فليرحل العاجز !
طالب شيخ الجامع الكبير في برجا الشوف جمال بشاشة , المجلس البلدي بالرحيل لعجزه عن القيام بشؤون البرجاويين ورعاية مصالحهم , وذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها في 25 شوال 1432 الموافق 23 أيلول 2011 , ومما جاء في الخطبة : ” من عناصر الإيمان إماطة الأذى عن الطريق ، فالطرق والدروب والأزقة في مجتمعاتنا ينبغي أن تكون خالية من القمامة والقاذورات والنفايات ، ممهدة السير ، موفورة الشارات التي تنظم المرور وترشد الغرباء .
الحيوان وحده هو الذي لا يبالي أن يسير على الأشواك أو يقفز فوق الحفر .
من ينظر إلى قرى وبلدات لبنان في كثير من المناطق يحسد أهلها على جمال الطرق ونظم المرور وعلى ترتيبها وتنسيق جوانبها … ولا ندري لماذا لا تتوافر هذه الآداب والجماليات عندنا .. وكأن الناس في تلك القرى والبلدات قد عادوا الآن من درس سمعوه من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في النظافة والترتيب والنظام وهو القائل : ” إن الله جميل يحب الجمال ، وكونوا كأنكم شامة بين الناس ” .
نحن تعودنا أن المسؤولية عندنا تصريحات فارغة … وأن الإسلام كلام لا نظام ، وشعارات وهتافات لا عمل ولا جهد ، وقشر لالباب فيه ، ومن ثم لم نحسن الانتفاع بما لدينا من تعاليم وإمكانيات .
الدين إيمان واستقامة ، فإذا ضعف اليقين في الأفئدة وتسرب الإعوجاج والإنحراف إلى الأعمال ولا دين ولا من يحزنون .
كان اليهود يفرطون بواجب النظافة والجمال فحذّر النبي من التشبه بهم فقال : ” إن الله جميل يحب الجمال ، طيب يحب يحب الطيب ، كريم يحب الكرم ، فنظّفوا بيوتكم وطرقاتكم ولا تتشبهوا باليهود ” .
عناية الإسلام بالنظافة والصحة جزء من عنايته بقوة الأمة المادية والأدبية ، والدين يريد أمة تجري في عروقها دماء العافية وتمتلىء قوة ونشاطاً .
من الأمور التي تجلب على فاعلها اللعنة قال عنها النبي : ” البراز في الموارد – في مورد عيش الناس – وقارعة الطرق والظل ” . وقال : ” من آذى المسلمين في طرقهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ” .
شوارعنا وطرقاتنا هي مرآة بيوتنا ، مرآة نفوسنا ودواخلنا ، وهي أول ما يراه زائر بلدتنا ، ولا ندري لماذا هي مهملة ومنكوبة ؟ وكما نلاحظ غياب وانعدام أي مظهر من مظاهر التوعية والإرشاد البيئي . إلى هذه الدرجة وصل الإفلاس ؟ هل أستسلمنا لواقعنا الموبوء الكارثي على صعيد النظافة والبيئة ؟ من أراد أن يعرف أي مستوى نحن فيه من التخلف ومن العمل البلدي الذي به نفاخر فليمر بأول برجا تحت الشير أول مفرق التربة , وليتنشق الروائح الكريهة المنبعثة من مكبات البلدية ؟ ولمن يريد أن يتعرف أكثر فلينزل إلى العين على ساحة العين وليرى بأم عينه مستوى العمل الإنمائي . العين التي كانت حياة برجا وعليها تدور حيويتها ومصالحها , وفيها يتأمل الدرك الهابط الذي وصلت إليه إنجازات المجلس البلدي .
ولمن أراد المزيد فليمر كل يوم في الدروب والأزقة حول جامعنا الكبير هذا ، ولير بأم عينه القاذورات وأكياس القمامة تزنره وكأنها متفجرات تريد أن تهده وتهدمه ، مع أن في سراي أكثر من 50 مستوعباً للنفايات ! ربما نخاف عليها أن تعتق ، فخليها جديدة .
في تاريخنا القريب كانت لبلدية برجا الشوف الهيبة والوقار والإحترام ، كان الشيخ محمود البربير رئيس بلدية برجا منذ قرابة 80 سنة ، من العام 1925 إلى العام 1934 ، يدور على حارات برجا الثلاث ، العين والجامع والبيدر ، ويحدد لكل امرأة من نسائها الحيز والدرب التي ينبغي عليها تنظيفه والاهتمام به من دارها إلى دار جارتها .
النظافة إن لم تكن خياراً يلتزم به المواطن طواعية كان على السلطة المحلية البلدية إلزامه به ومحاسبته عليه بعد أن تضع له الحلول في معالجة مشاكله .
نحن نطالب بتطبيق قانون النظافة العامة والذي ينص فيما ينص : أن كل الأملاك العامة من طرقات وغيرها لا بد عند إشغالها من إذن البلدية … مياه الشطف على الطرقات من المنازل والمحلات ، الصور والإعلانات وتعليق المنشورات على الجدارن والساحات … البقايا الزراعية وبقايا الملاحم والخضار وفضلات المحلات التجارية على جانبي الطرق والساحات .
أيها البرجاويون : هل يعقل بعد 14 سنة من العمل البلدي أن نظل نتحدث عن الزبالة في الشوارع والطرقات والأزقة ، إلى هذه الدرجة ماتت الهمة وساد العجز والتصحر !
ونحن لا نكل ولا نمل من ترداد ورفع شعار ” برجا تتحدى فلاناً وعلاناً ” والواقع أن برجا تتحدى نفسها وتنهش في لحمها .
كلنا مسؤولون ولن نسكت على كل من يعبث بحاضر بلدتنا ومستقبل أجيالها ويفرط بشؤونها … نقول لكل من يتصدر للمسؤولية العامة والأهلية في برجا : إننا في عجلة من أمرنا للحاق بركب البلدات التي تشق طريقها واثقة تجاه المستقبل … والعاجز عن النهوض بأحوالنا فليقعد في بيته ” .