نعيبُ زمانَنا
كتب محمد خضر رمضان : لمَ نتكلم عن الماضي يا ترى ؟
هل لأن الحاضر تعيس والمستقبل مجهول وكل شيئ مجهول , نخاف منه ! أو لأننا نحن العرب دائماً نتغنّى بأمجاد أجدادنا ونقف لنبكي على الأطلال عاجزين عن فعل أي شيئ لمستقبلنا ؟.
نتكلم عن أعراس زمان وعادات زمان وأغاني أيام زمان ورجال السياسة في أيام زمان وطعم الخبز والخضار والفاكهة أيام زمان وأخلاق الناس أيام زمان ونوع التعليم وسيارات أيام زمان وكل شيئ على هذه الكرة الأرضية !
هل نحن نتقدم أم نعود إلى الوراء ويا ليتنا نعود إلى أيام زمان …
كل شيئ أصبح بلا رائحة ولا طعم أصبحنا لا نعرف إلا الشكوى والتململ من كل شيئ .
إن التطور في الحاضر هو نتاج تراكمات الماضي , وكل اختراع هو في الأساس فكرة تعاقب الكثيرون على تطويرها حتى وصلت إلى شكلها النهائي المطبق … مثال على ذلك العجلة ( الدولاب في اللغة العامية) هي بداية صناعة السيارة .
فنحن ماذا سنترك للأجيال القادمة ؟
هنا أتذكر قصة العجوز الذي مر به شاب فوجده يغرس شجرة نخيل فسأله :
أيها الشيخ هل تأمل أن تأكل من هذه النخلة فهي بحاجة إلى سنوات طويلة كي تُعطي ثمراً .
فأجابه العجوز : زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون .
فهذا العجوز من رجال أيام زمان … أما رجال اليوم تقول أنا أولاً و مابعدي الطوفان.
وصدق من قال:
نعيب زماننا والعيب فينا … وما لزماننا عيب سوانا ..