برجا تختار القوي الأمين

كتبت فاطمة حوحو تحت عنوان برجا تختار المستقبل تقول: … وهكذا فعلتها برجا ، غيرت الوجوه والإتجاه، بعد سنوات من الركود ، أرادت أن تبدل التمثيل ، علّها تجد في الوجوه الجديدة ، من يلبي حاجات أهلها الحقيقية في الإنماء وفي تأمين الخدمات العامة وتطوير بنيتها مع حركة التوسع العمرانية الجديدة في أراضيها.

هكذا هي برجا تفاجئ الجميع وتزهو بنفسها عندما تختبر قواها السياسية وعائلاتها في التنافس الديموقراطي ، وتتخطى أصعب الامتحانات لتنتصر لحق التغيير والتطوير والخدمة العامة.

بالأمس خاضت إمتحاناً آخر في إنتخابات مجلسها البلدي ، اختارت من يمثلها ، عائلاتها خلطت أوراق الأحزاب ، وأظهرت أرقام نتائج ” المعركة ” بعض الدلالات الهامة ، أبرزها عدم استكانتها لطرف سياسي معين مهما حاول هذا الطرف أو ذاك ” النوم على حرير ” شعارات أو تقديم خدمات خاصة على حساب الخدمات العامة.

بعد فوز ” الجماعة الإسلامية ” في برجا بانتخابات البلدية في العام 1998 و2004 ، لم تستطع الحفاظ على موقعها في انتخابات العام 2010. فالمعركة التي جرت يوم أول من أمس بين لائحة ” الوفاء لبرجا ” المدعومة من الجماعة الإسلامية ” والحزب “التقدمي الاشتراكي ” و” جبهة العمل الاسلامي ” والتي ترأسها محمد جليل الشمعة ولائحة ” قرار برجا ” برئاسة حسن غصن المدعومة من ” تيار المستقبل ” وفاعليات مدنية والعائلات وقوى من 14 آذار بينت بالأرقام حدة المنافسة ، على المقاعد ، اذ جاءت النتائج كما يلي : الفائزون 14 عضواً هم : لائحة ” قرار برجا ” حسن غصن (3871 صوتاً) ، رغيد شبو (3687 صوتا) ، وسام سعيفان (3235 صوتا) ، غنوة الدقدوقي (3173 صوتا) ، نشأت حمية (3084) ، خالد شبو (3082 صوتا) ، فاطمة الخطيب (2964 صوتا) ، أدهم دمج (2953 صوتا) ، أحمد الغوش (2876 صوتا) ، سمير الزعرت (2871 صوتا) ، علي البراج (2829 صوتا) ، مازن الشمعة (2805 صوتا) ، محمد أمين المعوش (2789 صوتا) ، ووسام الحاج (2771 صوتا) .

أما الذين لم يحالفهم الحظ من أعضاء اللائحة فهم أحمد الجنون (2463 صوتا) ، محمد سيف الدين (2714 صوتا) ، حسن محمد دمج (2647 صوتا) وعبد الكريم (2732 صوتا) ، لائحة ” الوفاء لبرجا ” . محمد جليل الشمعة (2722 صوتا) ، دحام قموع (2694 صوتا) ، محمد علي السيد (2568 صوتا) ، علي محمد حمية (2559 صوتا) عمر محمد سراج (2518 صوتا) ، محمود البراج (2501 صوتا) ، سمير الدقدوقي (2430 صوتا) ، محمد خليل حدادة (2027 صوتا) عبد الناصر غزيل (2409 صوتا) ، جميل زهير حوحو (2341 صوتا) ، حسن جمال الشيخ سعد (2312 صوتا) ، أحمد غازي الطمش (2247 صوتا) ، سعد الدين المعوش (2072) ، وجميعهم فشلوا في الانتخابات ، أما الذين خرقوا فهم : نادر علي سيف الدين (2896 صوتا) ، عارف محمد رمضان (2893 صوتا) ، أحمد محمود الغوش (2880 صوتا) ومحمد جميل الزعرت (2784 صوتا) .

والفائزون من هذه اللائحة ليسوا أعضاء في ” الجماعة ” وانما ممثلون عن العائلات ، ولا بد من الإشارة إلى الأرقام التي نالها المرشحون المستقلون في هذه الإنتخابات وهم : مالك حدادة (2577 صوتا) ومحمد كحول (1507 صوتا) عن الحزب الشيوعي ، أمين شاهين (1804 صوتا) ، أحمد عبد الكريم رمضان (1547 صوتا) ، باسم حسن غطاس (756 صوتا) ، محيي الدين محمد حمية (594 صوتا) ، عفيف كمال الخطيب (283 صوتا) ومحمود عبد المطلب الجوزو (75 صوتا) . في قراءة لهذا النتائج ، تشير مصادر متابعة الى أن البارز فشل الحزبيين من ” الجماعة ” في الوصول ، فالناجحون عن لائحتهم يمثلون عائلات برجاوية وبعضهم كان عضواً في اللائحة التي شكلها حسن غصن من الشباب والمستقلين قبل أن يتم التحالف مع ” تيار المستقبل ” الذي لم ينجح في الوصول إلى صيغة تحالفية مع ” الجماعة ” قبل تشكيل اللوائح نتيجة الشروط المختلفة التي وضعت في طريق التوافق .

وأبرزت النتائج مدى صعود تأثير ” تيار المستقبل ” في برجا ، اذ تبين أن ” التيار” قوة انتخابية كبيرة ، اذ لم نقل الأكبر بين القوى السياسية الموجودة ، وهذه القوة الإنتخابية شكلت رافعة لنجاح اللائحة .

وتلفت هذه المصادر النظر الى عدم نجاح تجربة ” الجماعة ” في العمل البلدي ، التي لم تعتمد على المشاريع الانمائية العامة ، وانما اقتصرت على الخدمات الضيفة لهذه العائلة أو تلك ، من المؤيدين في معظم الأحيان ، ولم يكن هناك برنامج عمل واضح لديها لتطوير الخدمات مع اتساع البلدة والنهضة العمرانية التي نشهدها وحاجتها الى دينامية في المشاريع العامة تعود بالفائدة على الجميع ” .
وتعتبر هذه المصادر أن الذي حصل في هذه الإنتخابات تعبير عن رفض هذا الواقع من قبل الأهالي ، لا سيما ” الخدمات الشخصية ” .
فازت في هذه الانتخابات سيدتان رشحهما ” تيار المستقبل ” ، وكان الأمر لافتاً أن التصويت لهما كان جيداً جداً ، وهذه ظاهرة مبشرة يجب اعتمادها في بلديات أخرى في منطقة الأقليم ، حيث لم يتم تمثيل المرأة كما يجب ، في حين ان المقترح في القانون الجديد للبلديات ، إعطاء ” كوتا ” نسائية بنسبة 20% وهذا ما يضع الأحزاب والعائلات على محك أساسي بالنسبة لتمثيل المرأة ومشاركتها في العمل العام .
وترى مصادر برجاوية أن الناخب البرجاوي شكل لوائحه ، نافية الإشاعات التي صدرت من مقربين من اللائحة التي فشلت بالنجاح عن توزيع أموال ، معتبرة ان الأمر مجرد ” نكسة سمجة ” عادية في زمن الانتخابات التي جرت ” عالمنخار” كما يقولون.

وتشدد هذه المصادر على أهمية أن تعيد الأحزاب السياسية تقويم مواقفها في ضوء نتائج معركة البلديات ، لا سيما مواقفها من قضايا الناس وهمومهم ومشاعرهم وعدم استصغار ملاحظاتهم ومواقفهم ، لا سيما وأن البرجاويين أثبتوا أنهم يرفضون المشاريع المقتصرة على الخدمات ، وانهم يرفضون أن يمثلوا بمجموعة من “المقاولين “.

وتلفت مصادر إلى ان نجاح لائحة “تيار المستقبل” غير المتوقع نتج عن الخطاب الهجومي لـ”الجماعة” قبل يوم واحد من الانتخابات، اذ بدا الانزعاج واضحاً من خلال خطبة أحدهم في أحد جوامع برجا والتي هاجم فيها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وهذا ما أدى إلى إستياء جمهور واسع من داخل مؤيدي ” الجماعة ” نفسها ومن قبل العائلات البرجاوية.

وتقول هذه المصادر اليوم أن ” الجماعة ” تسأل نفسها عن سبب هذا التراجع في شعبيتها ، والجواب موجود في خطابها وفي ممارساتها مجلس البلدية الذي لم يرض طموح البرجاويين .

وتضيف هذه المصادر أن موقف الحزب ” التقدمي” الذي أشيع انه كان داعماً للائحة على الأرض ترك اثراً كذلك ، إذ زادت نسبة التصويت لصالح ” تيار المستقبل ” من قبل العائلات.

انتهت الإنتخابات وغداً يوم جديد كما يقال ، المهم أن عين أهالي برجا لا تغفل عن الأخطاء وهي تطمح لبرنامج عمل واضح وشفاف لمجلس بلديتها الجديد بتعاون جميع الفائزين ، لأن الفوز بحروب التنمية ليس سهلاً على الاطلاق . نقلاً عن جريدة المستقبل 4/5/2010 .