التطليعا تطليعت كشك
كتب الأستاذ مصطفى عبد السلام الزعرت :
قال لي صاحبي :
قد يعبّر الإنسان عن شعوره إما بالقول أو بتعابير الوجه أو باليدين أو بالعينين …ألخ
قديماً كانت المدارس تنهي برامجها اليومية في الساعة الرابعة بعد الظهر ، وكان عددها ضئيلاً جداً .
ففي برجا كانت هناك مدرسة , وكان يقصدها التلامذة من كل قرى الجوار حيث لا مدرسة سواها ( البرجين – بعاصير – الجية – المرج – الشميس – عين الأسد – الدبية – ضهر المغارة – الجاهلية – عين الحور ) .
كان تلامذة هذه القرى يلتحقون بمدرسة برجا ، وكان معظمهم يأتي مشياً على الأقدام , حيث لم يكن هناك لا طرقات ولا سيارات أجرة …
كان الجميع يحضر طعامه ( زوّادة ) معه , وعند الثانية عشرة كان الجميع يتناولون غذاءهم , إما في الصفوف داخل المدرس إذا كانت السماء ماطرة أو خارجها إذا كان الطقس صحواً .
وكان من عادة التلامذة أن يتشاركوا أثناء تناول الغداء ، فكل تلميذ يتشارك مع اثنين من زملائه ، وهذا يرسخ فيهم المحبة والصداقة ( صار بينهم خبز وملح ) .
وكان سامي وهو أحد التلامذة يتشارك مع اثنين من زملائه , وكان طعامه اليومي وعلى مرّ السنة ( كشك ) فصار زملاؤه ينادونه ( كشك ) بدلاً من اسمه الحقيقي ، وهذا في النهاية أزعجه وآلمه كثيراً ، فشكا أمره للمدير .
وفي صباح اليوم التالي ، قصد المدير الصف حيث سامي ، فوقف الجميع وبدأ المدير بالكلام :
أحد زملائكم يتضايق من سخافاتكم وسخرياتكم ، بحيث أمسى الجميع ينادونه بغير اسمه الحقيقي ، وهذا عيب وفيه نوع من السخرية ، فأطلب من الجميع أن يتوقفوا عن ذلك وأن يخاطبوه أو ينادوه باسمه الحقيقي ( سامي ) .
وكل من بفعل عكس ذلك أو يخالف التعليمات هذه سيعاقب عقاباً شديداً فاحذروا .
مضى أسبوع ، أسبوعان ، وسامي لم يتقدم بأي شكوى أو احتجاج لدى الإدارة ، فاستدعاه المدير يوماً وسأله : شو يا سامي هل هناك من أحد يناديك بـ ( كشك ) ؟
أجابه سامي : لا يا حضرة المدير ، لا ينادوني بهذا اللقب ولكن النظرات شيئ مخيف .
( فالتطليعا تطليعة كشك ) .