد مرعي السعيدي .
غنى في الشام والأردن ولبنان وألهب ليالي مهرجانات برجا التراث أواخر التسعينيات حماسة وحضوراً .
كرمته جمعية بيت التراث في العام 2000 حيث قدم له الوزير مروان حمادة درع الجمعية .
أقعده المرض منذ سنوات في بيته بحارة الجرن ببرجا الشوف إلى أن وافته منيته ظهر يوم الجمعة في الثالث من كانون الثاني 2014 عن عمر يناهز الثمانين رحمه الله .
رحمة الله عليه
الله يرحمك يا استاذ
الله يرحمك يا خال
رحمة الله عليك يا أستاد صاحب القلب والصوت الطيب.شكراجزيلا للشيخ جمال لمحبته وغيرته الدائمة على أهله في برجا.