دفاتري ليست في جوارير أحد
كتب الشيخ جمال جميل بشاشة لأخ له من برجا الشوف يحضه على إثارة الكارثة التي تحيق بالمنطقة كل يوم جراء السموم التي يبثها معمل سبلين في ربوعها : ” أخي خضر , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أشكرك على غيرتك على بلدتك وأهلك وناسك , وهذا خلق إنساني نبيل وغيرة على حق أساسي من حقوق الإنسان البديهية التي كفلتها الشرائع والقوانين … أخي منذ أن بدأت الخطابة على منبر جامع برجا الكبير وهموم ضيعتي وإنماؤها وقضاياها لها مكان القمة عندي . ربما أصبت هنا أو أخطأت هناك , ولكن حسبي أني أبذل وسعي لأكون صوت الناس وصرختهم في وجه الأزمات التي تعصف بهم . وهذا واجبي وليس منة مني لأهل ضيعتي , وإنها أمانة , فإن لم أستطع حملها فاعتزالي في بيتي أصون لي من خروجي على الناس عاجزاً عن قول ما أراه صواباً وأقرب إلى الحقيقة .
وقد حرصت في ما مضى أن أدافع مع المدافعين عن ضيعتي وحقها بالعيش الكريم عزيزة أبية , ومن يحضرني في الكبير يدرك أني ما فتئت أحاول جهدي أن أوفي حقها عليي دون الالتفات لمدح أو مذمة رغم البهتان الذي يشاع بين الفينة والأخرى والسهام الطائشة التي لاتبلغ مبلغها . والأمر العجاب أن كل فرقة تريدك أن تكون مطية لأهوائها ومآربها , فإن خالف رأيك قولها حملت عليك وتحاملت , وقذفتك بمدفعيتها , ورمتك ببهتانها المبين الذي لايستقيم , من أنك تتناغم مع خصمها وتسعى إلى ضدها .
بلَغت وما سئمت , ولن أكل أو أمل , ولن يستطيع أحد أن يحول بيني وبين حقوق الناس وبلدتي , واعلم أخي أن دفاتري ليست في جوارير أحد من إخواني الذين يتعاطون الشأن العام من سياسيين وأترابهم , فالله خير حافظاً , وله الفضل وله المنة .
وإليك أخي الكريم قطوفاً من خطب الجمعة في جامع برجا الكبير , أطالب فيها زعماء الشوف ونوابه وسياسييه وأحزابه للنهوض بإقليم الخروب ودفع الأذى عن أهله , رغم أني لم أقدر أن أحصيها لك كلها , فالأمر أعياني تتبعه فهذه واحدة نشرت عبر موقع بلدة برجا أقول فيها :
” حمّل شيخ الجامع الكبير في برجا جمال بشاشة في خطبة الجمعة بتاريخ 18 محرم 1432 هـ الموافق 24 كانون الأول 2010 م رئيس الحكومة ونواب الشوف مسؤولية إنشاء مطمر ومكب الأوساخ والنفايات في كسارة الجية . وطالبهم بالوقوف تجاه هذه الكارثة إلتزاماً أمام جماهيرهم التي أعطتهم الثقة في الإنتخابات والإستحقاقات المتتالية . وتساءل هل كُتب على أهل الإقليم أن يتجرّعوا السم ، وأن تحل عليهم اللعنة بدل البركة
منذ نهاية الحرب الأهلية وحتى اليوم ، والدولة تدير مشكلة النفايات بطرق ارتجالية ، وتخضع لمعايير العرض والطلب والتجارة ، وهذا ينطبق على كل القضايا الحياتية للناس .
والحل المطروح اليوم بإنشاء مطمر ومكب النفايات في الجية – يعني في برجا – وراءه شركات لها مصالح كبرى … وانعموا يا أهل برجا ببركات شعارات : الحرية والسيادة والاستقلال .
لو نفذ هذا المشروع فانتظروا سرطانات ، وخسفاً ومسخاً ومسحاً عن الخارطة . لو نُفّذ فإننا في كارثة ، على أهلنا ، وطبيعتنا وأرزاقنا … قتل الناس وتشريد ، وعبث بأرزاقهم وتفريط بأمنهم الصحي والنفسي والمعيشي .
الخداع عبودية ، ولن نرضى أن نكون عبيداً وقطيعاً … مفجع هذا الكم من الإهمال لأهل برجا والإقليم والشوف … وهل هذا البلد لم يعد فيه متسع لنا نحن أهل هذه المنطقة … لذا لم ندرج على قائمة اي إنماء أو مشاريع .
هل كتب علينا أن نتجرع السم ، وأن نتحمل الفظاظة ، وأن تحل علينا اللعنة بدل البركة ؟
إذا كان إقفال مطمر ومكب الناعمة بات ضرورة ملحة ، فهل يكون ذلك على حسابنا ؟ هل جزاء المنطقة يكون بتحويلها مكباً للنفايات ومصدراً للتلوث ومكاناً ووطناً للكوارث ؟
ألا يكفينا ما نحن فيه من مصائب من قاذورات معمل الكهرباء وسموم الاسمنت ، هل هذا هو الإنماء ؟
أليس عاراً وطنياً وأهلياً أن تحيق بنا هذه الكارثة ، ولا من يسأل فينا ، أو يدافع عنا ، أو ينظر في أحوالنا البائسة … هكذا نحن لا في العير ولا في النفير ، من تحت الدلف إلى تحت المزراب . ونسأل نوابنا وزعماء هذه المنطقة : أليسوا مسؤولين ليقفوا تجاه هذه الفكرة وهذه الكارثة ؟
هذا المشروع المقترح هو تدمير لتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ، وحاضر ومستقبل أجيالنا … يتحمل مسؤوليته رئيس مجلس الوزراء ووزير البيئة الذي هو من فريقه السياسي ، ومجلس الإنماء الذي يتبع له .
ويشاركهم المسؤولية في إهمال هذه المنطقة والتواطؤ عليها نوابنا وزعماؤنا – وعلى رأسهم زعيم اللقاء الديمقراطي في الشوف – إن سكتوا عن مواجهة هذا المشروع الجهنمي الذي لا يبقي ولا يذر .
أيها الناس ثمة عتم كثير ، وظلمة حالكة في قلوب السياسيين ، وثمة شعب يموت على مهل خلف الشعارات أو أمامها أو تحتها . فهل أنتم ساكتون أيها الناس … الأيام سوف ترينا ما نحن فاعلون .. وهذا هو الرابط : . https://www.ebarja.com/?p=1563
ومن ثانية إقتطفت لك هذه : ” هل إذا طالبنا بوضع بلدتنا ومنطقتنا على خريطة الإنماء والنهوض نكون بذلك نهاجم المقامات الوطنية والمرجعيات السياسية – التي نكنّ لها كل الإحترام والتقدير – إنما سقفنا القضايا الوطنية والعربية والإسلامية المشتركة ومشاكل وهموم الناس .
هل إذا حمّلنا مسؤولاً مسؤوليته نكون بذلك نتجنّا عليه ونفتري ؟
وهل إذا طالبنا نواب الشوف – الذين نقدرهم ونحترمهم – بتحمّل مسؤولياتهم نكون بذلك نحرّض عليهم ؟
وهل إذا وقفنا جميعاً ضد مشروع يهجّرنا ويسمم حياتنا بل ويقبرنا ، نكون قد اقترفنا ذنباً عظيما ؟
لن نسكت عن هذا ، فذاك أمر بعيد المنال ، وإذا سكتنا فلسنا جديرين أن نصعد فوق هذه المنابر الشريفة وهذا هو الرابط : . https://www.ebarja.com/?p=1602
أخي الكريم هذا أمر لايمكن أن نسكت عليه .. وتقول إني أصوب على البلدية ! وهذا أمر مشروع , فهي المسؤولة عن مصالحنا ورعاية أمورنا صغيرها وكبيرها . أليس القانون ينص على ذلك ؟ والنقد ليس بالتساوي . ولا أستطيع أن ألوم من لايملك الزمام .
ومعمل سبلين لاتخفى كوارثه على أحد وأضراره وسمومه , وسأعمل مع الراغبين لتحرك قريب في هذه المسألة , عبر المنابر واللقاء والتشاور من أجل جبه أخطاره ودفعها عن الأهالي .
أخي الكريم هذه رسالتنا ما نحيد عنها ما حيينا وما دمنا نعتلي المنابر الشريفة , وهذا وعد علينا . واعذرني في حكاية التظاهر – في أي أمر – فهذا ما لا أميل إليه , ولكني لا أرفضه إن دعي إليه , ولكني لا أشارك , وربما هيئ الله لنا من الوسائل ما أغنى عنه , والله المستعان .
المتابع لخطب الشيخ جمال بشاشة في جامع برجا الكبير يدرك أن للشيخ أرائه المستقلة وبرأي لن يستطيع احد أن يستعمله كأداة لتنفيذ أجنداته . فهو لم يتوانى يوما الدفاع عن مصالح برجا المحقة على كافة الصعد وتراه يعمل منكبا من أجل تحقيق ذلك. ذنبه فقط أنه يريد أن يرى بلدته في أعلى القمم. لقد سطع نجم الشيخ في الميدان الاجتماعي لأن أقواله مقرونة بأفعاله وشغف التطور والانماء مسيطر عليه , لم يخيب الامال وفي جميع الاستحقاقات يدق جرس الانذار.
وبدل أن توقظ أقوال الشيخ ضمائر المسؤولين تراهم لا يعيرون , يتزمرون, يرفضون ويرمون عرض الحائط نصائح الشيخ. مواقف شيخ جامع برجا الكبير لم تكن يوما خجولة وهو من أكثر الشيوخ التفاتا الى مصالح الناس.
في البداية لا يسعني إلا ان اشكر الشيخ جمال بشاشة على توضيح امور كثيرة بعد قراءة ما كتب وأوضح ، ولكن اقول يا شيخنا الكريم التظاهر هو تعبير اقوى من منبر الجامع الكبير المحصور فقط ضمن الأشخاص الذين يصلون فيه .
ولكن نشكر توضيحك ونحترم رأيك ونتمنى لدعوتك وخطاباتك ان تجدي نفعاً وان تصل الى اذان المسؤولين عن بلدتنا .