شيخ الأزهر يطالب بإنقاذ الصومال ويحذر إسرائيل
طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر , الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم بإغاثة الصومال ، مؤكدًا أن الإنسانية مطالبة بمساعدة الصومال ؛ حيث إن فتات الطعام في البلاد الغنية العربية والغربية قد تكفي لإنقاذ شعوب كثيرة مثل الصومال .
وأوضح خلال لقائه جوزيه غرازيانو داسيلفا الرئيس البرازيلي السابق والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن ما يحدث في الصومال جريمة ووصمة عار على الحضارة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين .
هذا وناشد الإمام الأكبر حكام العرب عامة وحاكمى سوريا واليمن خاصة ، أن يستجيبوا لإرادة شعوبهم فى الحصول على حقوقهم المشروعة ، وقال : على الحكام أن يتذكروا أن كل قطرةِ دمٍ تُراقُ من دماء المسلمين أغلى من كل مناصب الدنيا وسلطاتها .
وأضاف الإمام الطيب بيان صادر عن الأزهر الشريف أن الأزهر ، انطلاقاً من واجبه الإسلامي والقومي والوطني ، خاصة فى تلك الظروف الدقيقة التى تمر بها شعوبنا العربية فى مرحلتها الجديدة وتَكتبُ فيها صفحةً حرةً من تاريخها الممتدّ فى هذه المنطقة المركزية من العالم ، يتوجه إلى الحُكّام العرب بالنّصيحة التى أمرنا بها النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى قوله الشريف: ” الدين النصيحة ، “قلنا : لمن ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ” ، ويطالبهم وأن ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) كما قال ( الصادق المصدوق ) ، صلى الله عليه وسلم ، مذكّرُهُم الأزهر بموقفهم بين يدي رب العالمين ومحاسبتهم عن شعوبهم فرداً فرداً يقول تعالى : ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ صدق الله العظيم .
ويناشد ” البيان ” شعوب العالم العربي ، خاصة فى اليمن وسوريا – وهى تطالب بحقوقها فى حراكها الراهن – ألّا تخرج عن نهجها السلمي الذى بهر العالم وأثمر ثمرته الطيبة فى مصرَ وتونس ( والله تعالى يعطى على الرفق ما لا يعطي على العنف) كما جاء فى الحديث الصحيح أيضاً .
كما أكد ” البيان ” أن الأزهر ينادى الشعوب العربية أن يعملوا جاهدين على الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي لأوطانهم ، ويضربوا المثل فى مراعاة العدل والإنصاف وسيادة القانون ، بما يتفق مع حضارتهم ومع روح الإسلام الحنيف ، وألا يمكنوا المترصدين من أعداء العروبة والإسلام من اختراقهم والعبث بمقدراتهم ومواردهم ، فما وجدتم ولا وجدنا من هؤلاء الأعداء إلا الأنانية والاستغلال .
ونصح الأزهر أولي الأمر فى البلاد العربية والإسلامية ، فى بيانه ، أن يفطنوا إلى أن شعوبهم اليوم إنما تطلب الكرامة ، والمساواة ، والديمقراطية والشورى فى تقرير المصائر ، ومحاسبة المسئولين وضبط الموازنات ، وفى هذا رحمة بالجميع ، وحفاظ على السلم الاجتماعي ، ونهوض بالإصلاح ورعاية لحقوق الحاكم والمحكوم ، وقضاء على التدخلات الأجنبية المغرضة ، والحكيمُ من قام بالإصلاح دون أن يطالبه به أحد .
إنها منعطفات تاريخية تستوجب اليقظة والحذر ، والإخلاص والتجرد ، والإفادة من التجارب ، والنظرة المستقبلية البعيدة لهموم الأمة وقضاياها الكبرى ، ومصائرها التاريخية المهددة ، وأمتننا فى حاجة إلى جهد كل فرد من أبنائها فى صراعها التاريخي ضد أعدائها فى الداخل والخارج .
وحذر الأزهر فى بيانه ، خاصة بعد الأحداث الأخيرة على الحدود المصرية ، من غضبة الشعب المصري الأبي ، الذى فاض به الكيل من تصرفات العدو الذى لا يراعى العهود ولا المواثيق ، وينذره بيوم الحساب على ما اقترف من جرائم فى الماضي والحاضر، مضيفاً أن الأزهر يحيي القوات المسلحة وقوات الشرطة ويشد على أيديهم ويترحم على شهداء الوطن ويتقدم بالعزاء لأهلهم وذويهم .
كما يحيى الأزهر شباب مصر الثائر الذين انتفضوا لكرامة وطنهم ، ودماء إخوانهم ، وأبدوا من الوعي الحضاري فى رفضهم للتصرفات الهمجية العدوانية ما لفت أنظار العالم إلى روح مصر الجديدة الثائرة ، والتى سوف تضطر المعتدين إلى أن يحسبوا لها ألف حساب ، ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَى مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
وأضاف ، إنى على ثقة أن مصر بكل أطيافها ، وفصائلها ، وأحزابها وائتلافاتها تجتمع الآن يدًا واحدة ، وصفاً واحداً ضد الصلف الكريه الممقوت ، والعدوان الجائر الظالم . ونقول لهؤلاء اللاعبين بالنار : إن مصر اليوم غيرها بالأمس ، وإنها تقف لهم بكل قواها شعباً وقادة بالمرصاد ، ليدركوا أن الدم المصري والعربي أغلى من أن يذهب هدراً بلا قصاص .
وأضاف البيان ، أن الأزهر الشريف أصدر وثيقة لبناء المستقبل ، على أسس شرعية تراعى ظروف مصر الراهنة ، وهى فى الوقت نفسه تحوي أصولاً عامة ، وقيماً مشتركة ، تصلح للاستهداء بها فى بناء المستقبل المشترك الذى ننشده جميعاً ، ونسعى إليه بكل عزم وتصميم ، وإذا صدق العزم فقد وضح السبيل .
وهنأ البيان الشعب الليبي على ما كتبه الله لهم من نصر وتأييد ومستقبل زاهر بالحرية والعدالة والديمقراطية ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ . مؤكداً أن سفينة النهضة العربية قد أقلعت وعلى كل المخلصين أن يبلغوا بها بر الأمان ، لنستأنف – متساندين متعاضدين – مرحلة جديدة من حضارتنا العريقة بإذن الله .