كتب يونس شريف حمية : التاسع والعشرون من نيسان من العام ألفين واثنتي عشرة ، تاريخ لن ينساه الكثيرون من أبناء بلدة برجا الشوفية ، تاريخ سيتحدث عنه كل برجاوي على مدى أيام وأيام . تاريخ حفر في الذاكرة البرجاوية والوطنية .
التاسع والعشرون من نيسان ، تاريخ العرس البرجاوي الوطني الجامع .
تاريخ جعل أهالي برجا يشعرون بأن هناك ما يمكن أن ينتشلهم من الأحاديث في السياسة والهموم اليومية .
تاريخ مهر بالفرحة ساحة العين وكل ساحات وأحياء وبيوت برجا .
تاريخ أكد عكس كل الذي يقال عن أن شباب برجا انحرفوا باتجاه العدم .
تاريخ يؤكد مرة جديدة أن برجا كانت ولا تزال وستبقى بلدة الشباب والشابات ، بلدة الحب والالفة ، بلدة الإبداع والرقي ، بلدة الضيافة .
التاسع والعشرون من نيسان ، تاريخ أحيا في ذاكرة البرجاويين مؤسسات عملت على بث روح التفاعل والإنصهار بين مكونات المجتمع البرجاوي كنادي الديماس الاجتماعي ومجلة الاقليم وأول بيت التراث .
تاريخ التاسع والعشرين من نيسان أكد لكل مشكك بأن من كان وراء رالي بيبر المعلومات العامة ، هذا العمل الجبار يستأهلون كل الدعم حتى ولو كانوا لا ينتمون إلى منظمة أو حزب أو تجمع رسمي كما كان مطلوباً ليتم دعمهم ورعاية نشاطهم .
لقد أكد القيمون على هذا اليوم التاريخي أن برجا ما زالت حية ، تنبض بالحياة رغم كل محاولات وأد مؤسساتها وأفرادها وجماعاتها بإلهائهم بالصغائر الطائفية والمذهبية والحزبية والعائلية .
لقد أراد المنظمون لرالي بيبر برجا الأول للمعلومات العامة لهذا النشاط أن يكون فسحة من نوع آخر لأهالي برجا خاصة وللمشاركين فيه من أبناء الوطن من كل الطوائف المذاهب فسحة تبعدهم بعيداً عن هموم السياسة والسياسيين واخبار الدمار والحروب .
لقد أراد المنظمون من هذا اللقاء الثقافي المعلوماتي الجامع تعريف الشباب اللبناني على بلدة برجا برجا الثقافة ، برجا التاريخ ، برجا التراث ، برجا المتميزة دائماً بناسها وبلهجتها . ،
جميل جداً أن تسمع من المشاركين في الرالي من خارج برجا رغبتهم في أن يأتوا كل يوم إلى برجا .
جميل جداً أن تسمع بأن أهالي برجا بضيافتهم وحسن استقبالهم أنسوا المشاركين تعب المشي والركض .
جميل جداً أن ترى كل أهالي برجا يشاركون ويساعدون الفرق ويقدمون لهم التسهيلات .
جميل أن تشعر بأنك تساهم في إضفاء البهجة والسرور على وجوه الأهالي .
أكثر من مئة شاب وفتاة من خارج برجا وأكثر من مئتين شاب وفتاة من داخل برجا حضروا في هذا النهار وشبكوا حلقات الدبكة وسألوا وركضوا وتنافسوا وتعاونوا وعرقوا وتعبوا وفرحوا .
كل شيء في هذا النهار كان جميلاً ، من المنقوشة إلى قهوة عبدون ، إلى الكلمات والتعليقات ، إلى الديبكة والغني والرقص ،إالى الفرق والمشاركين ، إلى المواهب التي طبعت الحفلة الختامية ، إلى المحطات والأشخاص في المحطات ، إلى الأسئلة والألغاز والكلمة السرية والبوسترات والإعلانات واليافطات حتى مبنى الوقف في ساحة العين … لو كان له لسان لنطق وقال : لا تخرجوا مني وتتركوني للنسيان .
كل شيء كان جمبلاً . المشاركون من الجمعيات من اللادي ، من الدلتا ، من الأمل والعطاء ، من الحزب الشيوعي اللبناني ، من راشيا ماراتون ، من برجا ، من أهالي عبا من الجنوب الصامد ، من برمانا ، من عاليه وبعلبك ، من طرابلس والإقليم .
كل شيء كان جميلاً ، قادة الفرق السوبر فايزر المساعدين ، الجمهور المتفاعل ، المصورون ، المفرقعات النارية ، العجقة ، شرطة البلدية ، القوى الأمنية ، الجيش .
هنيئاً هنيئاً لبرجا بهذا اليوم ، بهذا العرس . هنيئاً للمنظمين والداعمين والراعين . هنيئاً لنا ولكم جميعاً .