الدكتور مازن عمر فرّوخ
في 1/1/1987، وبعد أن نفّذت المقاومة عملية نوعية ضد موقع للعدو الصهيوني وغنمت منه دبابة، خرج المسؤولون لإستقبال الدبابة والمجاهدين في بيروت، فسقطت قذيفة من الجبل (أثناء المعارك الداخلية في المخيّمات)، قرب سيارة كان يستقلّها خمسة أشخاص.. فاستشهد منهم الدكتور مازن.
كان الدكتور مازن فرّوخ أحد ابرز قادة الدعوة الإسلامية في لبنان، وعمله الدعوي ومحاضراته كان ينتظرها الناس ويتحرون عن مكانها، ويسعون لحضور خطب الجمعة التي يُلقيها في المساجد، ليس لأنه جهوري الصوت بل كان خفيض الصوت جهوري العقل في كلماته.
والده أبرز رواد الأدب العربي في القرن العشرين(الدكتور عمر فرّوخ) قد رأى فيه النجابة فركّز عليه في تعليمه، وعلّمه الرياضة والأدب والموسيقى، فكان عازفاً ماهراً على الكمان.
سافر في أواخر الستينيات إلى لندن، حيث أراد أن يتخصص في الفيزياء النووية، وكان ناصرياً يومها، وهناك إلتزم .
كان نحيلاً ولكنه كان يمارس نشاطه الرياضي مع إخوانه، وكان لباسه مميزاً لم يكن أحد غيره يرتديه، فهو لم يُرد أن يرتدي العباءة لأنه ليس شيخاً، ولكنه كان أستاذ فيزياء في الجامعة اللبنانية فارتأى ان يفصّل أثوابه الشتوية والصيفية للركبة (مثل الترانشكوت).
إشتهر في لبنان بدور أشبه بدور الدكتور زغلول النجار، ولكن على مستوى محلي، كان شديد الإعتزاز بإلتزامه، واشتهر في القنوات التلفزيونية كخبير في الاعجاز العلمي في القرآن.. غير أنه كان ينفي بعض ما كان يتردد من مبالغات في هذا المجال.. أي كان عقلانياً في طرحه.. وكان يحذر من التمادي في هذا الموضوع.
كتب سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن -بالتناوب- مع الدكتور محمد علي البار في مجلة الأمان اللبنانية.
تخصص في الفيزياء النووية، وكانت رسالته نقضه لجوانب من نظرية أينشتاين . وعندما عاد الى لبنان عمل في التدريس في الجامعة اللبنانية، حيث لم يكن يألو جهداً في الدعوة حتى في قاعة المحاضرات.
واشتهرت عنه عبارة رددها أكثر من مرة في التدريس.. فعندما كان يتحدث عن دقة الكون والنظام الكوني كان يتبع كلمته (ويقولون: صدفة!!). وكان هذا في زمن اُغتيل فيه الشيخ أحمد عساف وغيره رحمهم الله.
الدكتور الشهيد حضر إلى برجا الشوف أْكثر من مرة ، وكانت له مناسبات زار فيها جامعها الكبير وخصوصا في احتفالات الطلاب والشباب في أْواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
بعد السلام والإحترام أقول لكم بارك الله فيكم على كل مجهود بذلتموه في خدمة لغة أهل الجنة
تعرفت على الدكتور الشهيد مازن في لندن عام 1974 وقضيت معه شهورا عديدة حيث كنا نصلي معا ونقضي كل اليوم سوية حتى انني كنت ابات بعض الليالي عنده ونصلي الفجر جماعة
وقد زرته في بيروت في صيف عام 1975 ومكثت معه بضعة ايام .
لم اعلم باستشهاده الا عام 1995 ، رحمه الله واسكنه في عليين