الحراك في برجا الشوف , هل هو انتفاضة أم ماذا ؟
كتب موقع الإقليم انفو : منذ أشهر وبرجا تشهد حراكاً شبابياً لافتاً يمكن تشبيهه بانتفاضة بدأت انطلاقتها عبر بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الجريئة التي تتواصل مع هموم مجتمعها وناسها . في هذا الحراك يتطرق شباب وشابات إلى العديد من الأزمات التي تشهدها برجا بسبب إهمال الزعماء والسياسيين والنواب والبلدية ولاسيما سموم البيئة ومن تخلف فظيع عمره عقود في مجال التنمية .
وفي خطبة الجمعة ( 3 حزيران 2011 ) كان لخطيب وإمام جامع برجا الكبير الشيخ جمال بشاشة جملة من المواقف الجريئة ضد العبودية والظلم وخيانة شؤون الناس ، وهي خطبة كان لها ردود فعل مؤيدة واسعة في برجا وإقليم الخروب .
وقد وجه بشاشة انتقادات شديدة للسياسيين والمسؤولين بسبب ” إهمالهم لمصالح الناس وقضاياهم المحقة في العيش الكريم والإنماء الحقيقي , من سموم سبلين إلى مرشة أوبئة شركة كهرباء لبنان في الجية ثم مطمر النفايات الموعود وصولاً إلى العمل البلدي المشلول في برجا ” . وفي الخطبة الثانية حيا بشاشة رئيس بلدية برجا السابق الحاج المهندس سلام عادل سعد لما بذله وهيأه لمشروع ترميم وتجديد وتوسعة جامع برجا الكبير منذ العام 2003 . ومما جاء في خطبة بشاشة :
” ليس هناك أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها ! قال النبي : العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته .
كنا قد تعلمنا في الأزهر الشريف أن السياسة هي فن تدبير ورعاية شؤون الناس , وعندما رجعت اليوم إلى أقوال علماء الأزهر عليهم رضوان الله في أهداف السياسة وجدتها كلها تدور على جلب المصالح للأمة ودرء المفاسد عنها , لذا يقول النبي : من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم .
واليوم أريد أن أسأل : متى نصبح في نظر الرؤساء والزعماء والنواب والسياسيين أهلاً للرعاية وجلب المصالح ودرء المفاسد ؟
متى يضعنا السياسيون على خارطة الإنماء ؟ إلى متى الإهمال والخداع ؟ نعم , الخداع عبودية , ولن نرضى أن نكون عبيداً أو قطيعاً أو ماشية .
منذ اتفاق الطائف والبلاد في كل نواحيها تشهد فورة إنمائية ومشاريع حيوية . الصناديق العربية والدولية والمؤسسات المانحة تجتاح نواحي وطننا العزيز لبنان , إلا برجا ما لحقتها طرطوشة ! ألا نستحق ولو مشروعاً واحداً يشغل عدداً من العاطلين عن العمل من شباب بلدتنا ؟ أم أن برجا نكرة لا أحد يحسب حسابها , وما ينبغي الالتفات إلى مصالحها إلا زمن الغرائز وفورتها وأيام التجييش ؟ إلى متى سيظل السياسيون عندنا والمسؤولون عن شؤوننا راكبي خيل لاسائسين , يحسنون اعتلاء صهوة الجماهير لاقيادتها ؟
هل كتب علينا أن نتجرع السم , سموم معمل سبلين صباح مساء , ويستكثرون علينا بضعة ملايين لوضع فلاتر تقينا شروره ومآسيه ؟ لسان حالهم يقول لنا : موتوا يا أهل برجا , فكثير عليكم هذا المبلغ ! أنتم قطعان لا أكثر ! نعم , موتوا يا أهل برجا بغيظكم , موتوا بسمومنا , فأنتم ما تعرفون إلا القفز على الحبال , وكم هو ممل صراخكم وهتافكم ! هذا هو لسان حالهم تجاهنا .
إلى متى سيظل معمل الجية الحراري مرشة أوبئة وأمراض ما يعرف إلا الله أخطارها وأهوالها ؟ ونحن في الكهرباء والتغذية مثلنا مثل غيرنا ؟ هكذا نحن لا في العير ولا في النفير !
في منطقتنا تغيب البديهيات في أصول البيئة والحياة … ولكن , لن ندع اليأس يقيم فينا , ولكننا نريد المساواة , نريد منهم أن يبتغوا خير العباد لا استعبادهم .
قلنا أكثر من مرة : إن هذا الكم من الإهمال مفجع لنا نحن أهل هذه البلدة ! وهل هذا البلد لم يعد فيه متسع لنا في الإنماء والازدهار ؟
أليس عاراً وطنياً وأهلياً أن تحيق بنا هذه الكوارث من كل جانب , وآخرها مشروع مطمر النفايات , ولا من يسأل فينا , أو يرعى مصالحنا ؟ نريد أيها الناس من حكامنا والمسؤولين عندنا القدرة على الإنجاز , لا التوتر ولا إثارة الغرائز ولا البذاءات والشتائم .
نعم , يجب أن ينتهي المفهوم الوصولي والمتخلف من العمل السياسي والبلدي في بيئتنا …..
وجاء في الخطبة الثانية : “ تمر الأيام وتمضي السنون , والعاقل المنصف ما ينبغي إلا أن ينسب الفضل لأهله , وأن يذكر الكريم بمكرماته … الله يشهد أني ما مررت بالزقزوق إلا وذكرته ولاح خياله في خاطري . لكل واحد منا تقييمه لأداء المجالس البلدية السابقة والحالية , وهذا حق طالما ابتعدنا عن الإسفاف والتجريح , ولكن الأمر هنا ليس شخصياً , إنما هو متعلق بهذا الصرح الأثري وهو جامع برجا الكبير .
وتابع : أذكر لكم اليوم أيها الناس من لم يتأفف يوماً من طلب جاءه من جامعكم الكبير على امتداد رئاسته بلدية برجا . إنه الحاج المهندس سلام عادل سعد . عشرات الملايين سخرها لهذا الجامع العريق ليكون على هذه الصورة البهية المشرقة التي ننعم بها اليوم . وعندما كان يلقى معارضة البعض من الناس كان كحامل السيف دفاعاً عن القائمين على الجامع الكبير , يرد عليهم : وهل نحن ندفع للشيخ جمال أم ندفع لجامعنا الكبير ؟” مشيراً إلى أن سلام سعد غادر إلى الغربة ولم يترشح ” وغلى ” صفحات كثيرة ومواقف مشهودة للرئيس سلام سعد , سوف نذكرها بأحرف من نور في تاريخ ضيعتنا وسجلات جامعها الكبير”.
ومن التعليقات التي كتبت على الخطبة لدى نشرها على موقع ebarja.com تعليق باسم ” أم وسام جاء فيه : “لماذا لا يكون هناك أي مظاهرات أو خطوات ملموسة للمطالبة بالإصلاحات المشروعة . برجا تحدت في الماضي واشنطن وهي قادرة على مواجهة الفساد لطالما وجدا , هناك أبطال استشهدوا في سبيل هذه البلدة و أشخاص يتمتعون بحس إنساني عالي المستوى من أولوياتهم هموم الناس . تستحق بلدتنا منا كل هذا الجهد فلتكن الأنطلاقة من برجا ” .
ومن إقليم الخروب علق سهيل شحادة قائلاً : ” لقد أعجبت جداأ بخطبة الشيخ جمال وحديثه عن اهتمامات ومعاناة الناس أمثال الشيخ الفاضل ، في بلدة برجا وأهلها الكرام .. وفي الحقيقة هذا ما ينقص برجا وشحيم ومزبود وسبلين وكترمايا وكل بلدة وضيعة في إقليمنا الحبيب ، ويا ليت كل المشايخ وخاصة في خطبة الجمعة المباركة ، يدعون أبناء بلداتهم الى العمل من أجل رفع وكفاءة البنية التحتية ومستوى الناس في البلدة ككل ، وليس الاهتمام بالمكاسب الشخصية ، وافتخار بعضنا على بعض على حساب الصالح العام . بدلاً من أن ينخرطوا في الأحاديث السياسية ويقسموا أبناء البلدات بين هذا وذاك ، بارك الله فيكم يا شيخ جمال ، والله يقويكم ويسدد خطاكم .
وعلق عبد الكريم عمر سعد : ” بارك الله فيك يا شيخ جمال نعم فنحن في برجا أصبحنا بحاجة إلى ثورة لإسقاط الظلم والفساد الواقع على بلدتنا برجا والمطالبة بمجلس بلدي يضم شباباً مستقلين لا حزبيين فقد سئمنا كل الأحزاب وكل التيارات وسئمنا العمل من أجل الحزب والتعصب الاعمى للحزب نريد شباباً يعملون لبرجا وإنمائها ” .
وذكر تعليق باسم أبو صالح : ” تحية وإجلال للشيخ جمال . صح لسانك . أولاً علينا أن نبدأ بتنظيف انفسنا من الداخل , من البيت الذي نسكنه والحي الذي نقيم به . من هنا تبدا المسيرة على ان يكون جميع الأهالي على موقف واحد وأن لا يعيروا اي اهتمام لاي مسؤول ينوب عنهم لاننا عرفناهم سابقاً بأمور مماثلة همهم الاوحد مصالحهم الخاصة “.
( للإطلاع على نص الخطبة وعلى التعليقات أنظر : “يا أهل برجا : موتوا بسمومنا فصراخكم ممل وهتافكم !” على الرابط التالي :