هلْ لقطينه لهلْ الخلقينه
سعيد محمد الشمعة (1892 – 1963) والدته صالحة خالد الجنون ، رجل ذكي ، ولكنه فقير مادياً ، ونادراً ما يجتمع الذكاء والغنى . كان بائع قماش متجوّلاً ، وكانت زوجته خديجة درويش خزعي أحياناً تمازحه قائلة : يا بو محمد سعيد . فيجيبها : هه ، فتقول له : لو الله حطّلك تحت المخدة ليرتين دهب كل يوم شو بيصير ؟ فكان يجيبها : اسكتي يا مرا ، لو بدا تشتي زلابية ، كانت غيمت عجين .
أبو محمد سعيد هذا ، نزل ضيفاً عند رجل في إحدى القرى البعيدة عن برجا . وفي الليل ابتدأ السمر والسهر بين صاحبنا وصاحب الدار . سأله سعيد البرجاوي : يا أبا فلان … ألا تحب الأسفار ؟ وهل سافرت في زمانك ؟
فأجابه المضيف : نعم ، سافرت كثيراً وشاهدت مناطق عديدة في أرواد وقبرص ومصر والسودان … وأروع شيء وأعجبه كان في أرواد … لقد شاهدت حوالي ألف رجل يتحلقون حول قطعة معدنية ، وفي يد كل منهم مطرقة كبيرة ، وكل واحد يهوي بمطرقته على هذا المعدن . سألت : ماذا تصنعون ؟ فأجابني بعضهم : نصنع خلقينة .
وبعد مضي عام وأثناء عودتي من قبرص مررت بتلك الجزيرة أرواد وشاهدت عجباً . خلقينة محيطها 1000 متر تقريباً يا أبا محمد !
كان سعيد يسمع حديث مضيفه وفكره شارد ، فهو لم يصدق ما سمع ولكن أدب الضيافة واللياقة يمنعه من الجهر بما يظن .
وهنا سأل المضيف ضيفه : وأنت يا أبا محمد هل سافرت كثيراً ؟ وما هي أغرب مشاهداتك .
وجاء الفرج للبرجاوي وقال : نعم . سافرت وشاهدت ، وأغرب ما شاهدته كان في بستان على نهر الأولي يملكه أحد آل صاحي . لقد زرع في بستانه لقطينة –يقطينة – كانت في اليوم الأول بذرة صغيرة ، بعد أسبوع مررت ، شاهدتها وكأنها بطيخة ، وبعد شهر مررت فإذا مجرى النهر مسدود ، وسبب انسداده هو أن تلك اللقطينة كبُرت وكبُرت وكبُرت إلى أن سدت مجرى النهر !
فصاح المضيف قائلاً : ولو يا برجاوي … وهل هناك يقطينة بهذا الحجم ؟ فأجابه سعيد على الفور : نعم . ” هيك خلقينه بدا هيك لقطينة ” !!!
المرجع : كتاب الحياكة البرجاوية للشيخ جمال بشاشة نقلاً عن الأستاذ مصطفى عبد السلام الزعرت .
ههههههههههههههه حلوه وطريفه جداا