سعيد عثمان الشّمعة … مختار التواضع والبساطة
ما حسبت يوما أن أقف مُؤبّناً في يوم رحيلك يا مختار سعيد ، إختارك الله سعيداً إليه ، وأنزل في قلوب الأهل حزناً تفجّر عويلاً ودموعاً ، فاهتزت جوارح المحبين في أرجاء برجا والإقليم .
الخطب جللٌ والمصاب كبيرٌ بفقدانك يا أبا عثمان ، يا أخي وحبيبي وصديقي ورفيقي .
لقد رحلت باكراً وهذا قضاء الله وقدره .
هول الفاجعة أذهل العائلة وأربكها ورمى سهامه في قلوبهم ومشاعرهم .
يا أبا عثمان :
تركت خلفك زوجةً يلّفها النحيب وتتقاذفها المسؤولية ، وأولاداً يتامى يحملون حسرة الفراق والبعاد ، وأخوةً وأخوات يتألمون ينتحبون ويصرخون .
كم تحملتِ يا شهناز أولاداً جساماً ! ويا سامي تلقيت المآسي والسهاد .
أخي سعيد :
بالأمس استقبلك الوالد الأستاذ عثمان والوالدة نظيمة وأخوك سليم والجدود والجدّات والأحبّاء والأصدقاء رحمهم الله ابتهاجاً بقدومك في لقاء حميم سرمدي .
وبلدتك برجا كبيرها وصغيرها سارت خلف نعشك مودعة وفاءً واعتباراً لدورك النبيل الذي قمت به خدمة لها بإخلاص وتفان , بمودة وصبر .
أبا عثمان :
قبل اختيارك مختاراً لبرجا كنت في صلب العمل العام ، من خلال تولّيك عضوية الهيئة الادارية للنادي الثقافي الاجتماعي في برجا عدة مرات ، تشارك في العمل الثقافي والاجتماعي والصحي ، طواعيةً ، إيماناً فيك في تأدية واجب العطاء لهذه البلدة الصابرة المحبة .
مختار سعيد :
تصارعت مع المرض وكابدت وعانيت وصبرت وتجاسرت عليه مؤمناً بالله إيماناً مطلقاً وبرسالة الاسلام مهتدياً بهديها ، عاملاً بتعاليمها ، محباً للناس ، ساعياً في سبيل خدمتها وسعادتها ، مؤدياً المهمة ببساطة وشفافية وتواضع ، منفتحاً على الجميع بابتسامتك الوادعة وعاطفتك النبيلة ومعاملتك الشعبية بأسلوب الودود ، البعيد عن الشعارات والوعود إلى أن حطّ رحالك .
الموت حق ، لكن خسارتك كبيرة ، سنشعر بها فيما بعد من الأيام الآتية لترتفع ذكرى عزيزة خالدة .
في جنان الخلد يا أبا عثمان ، غفر الله لك وتغمدك بواسع رحمته وأحسن مثواك , وإنا لله وإنا اليه راجعون .
=====================
كلمة الأستاذ خالد حسن الشمعة في تأبين مختار برجا سعيد عثمان الشمعة المتوفّى في الثاني من حزيران 2013 .