الدكتور كمال دمج يوقع كتابه القانوني الثاني
كتب الأستاذ ربيع كمال دمج : قبل أن أبدأ الحديث عن وقائع حفل توقيع الكتاب ، إسمحوا لي بمقدمة وجدانية أصف فيها شعوري وأنا بعيد جسدياً عن هذا الحدث الذي أعتبره شهادة تقدير ووفاء من الحياة لوالدي ” كمال عبد الرحمن دمج ” نعم , إن شهادتي فيه مجروحة كما يقال . لكن دعوني أعطي نبذةً عن حياته التي ما زال يتخطى صعابها بمفرده فهو من جدّ وكدّ في صغره لتأمين مصاريف دراسته حتى انتسابه إلى كلية الحقوق عام ١٩٧٦ , لكن كما لم يعد خافياً على الجميع أن لبنان خلال هذه الفترة (١٩٧٥ ــ ١٩٩٠) كان يرزح تحت وطأة الحرب الأهلية ومن ثم الإجتياح الإسرائيلي , وفي ظل هذه الظروف ناداه واجبه الوطني وترك المقاعد الدراسية وانضم إلى المقاتلين على جبهات الصمود والتحدي ، وسرعان ما تحول إلى قائد لجبهة المقاومة اللبنانية في جبل لبنان ، وتوج عمله العسكري بعملية وادي الزينة الشهيرة التي أدت إلى مصرع وجرح العشرات من جنود العدو الإسرائيلي . في خضم هذه الأحداث كوّن عائلة مؤلفة من ثلاثة أبناء ، وبعد مضي الأعوام لم يقف سنه المتقدم نسبياً عائقاً أمام دخوله الميدان الجامعي من جديد ففي العام ١٩٩٦ عاد وانتسب إلى كلية الحقوق الفرع الأول وتمكن من الحصول على الإجازة في أقل جهد ممكن , ولكن شغفه وحبه للعلم دعاه ليكمل الطريق فدخل في مجال الدراسات العليا إلى أن نال شهادة الدكتوراه في العام الماضي .
لذلك فإن موضوع الكتاب مأخوذ من رسالة الدكتوراه تحت عنوان : “الحقوق والضمانات الدستورية لأعضاء البرلمان في فرنسا وفي لبنان ” دراسة مقارنة . وهذا الكتاب هو الثاني له في المجال القانوني بعد كتابه الأول الذي حمل عنوان : ” النزاعات الإنتخابية في لبنان ” .
وأنتقل الآن إلى أجواء حفل توقيع الكتاب الذي تم برعاية ” أهل العلم والأهل والأصدقاء ” نهار الثلاثاء الواقع ٧ حزيران ٢٠١١ في مدرسة المستقبل ــ برجا في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً وبحضور عدد من الفعاليات والنخب المثقفة في برجا والجوار ، وقامت الدكتورة راغدة كمال دمج بتعريف الحفل وتوالى على المنبر كل من :
مربي الأجيال المختار محمد علي دمج الذي أشاد بالتاريخ الطويل للدكتور كمال دمج وهنأه على مسيرته الطويلة في العطاء على المستوى التربوي والنضالي بحيث انتصر في معركة إثبات الذات .
ثم كانت كلمة للأستاذ محمود سعيفان تكلم فيها عن عطاء أبناء برجا في شتى الميادين وخاصة في المجال الثقافي ، كذللك تحدث عن ولادة اللقاء الشعري وأبدى إعتزازه بالإنتماء إلى لقاء يكون الدكتور كمال دمج أحد أعضائه .
ثم تكلم الدكتور خضر العبدالله رئيس رابطة الأساتذة الجامعيين في إقليم الخروب , أشار خلالها إلى ضرورة إحياء العمل الثقافي ، وحيا الدكتور كمال دمج على إضافته كتاباً للمكتبة العربية وداعياً إلى إمتلاك كل أبناء الإقليم لهذا الكتاب القيم .
من ثم كانت هناك كلمة لعميد كلية الحقوق في جامعة الحكمة الدكتور مارون البستاني الذي نوه باختيار موضوع الكتاب بحيث أصبح مرجعاً قانونياً يلجأ إليه لمعرفة حقوق وضمانات ممثلي الأمة , وأضاف أن معرفته بالدكتور كمال دمج لم تكن في مرحلة الطفولة ولا في نفس البلدة ، إنما من خلال محطات نضالية على كل المستويات , واليوم وبعد قراءتي لكتابه زادت قناعتي بكفاءته وإبداعه وقدرته على طرح الأمور بموضوعية ونقدية بناءة .
وكان الدكتور كمال دمج أخر المتكلمين في هذا الحفل حيث بدأ كلمته بتوجيه كلمة شكر للإدارة ومدير مدرسة المستقبل , متمنياً أن يبقى هذا الصرح منارة للعلم والتربية ومركزاً للنشاطات الثقافية والإجتماعية .
من ثم توجه إلى الحضور بكلمة شكر واصفاً إياهم بالرئة التي يتنفس منها ، والركيزة التي تمنحه القوة والعزيمة على الإستمرار في مسيرته الثقافية . من ثم تكلم عن المعاناة التي يعيشها الوضع الثقافي اليوم بما يلي :
” ما سألت عاملاً في حقل الإنتاج الثقافي ، إلا كان محبطاً من تجارب المجتمع مع ما قدمه من إنتاج , إن في المجال الأدبي أو في المجال القانوني حتى بات بعض المثقفين يعتبرون أن الإقدام على نشر كتاب هو مغامرة أو عيب ، مع أن العيب هو أن لا يوقع في كل أسبوع ديوان شعرٍ أو كتاب في المجال الأدبي والقانوني لأن الإقليم خزان للكفاءات والطاقات .
أيها الحضور الكريم : إن الكلمة لا تحتمل الظلمة وهي بحاجة للخروج إلى النور لتوصل المعارف وتضعها بين أيادي القراء وفي متناول الجميع ، لتكون وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع ولتنمي الأذهان وتفتح الآفاق أمام الأجيال الصاعدة , فالكلمة إن بقيت ملكاً لصاحبها تبقى كشمس بلا أشعة وكقمر بدون نور .
فالكتاب اليوم رغم كثرة وتنوع الوسائل التي تنقل المعرفة يبقى الوسيلة الفضلى التي تزيد معارف الإنسان , والمثقف بحاجة إلى الإطلاع على كل جديد ، فهو ينتهي عندما يحس بالإكتفاء , لذا قال مخائيل نعيمة : أفة العالم إدعاؤه بأنه يعلم ، وأفتنا اليوم تتجلى بتركنا الكتاب ” .
وختم كلامه بتوجيه نداء إلى المؤسسات والأفراد ليقّوموا هذا الإعوجاج من خلال وقفة جريئة تساعدنا على الخروج من المعاناة لتبقى الكلمة سلاحاً يحصن الأفراد والمجتمع ضد كل ما يسيئ للقيم والأخلاق .
وأخيراً إسمحوا لي أيضاً بعد أن أتوجة بخالص التهاني وأسمى الأماني بالتوفيق لوالدي العزيز في عمله المتميز هذا ، بأن أنهي كما بدأت بوَصلةٍ وجدانية ولكن هذه المرة بقصيدة شعرية أعتبرها بمثابة عربون محبة ووفاء لأبو زياد .
أبــو زيــاد
أبـو زيـاد الـمجـد رفـع رايـتـوا
إسمو بـيخـتـصر كـل حكـايـتـوا
كـمـال ومـكـمـل واجــبـاتـوا
مـنـو ما حـدا اشـتـكى بحـياتـوا
***
بـــيّ أنــا وبـفـتـخـر فــي
وبـدونُ الـدني مـا بـتسوى شــي
وإذا مـرة عرضت عـلـيه مشكـلـه
بـلاقـي الـحـل بصدى ضحـكاتـوا
***
المسـتحـيل مـا إلـو عـندو مكـان
والخـوف هـيدا انـتـهى من زمـان
وكـل ما بتقرب مـنـو بتحس بأمـان
أمـان الطـفل هـوِ بـيـن أهلاتـوا
***
الـهـدف مهـما بعـد عـنـو قريـب
بيوصـلو بشكـل رهـيـب عجـيـب
بس لبيعرفوا بقول هيدا عنو مش غريب
مـا هـوِ لبتدى من الصفر روايـتـوا
***
خــاض الـحــرب بـعـنـفـوان
ولـنــضـال صـفـى عــنـوان
وإنكـسرت بوجـو هـيـبة العـدوان
لما بوادي الزيـنة حقـق إنتصاراتـوا
***
إســتــاذ تــلامـيـذوا حـبـوا
رفــقـاتـوا مـديــر تـمـنـوا
الـمـستـقـبـل فــيـه شـافـوا
والـمـدرسـة إزدهـرت بـولايـتو
***
تــرك الـجـامـعـه وهــوِ شـب
عــاد رجـعـلا لــمـا صـار أب
لـيسانس دبــلـوم مـاجـسـتـيـر
وبالـدكـتـوراه تـوج شـهـاداتـوا
***
يــا رب إلــي عـنـدك وصــيّ
طــولــي بــعــمـر بـــيّ
تـا نـبـقـى نـحـنـا ويـا سّـويّ
ونـعـيـش بـظـل حـكـمـاتـوا
هذا الشبل من ذاك الأسد
تهانينا الى الدكتور كمال دمج
مبروك للدكتور كمال دمج كتابه الجديد
……….. كلنا نفخر ونفتخر بوجود شخص يوصل الكلمة إلى النور أمثال الأستاذ كمال دمج ، في زمن كما أسماه أن البعض يعتبر أن إصدار كتاب عيبا ولا جدوى منه ………
بداية أتمنى للأستاذ كمال دمج مزيدا من العطاءات الكتابية الحقوقية والوجدانية التي يبرع فيها أيضا … وأذكر أن كان لي شرف زيارته بصحبة أصدقاء وقد أهدانا كتابه الأول وأتحفنا بباقة من أشعاره …
أما ربيع الذي ورث عن والده روح شعرية جميلة فقد سمعنا منه هذه القصيدة في تلك الزيارة وكم كان وقعها وأداؤها معبر ومؤثر بوجود والده ووالدته ………..
….
ليس سهلا ان تكون كاتبا لأنني أعلم علم اليقين أن الكتابة هي فن وموهبة من الله تعالى …
عزّ علييّ أني لم استطع ان احضر حفل توقيع الكتاب، إنشاء الله في توقيع كتاب آخر،
دمت مناضلا” ولسانا” ناطقا” بالحق يا دكتور ابو زياد، وعقبال الدكتوراه لأبو الربوع..
شكراً لجميع، والله يبارك فيكم