حنين إلى الأرض المعبّدة بالعمر
كتبت جميلة مالك الجنون : ليست مجرد طريق …
هي أرض معبدة بالعمر … كلما وطأتها تلامسني حرارة الحنين لمس الجمر …
رائحة الحجر المخطط بالعشب النابت … وإحساس ببرودة الظل القابع بين الجدران …
ودفء شمس تخترق بضع فراغات من شباك خشبي قوي , رغم الدهر ثابت …
تأمر أصحاب البيت أن افتحوا للضوء فهو آت …
شوق الخطوة الأولى لم يختلف عن الأخيرة في مشوار مشيي المؤدي إلي بيت جدي …
أختلس الذكريات , أسرق منها شيئاً أضعه في مكان ما في ذهني لا يصل إليها النسيان …
بؤبؤ العين يتنفس , فيتسع اتساع رغبتي في احتواء المكان … ثم يضيق اختناقا بالحزن
عند وصولي الى نهاية الطريق …
وابتسامة تدور في المكان تبحث عن صورة جدتي الجالسة بنور وضوئها على الشرفة بعد الصلاة , وعن وجه جدي الصامت انعكاسا للجريدة … وعن خال لي يقف على الشباك حانقاً من أصوات بضعة أطفال في المكان يلعبون … أيقظوه من قيلولته …
وظلي الكبير يتقلص شيئاً فشيئاً …
يعود بي إلى الطفولة … فأجلس على عتبة الدار مأخوذة بمرور الوقت … تمر اللحظة تتبعها اللحظة … ووجوه تحدق بي ما عدت أعرفها !!
لم يعد لي شيئ هناك … ألملم نفسي المبعثرة في المكان …. وأعود ..