برجا الشوف تكرّم الخطيب وفاءً وعرفانا
كرّمت برجا الشوف والهيئة التعليمية في ثانويتها الرسمية الناظر العالم الأستاذ حسيب منيب الخطيب لمناسبة إحالته على التقاعد، بحضور أئمة المساجد ورئيس البلدية ومدراء المدارس والثانويات والمخاتير والهيئات التعليمية ووجوه وشخصيات وطلاب الثانوية. ولفت الأستاذ خالد الشمعة إلى أن عيد المعلم تزامن مع حدث فيه غصة وحرقة ولوعة وهو إحالة الناظر العام حسيب الخطيب إلى التقاعد.
وألقت الطالبة ريان الكجك كلمة طلاب الفرع الفرنسي، فأشارت إلى أن المربي الخطيب كان والداً ومرشداً وموجهاً، فيما ألقت الطالبة زينب صالح كلمة طلاب الفرع الإنكليزي.
وتمنى الأستاذ جمال محمد نور المعوش على رابطة التعليم الثانوي أن تضع برنامجاً ترفيهياً للمتقاعدين. ولفت الحاج سليم محمد ترو باسم مجلس الأهل إلى أن الخطيب كان مراقباً ناجحاً وعيناً ساهرة على الطلاب.
وتحدث عميد المعلمين ومختار برجا الأستاذ محمد علي دمج عن عطاءات المكرّم التربوية. وأكّدت الطالبة ناديا الهاشم أن كلمات الخطيب ستبقى محفورة في الطلاب، بينما شدد رئيس البلدية على أهمية التمسك بالعلم الذي ينير الدروب في الحياة. وقال مدير الثانوية الأستاذ عمر جميل الخطيب إن المكرّم شريكه في المعاناة وفي تحمّل المسؤوليات.
وأوضح المحتفى به أن علاقته بالطلاب كانت علاقة الأب بالأبناء وعلاقته مع الأساتذة علاقة أخوة. ثم قدّم مدير الثانوية للمربي الخطيب وساماً ودرعاً باسم الثانوية.
فيما يلي النص الكامل لكلمة الأستاذ الثانوي جمال محمد نور المعوش:
” ضيوفنا الكرام الزملاء والزميلات طلابنا الأعزاء تحية لكم جميعاً . نجتمع اليوم لنودع الناظر العام في ثانوية برجا الزميل الأستاذ حسيب الخطيب للإحالته على التقاعد ، ويصادف في هذه الفترة ايضا عيد المعلم فكل عام وأنتم بخير .
إنها مصادفة جميلة ان نحتفل بعيد المعلم ونكرم الأستاذ حسيب لما تحمل من معاني وعبر تتعلق بالمعلم وبدوره الإجتماعي ، حيث نتكلم عن زميل هو منا، لابد أن نختصر مسافة الإنحياز ، ولكن حين يكون الاستاذ حسيب موجها ومربياً لأجيال تعاقبت تصبح المسألة حميمة وبشكل مؤثر أكبر.
بالامس غادرنا الأساتذة عدنان وعلي ونبيه كما غادرتنا الأستاذة ندوة حوحو , واليوم يغادرنا الأستاذ حسيب , وبعدها يغادر مديرنا الأستاذ عمر الخطيب . وهكذا تمضي الأيام وتمضي الحياة ونمضي معها, لا نستطيع أن نغيّر في هذا المسار , وهل يملك النهر تغيرا لمجراه ؟؟ نودعكم ولا نودع, فكيف يودع المرء من أعز ومن أحب.
في لحظة الوداع يستسلم الإنسان لعواطفه وأحاسيسه مستعيداً شريط الذكريات الطويل . عندما غادرنا الزملاء في وقت سابق كنا نكرمهم ونظرت في وجوه الزميلات فرأيت دموعهن, فهل رأيتم دمعاً يقول كلاماً ؟ نعم إنه تعبير عما يجيش في الخاطر من حب وتقدير.
ليست رفقة العمل مسالة ظرفية آنية ، إنها عِشْرة العمر بحلوها ومرها , لذلك يطغى فيها حديث العاطفة على ما عداه . لن أعدد المزايا والخصال فهي كثيرة ، بل سأتوقف عند ما قالته إحدى الطالبات في أحد الصفوف و كنت أعطي فيها درساً عن المدرسة و التربية والتعليم ,دخلت في نقاش مع الطلاب حول تقييمهم لعمل الإدارة والأساتذة و علاقتهم بهم . وقفت هذه الطالبة و قالت : أنا مع الأستاذ حسيب في أسلوبه و طريقته في توجيهنا , انه قاس لكنه عادل ، ثم أردفت قائلة : لقد قلت لنا أيها الأستاذ في سياق الدرس إن عملية التربية لا تستقيم الا بالقسر والاجبار لأن الإنسان بطبيعته أناني ولا حدود لرغباته ، فكيف إذا كان الإنسان لا يزال طالباً وفي سن المراهقة ؟ ثم أكملت : في هذه الحال تصبح القسوة مشروعة ، أما العدل و العدالة فهما حكمة الحياة وميزانها ، وأكملت : ما شعرنا يوماً أن الأستاذ حسيب يعامل هذا غير ما يعامل ذاك , الكل سواسية أمام القانون والنظام . أثنيت على موقفها وجرأتها ، فحضرني على الفور قول أحد فلاسفة القانون : القانون يضبط الناس ويردعهم لكنه قطعاً لا يغيرهم، لأن مسألة التغير تخضع لذات الإنسان ولعامل الزمن والظروف .
سُئل أحد رجال القانون مرة ما الذي يسعدك ؟ رد قائلاً : أن أرى الناس تلتزم تنفيذ القانون الذي وُضع من أجل سعادتها وهنائها.
لن ننسى الأستاذ حسيب فهو سيبقى معنا ، غداً سنزورغيابه ، وسنجده حاضراً في أشيائه الكبرى والصغرى ، في الأروقة والممرات في عيون الأساتذة والطلاب . سوف نتذكر أحاديثنا ، طرفة من هنا وموضوع علمي وتربوي من هناك .
لو قُدّر لهذه الجدران أن تتكلم لرفعت الصوت عالياً وأشارت مفاخرة بما حققه الأستاذ حسيب . أيها الأعزاء : إن أكثر ما يمكن أن يُسعد المتقاعد هو أن يترك أثراً طيباً حيث كان ، لأن هذا الأثر يبقى على كل شفة ولسان ، تتناقله الأجيال في كل زمان ومكان ، فالحياة مستمرة ومتجددة وتدور دورتها ، وما في القلب يبقى يقينا .
أخيراً أيها الأعزاء نتمنا على رابطة أساتذة التعليم الثانوي أن تضع ضمن أهتماماتها إضافة إلى المطالب المعيشية المحقة للأستاذ برنامجاً للمتقاعدين من خلال إقامة النشاطات والرحلات الترفيهية ، لكي تُبعد المتقاعد عن حياة العزلة والملل التي تثقل أوقات فراغه ، وتشعره بالرضا والسعادة فيما تبقى له من أيام . إن ترك المركز لا يعني أبدأ فقدان الدور ، ولا يعني الإستقالة من الحياة ، بل أنه استمرار للدور ولكن بشكل آخر من خلال خدمة المجتمع وقضاياه ، ولا أظن الأستاذ حسيب مقصراً في ذلك .
تحية إلى الأستاذ حسيب وإلى كل الزملاء المتقاعدين ، سنذكرهم دائماً وهم في البال ، سنبقى نحن نحمل راية العلم والتربية تتأبط الكتاب وتمسك بالقلم ، فهو سلاحنا لأن العلم والمعرفة هما الأساس في إستمرار الأمم وفي تقدمها ورقيها .
إقرأ كتابك فالحياة سرابُ إن لم يقدها في الدروب كتابُ “
الأستاذ حسيب الخطيب رمز الحرص على الحقل التربوي في بلدة برجا عرفته ناظرا رصينا لايعرف التهاون إليه سبيل . له منا كل الإحترام والتقديرونتمنى له دوام الصحة والعافية
سلام الى الاخ العزيز الشيخ جمال من المانيا