كتب الأستاذ باسم ممدوح شبو : لما كنا قد حذرنا سابقاً من سقوط الحائط الموجود عند نهاية الطريق المؤدية من معمل الشقور إلى منزل آل غطاس بمحلّة تحت المنزول بحارة الجامع الكبير ببرجا الشوف ، كونه كان يبدو واضحاً للجميع وبعلم البلدية منزاحاً وملتوياً عن موضعه .
ولما كنا قد حذرنا من أن سقوط هذا الحائط هو أمر حتمي ومن شأن حدوثه أن يتسبب بضحايا وبنتائج لا تحمد عقباه ،.
ولما كان هذا الحائط قد سقط على الطريق المحاذي فعلاً , ونحمد الله أن سقوطه لم يتسبب بضحايا بشرية رغم أنه سبب الضرر لسيارة متوقفة على جانب الطريق المحاذي له كما تسبب باقتلاع أعمدة الهاتف وشرذمة خطوطها وربما الكهرباء ،
ولما كنا نرى أن ما حدث لا يمكن التغافل عنه ويرتب مسؤوليات لا سيما أنه كان من الممكن تدارك الأمر قبل حصوله ،
ولما كانت الحكمة الإلهية قد شاءت سقوط الحائط عند الساعة الثانية عشرة ليلاً في عز انهمار المطر وبالتالي في ظل إنعدام حركة المرور ،
ولما كان سقوط الحائط يرسم علامة تساؤل عن جدوى وجود بلدية لم تحرك ساكناً حول الأمر ، بلدية بلغت في تقاعسها ولا مبالاتها بأرواح الناس حداً يقتضي معه رحيلها ، فإني أرى أن سقوط هذا الحائط يجب أن يشكل بداية لسقوط هكذا بلدية ، مع
الإشارة إلى أن ما أقصده بالبلدية ليس الرئيس فحسب بل المجلس البلدي أيضاً ،
ولا أقول ذلك لأنفي مسؤولية أصحاب الحائط المذكور ولكن الجهة المخولة مراجعة أصحاب الحائط هي البلدية ، ولا يتذرعن أحد بكون ملكية الحائط هي ملكية خاصة ،
فعندما يتعلق الأمر بالسلامة العامة على البلدية أن تتحرك ودون إنتظار كتاب يأتيها من هنا أو كتاب يأتيها من هناك ، إذ أن من جملة صلاحيات السلطة التنفيذية في البلدية وفق ما ينص عليه قانون البلديات ، صلاحية القيام بكل ما يلزم للحفاظ على السلامة العامة ومنع الأخطار وتدارك حدوث ما من شأنه أن يتسبب بها .
وفي ما خص الحائط المذكور فالخطر على السلامة العامة كان ماثلاً أمام أعين الجميع وخصوصاً , عين البلدية , ورغم ذلك لم تتحرك هذه البلدية حتى تحرك الحائط من موضعه وكاد أن يتسبب بكارثة بشرية ، وحتى اللحظة ما زالت نتائج سقوط هذا الحائط كما كانت ليلة سقوطه , أتربة تسد الطريق وأعمدة ملقية وأشرطة هاتف وربما كهرباء مشرذمة ، وكل ما تم فعله هو رفع الأنقاض جزئياً عن الطريق لتأمين فسحة لا تكاد تتسع لمرور ولو سيارة صغيرة ، وأظن أن خطر سقوط أجزاء أخرى من الحائط أو الجدار ما زال ماثلاً , فهل من يتحرك ؟