فرح الخطيب … ثماني سنوات من العمل الديبلوماسي بين دبي وأبو ظبي
القائمة بأعمال السفارة اللبنانيّة في أبو ظبي فرح الخطيب : عملي مع الجالية اللبنانيّة في دبي وأبو ظبي كان رائعاً ومميّزاً
أجرت مجلة ” المغترب اللبنانية ” هذا الحوار ونشرته في عددها الأخير مع الدبلوماسية اللبنانية إبنة بلدتنا برجا الشوف السيدة فرح عمر الخطيب :
سنوات إقامتها في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة لامست الثماني سنوات، أمضت ثلاثاً منها في القنصليّة العامّة في دبي وحوالى أربع سنوات في سفارة لبنان في أبو ظبي. التفاني والمرونة في العمل شعارها، وبهما تحدّت الكثير من الاشكالات التي يتعرّض لها منصبها يوميّاً. سيّدة في مركز عمل ذكوري في بلد خليجي أمر صعب!! إلا أنّها تخطّته ونجحت في لمّ شمل أبناء الجالية حولها ونيل استحسان المسؤولين الاماراتيين الذين «يحبّون الشعب اللبناني ويرحّبون بالتعامل معه، ولا فرق عندهم بين سيّدة أو رجل، المهمّ الانتاجيّة والصيت الحسن».
يُجمع اللبنانيّون في أبو ظبي على أنّها سيّدة قديرة ونشيطة وجامعة وتستحقّ منصب سفير، كما يتأسّفون لمغادرتها أبو ظبي بسبب تعيينها في قطر.
تفاصيل فترة عملها ومساهمة اللبنانيين في إعمار الامارة وبعض الأزمات التي مرّوا بها والصعوبات التي عانوها، في هذا اللقاء الذي جمع «المغترب» بالقائمة بأعمال السفارة اللبنانيّة في أبو ظبي فرح الخطيب الحريري، فإليكم التفاصيل:
بدأت الخطيب حديثها لـ «المغترب» بتأكيد أنّ عملها مع الجالية اللبنانيّة في دبي وأبو ظبي كان رائعاً ومميّزاً، ولا سيّما أنّ «أبناء الجالية ناجحون، استطاعوا رفع اسم لبنان عالياً، فضلاً عن محبّة وتقدير الاماراتيين لهم ومساهمتهم الكبيرة في إعادة إعمار هذه الإمارة».
وعن ظروف عملها وتوليها لهذا المنصب، قالت الخطيب: «توليتُ منصب القائم بالأعمال عام 2009 بعدما تقاعد السفير السابق فوزي فوّاز، وأتحضّر اليوم لمغادرة الإمارات إلى الدوحة في قطر حيث تمّ تعييني مع السفير الجديد حسن منعم».
وتطرّقت الخطيب في حديثها إلى مهام المنصب الديبلوماسي مشيرة إلى أنّه يشمل العمل في شؤون الادارة والعلاقات العامّة، وقد يتضمّن بعض الأعمال الروتينيّة، أي تنظيم وحضور المؤتمرات والندوات والدعوات، إضافة إلى مساعدة أبناء الجالية، لكنّ حصول أي أزمة قد يزيد من التحديّات أمامه.
الجالية اللبنانيّة
وفي ما خصّ الأزمة التي مرّ بها بعض أبناء الجالية اللبنانيّة في الامارات، ما اضطرهم للعودة إلى بلادهم، قالت الخطيب: «إنّها غيمة ومرّت!! لقد طُلب في العام 2009 من بعض الأشخاص مغادرة الإمارات، لكنّ العدد كان ضئيلاً قياساً بحجم الجالية.. صحيح أنّه لم يتمّ الافصاح عن أسباب هذا الإجراء، إلا أنّ هناك مواضيع وقرارات تخصّ الدولة المضيفة وقد أبلغتها للرؤساء اللبنانيين، وأجرى كلّ من رئيسَي الجمهوريّة والنوّاب محادثات رفيعة المستوى أفضت إلى حلحلة هذا الموضوع الذي أصبح يُعتبر من الماضي». وتابعت: «هذا الموضوع السياسي بات يعرفه الجميع هنا، وفي كلّ مرّة يتقدّم فيها أحد اللبنانيين بمراجعة معيّنة تتعلّق بتجديد إقامته، نقوم بمعالجة الموضوع عن طريق إرسال كتاب رسمي إلى السلطات الاماراتيّة لمعرفة ما إذا كان هناك من أسباب قانونيّة قد تحول دون تجديد الإقامة، وهذا الأمر يرجع في بعض الأحيان إلى مسألة «توطين الوظائف»، أي الإفساح في المجال أمام مواطني الإمارات أصحاب الكفاءات لدخول بعض الوظائف بهدف توفير فرص عمل لهم، إضافة إلى تنظيم عدد الجاليات الأجنبيّة وتحقيق التوازن فيما بينها».
سألناها «ما هو موقع الجالية اللبنانيّة من الناحية العدديّة بين الجاليات العربيّة في أبو ظبي»؟ أجابت: «اللبنانيّون في المرتبة الثالثة، لكن بكل فخر واعتزاز فإنّ اللبناني المرشّح والأوفر حظّاً للتعامل معه من قبل الدولة، يحصل على أعلى المناصب والرواتب ويتسلّم أكبر المشاريع وتوكل إليه أهمّ الوظائف، وذلك بسبب ذكائه وشهاداته وثقافته وذوقه وانفتاحه وحبّه للحياة، فهو في بلدان الاغتراب يستفيد ويُفيد خصوصاً لناحية صرفه للأموال، وهو ما يساهم في تنشيط الحركتَين الاقتصاديّة والثقافيّة في البلدان التي يعمل ويقيم فيها».
الأم والزوجة والعاملة
ورغم كلّ المسؤوليات الملقاة على عاتقها، تخصّص الأم فرح الخطيب وقتاً لابنتَيها فاديا ورانيا، وزوج يقدّر عملها ويتفهّمه، وعنه قالت: «زوجي يعمل في مجال الاستثمار العقاري، يقدّر عملي وهو واحد من عناصر نجاحي هنا في الإمارات، فقد استطاع أن يؤسّس لصداقات عديدة مع أبناء الجالية، ما ساعدنا في لمّ شمل اللبنانيين هنا».
حلم القائمة بالأعمال الوصول إلى مركز سفير للبنان، لكن على الرغم من طموحها الكبير إلا أنّها على استعداد تامّ لأخذ استدعاء أو ما يُعرف بإجازة دون راتب إن اضطرها وضعها العائلي لذلك مع استقرار عمل زوجها في المملكة العربيّة السعوديّة.
نشاطات السفارة
تقوم السفارة اللبنانيّة في أبو ظبي بالعديد من النشاطات، وخصوصاً في الأعياد والمناسبات الوطنيّة، وأبرزها عيد الاستقلال، حيث قامت القائمة بأعمال السفارة فرح الخطيب بإحياء هذه المناسبة من خلال حفل أُقيم في مبنى السفارة، حضره وزير التربيّة والتعليم في أبو ظبي حميد محمّد القطامي، ووكيل وزارة الخارجيّة المساعد لشؤون المراسم في أبو ظبي عبد السلام حارب.
وحضر الحفل أيضاً عدد من المسؤولين ورؤساء البعثات الديبلوماسيّة العربيّة والأجنبيّة المعتمدين في أبو ظبي، إضافة إلى حشد كبير من أبناء الجالية اللبنانيّة.
خسارة لأبناء الجالية اللبنانيّة انتهاء عمل فرح الخطيب في أبو ظبي، ومبروك لها المنصب الجديد في الدوحة، وكلّ التوفيق للسفير الجديد حسن سعد الذي كان سفيراً للبنان في الدوحة، والذي كنّا قد أجرينا معه لقاء في ملف «اللبنانيّون في قطر».
من نجاح الى نجاح مع التمنيات بالتوفيق