- كلمة الشيخ جمال بشاشة في حفل تأبين الأستاذ المربي سعيد محمد حوحو بالنادي الثقافي ببرجا الشوف عصر الأربعاء 25/12/2013
- —————————————
سبحان الله ! رأيت في الناس أمراً عجباً !
إن قلوب الناس تعرف حال كلّ امرىء . تحبه أو تأباه . تذمه أو تمدحه , فإن ألسنة الخلق هي أقلام الحق .
ما يكاد أحد منا يسمع أن أحداً كره الأستاذ سعيد حوحو .
ماعرفه أحد إلا وأحبه .
أيها الناس : المحبة وحدها عظيمة . المحبة وحدها جميلة .
لم يغلب الحقد يوماً … المحبة تغلب دائماً .
من يعش لنفسه فإنه قد يعيش , ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً .
في ذكراه اليوم , والذكريات صدى السنين الحاكي , يظل حبيباً إلى القلب .
عشر سنين قضيتُها مع أبي محمد الأستاذ سعيد في ترميم وتجديد وتوسعة جامعنا الكبير في برجا الشوف … وليت الدرب كانت طويلة .
اليوم نجتمع في ذكرى واحد من الأكابر في بلدتي , كبير في سعيه , في عمله , في همته .
قال لي مرب عتيق : ما ارتاح الأستاذ في مدارس برجا !
من تدريسه الذي برّز فيه , إلى ساعات فراغه في الدوام .
في بلدتي يتوافد الناس منذ القديم إلى ميدان المسؤوليات الثقال … فمنهم من يترك أثراً , ومنهم من تسدل خلفهم ستاير النسيان .
في عمله في الوقف سجل الأستاذ سعيد طافح بالجد والمثابرة , منذ أيام المرحومين , الحاج محمد رمضان والأستاذ عبد الرحمن سراج .
إسألوا كل من عرفه . كل من عاصره , كل من عمل معه .
إلى أن حط رحاله وترحاله في جامع برجا الكبير .
أقول والله على ما أقول شهيد :
في جامع برجا الكبير وإبان ترميمه وتجديده منذ العام 2003 ما تغبّر أحد مثل ما تغبّر الأستاذ سعيد .
أيا كلّ حجر في جامعنا العتيق , أما تشهد بذلك للسعيد الأستاذ سعيد ؟
يا كلّ عمود وركيزة وقنطرة فيه : أما تشهدون على ما أقول ؟
ولم أجد الإنسانَ إلا ابنَ سعيه … فمن كان أسعى , كان بالمجد أجدرا
وبالهمّة العلياء يرقى إلى العلا … فمن كان أرقى همّةً كان أظهرا
أستاذي الحبيب : تمنّيتُ لو أن لساني عسل وقلمي عطر وأطياب لأرشّ منه على ذكراك إلى الممات .