الشيخ الحلاق الحياكة حرفته والختان

على الكتف الشمالي لحارة العين سكن بنو الحلاق بين شجر التين الوارف . إشتهرت العائلة بتعاطيها مهناً مختلفة كالجراحة والختان والسنكرة والحلاقة وطب الأسنان ، توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد .

في غرفة ترابية (العقار 2182) حاك الجد محمد محمود إسماعيل (1862 -1938) – والدته مهجة عنوز – الملقّب بالحلاق , الشراشف والمناشف .

برع الشيخ محمد في مهن عديدة مارسها ، أبرزها الختان ، إذ طار صيته في الشوف وجنوب لبنان لشطارته ومهارته فيها .

قد طاف القرى والدساكر يختن الأطفال الذكور في عملية عرفها كثير من الناس منذ فجر التاريخ ، واستمرّوا عليها حتى جاء الإسلام واختتنوا في ظلّه فصار سنّة وطريقة متّبعة لدى المسلمين .

وهناك وثيقة لدينا تعود للعام الهجري 1315 الموافق للميلادي 1897 تثبت ما كان يحظى به الشيخ محمد محمود الحلاق من ثقة وأهليّة في الختان مذيّلة بتواقيع جمهور كبير من مشايخ القرى ومخاتيرها ووجهائها :

” إنّ محمد محمود الحاج إسماعيل من برجا هو رجل مهنة ختان الأولاد ، وعنده معرفة تامّة بهذه الصنعة نظراً لممارسة وقدميّة بها ، وبمدّة إستعماله مهنة ختان لم يتضرّر أحد بسببه بحسب معرفتنا ومشاهدتنا إيّاه ” ؛ هذا ما أفاد به مختار قرية برجا عبد الرحمن أبو كنعان سعد وشيخها أحمد إسماعيل الحاج .

أمّا مختار قرية الصرفند الذي مهّد لشهادته بعنوان ” عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان ” فقد أثبت حذاقة الشيخ محمد ، وأنّه لم تحصل أدنى مضرّة على يده حيث ختن ما ينوف عن خمسين ولداً .

وقد حملت الوثيقة إفادات تثني على كفاءة الشيخ ونباهته ، وتطري خفّة يده وطول باعه من : مختار قرية حاروف الحاج أمين أيّوب وإمامها ، ومن مختار البابليّة ومختار حومين محمد قاسم ، وشيخ قرية عرمتى في جزّين إبراهيم الحاج حسن ، ومن مخاتيرقرى : حومين الفوقا محمد محسن ، وعرمتى وجب شيت والغسّانيّة ودلهوم – دلهون – علي محمد إسماعيل ، والبرجين حسن أبو عرم ، وعانوت أحمد سعد وشيخها أحمد عوّاد .

عام 1938 مات الشيخ محمد الحلاق بعد حياة حافلة بالمهن والصنائع أخذها عنه ابنه مصطفى الذي بزّ فيها أقرانه وأطبّاء زمانه ، ثم من بعده نجله عبد الله المتوفى 1976 فلم يكن أقل منهما كفاءة وخبرة .

نقلاً عن كتاب الحياكة البرجاوية للشيخ جمال جميل بشاشة .