تداعيات منتظرة لهزيمة « الجماعة » أمـام « المسـتقبل » فـي برجـا
كتب أحمد منصور في جريدة السفير يقول : ” أفرزت الإنتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان واقعاً جديداً على الخارطة السياسية في منطقة الشوف ، بعد الخسارة الفادحة التي منيت بها ” الجماعة الاسلامية “ في عرينها ومعقلها الأساسي بلدة برجا التي تضم حوالى خمسة وعشرين الف نسمة ، بعد المواجهة السياسية الطاحنة والقاسية مع « تيار المستقبل » .
وكذلك ، من خلال معركة بلدية كترمايا ضد تحالف « المستقبل » والحزب التقدمي الاشتراكي ، فيما نجحت “ الجماعة “ وحافظت على حضورها في بلدة شحيم ، من خلال تحالفها مع « المستقبل » و « الاشتراكي » ، حيث فازت لائحة التحالف المذكور بأغلبية أعضاء المجلس البلدي .
هذا التطور الجديد خلط الأوراق السياسية في الإقليم ، وقد تتخطى مفاعيله وتداعياته حدود الإقليم إلى مناطق أخرى ، خصوصاً على صعيد رسم صورة تحالفات « المستقبل » و« الجماعة » في إنتخابات المحافظات الأخرى بعد أن ضعف موقف « الجماعة » التفاوضي .
وتوقفت مصادر معنية بملف برجا عند هذه المستجدات ، فاعتبرت أن ما حصل في برجا مردّه لعوامل وأسباب تتداخل فيها العائلية والسياسية معا ،ً ساهمت جميعها في إحداث هذا التغير ، وأولها الفشل في إنجاز التوافق بعد انفراط عقد التحالف بين الأطراف الثلاثة ، على خلفية تمسك الجماعة برئاسة المجلس البلدي ورفضها كل محاولات التفاوض على هذا الموقع . كما ارتكبت خطأ فادحاً في عدم تمثيلها العائلات تمثيلا ً صحيحاً في لائحتها ، خصوصاً العائلات الكبيرة التي أغفلت مكانتها ووجودها ، كعائلات دمج وشبّو وغيرها ، ذات الثقل الإنتخابي في البلدة ، وارتأت تمثيلها من خلال الجباب وبعض الفروع ، مما أثار حفيظة العائلات وقواعدها الناخبة ، خصوصا تلك التي توالي الجماعة ، حيث دفعت بها العائلية إلى حرف مسيرة المعركة وتحويل أصواتها إلى مرشحي العائلات خارج لائحة “ الجماعة “، فضلا عن النقمة التي أوجدها في صفوف الأهالي إعادة ترشيح « الجماعة » لأعضاء وعناصر ترفضها عائلاتها .
مما دفع القاعدة الناخبة إلى محاسبة « الجماعة » ومجلسها البلدي على الأخطاء التي ارتكبت على مدى دورتين متتاليتين.
وتعتبر المصادر ان من الأسباب الأخرى التي ساعدت في هزيمة « الجماعة » حضور احمد الحريري الى برجا قبل ايام من موعد الانتخابات ، وعقده لقاءات مع الاهالي ، وقيامه بجولات على العائلات لا سيما الكبيرة منها ، بالإضافة الى التجييش الذي رافق ذلك ، مما عكس اتجاهاً انتخابياً لصالح “المستقبل ” الذي استخدم كل الاسلحة الانتخابية للسيطرة على المجلس البلدي وانتزاعه من ” الجماعة “.
وتتوقف المصادر عند الرسائل السياسية للمعركة التي انتجت انتصاراً لتيار المستقبل . وتشير الى ان اللائحة المدعومة منه فازت بأغلبية اعضاء المجلس البلدي ( 14 عضواً من اصل 18 ) في حين ان المرشحين الملتزمين في ” المستقبل ” (حسن دمج وعبد الكريم رمضان ) لم ينجحا ضمن اللائحة ، فيما خرقت الجماعة اللائحة بأربعة مرشحين.
من جهة اخرى ، أكد وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في إقليم الخروب الدكتور سليم السيد ان الحزب لم يتدخل في انتخابات برجا ، وانه سيقوم بمحاسبة عناصره اذا ثبت انهم تدخلوا فيها . واشار الى فوز اللائحة التي يدعمها الحزب كاملة في بلدة سبلين ، برئاسة محمد خالد قوبر ، وكذلك اللائحة المدعومة من الحزب في بلدة مزبود بوجه اللائحة التي دعمها « تيار المستقبل » ، واللائحة التي دعمها الحزب و « تيار المستقبل » في بلدة كترمايا بوجه لائحة الجماعة الاسلامية . كما دعم الحزب اللائحة التي فيها رئيس جمعية المتخرجين في الحزب الدكتور ربيع عاشور . وفي بلدة داريا فازت اللائحة المدعومة من الحزب وتيار المستقبل ” .
بسم الله نبدا وعليه التكلان
اهالي برجا الحبيبة نهنئ الفائزين في المجلس البلدي الجديد و نتمنا لهم التوفيق والسداد. ويجب ان يكون الجميع يدا واحدة “جماعة” ام “تيار” لبناء برجا الواعدة التي تستحق ان تكون في اوائل البلدات اللبنانية لما فيها من الطاقات و القلوب والأفكار الواعدة المستنيرة.
فأن كانت الجهود متحدة والأيدي تعمل جميعا في نفس الأتجاه الصحيح فسيكون عملنا مثمر و برجا ستكون اي نحن ابنائها بجميع الواننا فائزون معها. اما ان تركنا الغرائز والأحقاد تلعب بنا فسنظل نسير الى الأمام ولكن بخطى المتهالك التعب من الصراعات. فلننتصر على انفسنا ولنردعها من التشفى ولنكن كالأمام الشافعي الذي تمنى بأن يصدر الحق على لسان خصمه همه الحق أولا وحظوظ النفس اخر همه. ان ما جرى لم يكن هزيمة أوانتصار سياسي كما يحاول البعض تصويره. ان الجماعة والتيار هما القوى السنية الأقوى على المسرح اللبناني ولا يستطيع أحد ان يلغي الأخر و لنستفيد من تجارب غيرنا فأن حركة امل وحزب الله خاضوا حروب الألغاء في فترة من الزمن ولكن العقلانية سادة في اخر المطاف وهما اليوم معا رغم الاختلافات الكبيرة التي بينهم. كنت اتمنى ان لا تجري هذه المعركة الأنتخابية لأن الأثنين فيها خاسرون ومن يعتقد بأنه ربح فهو الخاسر الأكبر لأننا جميعا شئنا ام ابينا خسرنا من وحدة الصف السني ووحدة الرأي وهذا اهم بكثير من استحقاق بلدي. يجب ان ينظر الى ما جرى في برجا بانه انتخابات انمائية بأمتياز وابعادها عن السياسة. فالجماعة مكثة متربعة على المجلس البلدي مدة 12 عاما لقد نجحت احيانا واخفقت أحيانا اخري وأن ما جرى في السنوات الأخيرة من ادائها لم يكن بمستوى تطلعات البرجاوي. ففى لعبة الديمقراطية فان الجماهير تعاقب الأحزاب على أدائها وهذا طبيعي وهذا يعطي المجلس الجديد فرصة للتحسين وهذا ما نتمناه لمجلسنا المنتخب وكذلك يعطي فرصه للمجلس القديم ان يراجع أهدافه الآستراتيجياته ويحدد نقاط القوة ويعمل على تعزيزها ونقاط الضعف ويعمل على معالجتها. سنة التغيير هي من أجمل سنن الحياة الطبيعية . وعلى صعيد الأستحقاق البلدي فأن رموز الجماعة جميعها رحلت ولكن ايضا رموز مهمة من التيار لم تنتخب أيضا وهذا ما يجعل اللعبة انمائية أكثر من ان تكون سياسية وهذا ما يريح بعض الغيورين.
وأخيرا نتمنى التوفيق للمجلس الجديد.