إلى متى هذا الجمود ؟ حتى متى ينتهي التسويف ؟
طالب شيخ الجامع الكبير في برجا الشوف جمال بشاشة في خطبة الجمعة بتاريخ 4 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق 8 نيسان 2011 م السلطة المحلية بأخذ زمام المبادرة لمعالجة المشاكل التي ترزح تحتها برجا ، كما ناشد الدولة والأجهزة الأمنية فيها بتفعيل دورها في حماية أمن الناس والمجتمع ، ومما جاء في الخطبة : ” كان إذا دخل شهر جديد ورأى هلاله ، سأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله شهر أمن وأمان فكان يقول : ” اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى ” . نعمة من نعم الله تعالى – لا يهنأ العيش بدونها ، ولا يقرّ قرار عند فقدها ، إنها النعمة التي يبحث عنها الكثير ، ويخطب ودّها الصغير والكبير … إنها نعمة الأمن والأمان والسلامة والاستقرار في الأوطان … لذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ” .
إذا تفيأ المجتمع ظلال الأمن وجد لذة وهناءة العيش ، وحفظت الأعراض والأموال وانتشر الخير … وإذا ضعف الأمن واختل ، تبدل الحال ، ولم يهنأ أحد براحة البال ، فتختل المعايش ، وتهجر الديار ، وتفارق الأوطان .
تأملوا ! كيف فزع الصحابة رضوان الله عليهم لصوت راعهم وخوفهم سمع من أحد أطراف المدينة النبوية ، فخرجوا سراعاً ينظرون الخطب !! فإذا بالنبي محمد قد عاد من مصدر الصوت ووجهته على فرس له يقول للناس : لن تراعوا لن تراعوا .
إنه الأمن إذا فقد أو تلاشى فكيف لمجتمع أن يعمل وينهض ؟ ولأعراض وحرمات أن تصان ؟ .
هكذا يتصرف المسؤول ، المؤتمن على أمن ومصالح الناس ، أول من يكون في الميدان .
تكاد تتحول عمليات السلب في لبنان خلال الأشهر 3 الماضية التي بلغ عددها 177 إلى روتين يومي ، لا يتغير فيه إلا الزمان والمكان واسم الضحية .
المدير العام لقوى الأمن الداخلي يقول : إن القطعات الأمنية تشن حملة توقيفات واسعة ومكثفة ، إلا أنه يعتبر عديد عناصر وضباط الأمن الداخلي غير كاف لتأدية كل المهام إذ إن العديد الحالي هو 24500 والمطلوب 29500 … عدد غير كافٍ !! فيما المسؤولون عن أمن المواطن يسيرون في مواكب أمنية تضمن لهم أن المجهول لن يتجرأ على إدراجهم في لائحة الضحايا .
اليوم برجا تنام وتصحو على أخبار السرقات التي تتابعت فصولها في الآونة الأخيرة بشكل شبه يومي ، من سرقة المحال التجارية إلى اقتحام حرمة البيوت إلى السطو على الآليات والمركبات .
هنا ودور الأجهزة الأمنية حيث لا دور .
برجاوي ألقى القبض على سارق في عقر داره فاتصل بالمخفر لدعوتهم حتى يستلموا منه الجاني ، فما كان منهم إلا أن طلبوا منه إحضاره بنفسه إلى المخفر فاضطر إلى إخلاء سبيله … وحجة رجال الأمن أن لا مركبة لديهم لأن المسؤول ذهب بها لينام في بيته … عدد رجال الأمن في برجا قرابة العشرة ينام منهم في مخفر برجا واحد أو اثنان …
وأريد أن أسأل : ماذا لو كان الأمر يتعلق برخص البناء والمشاريع السكنية ، هل ينتظرون في أماكنهم حتى تأتي الناس إليهم !!!
المسؤولون المحليون في برجا يسلمون أمرهم لله – ونِعْمَ بالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله – دون المبادرة إلى اتخاذ أي تدبير ، مكتفين بالإشارة إلى أن لبنان كله اليوم تجتاحه هذه الموجة ، رافعين عن أنفسهم وزرها …
وأريد أن أسأل : أليست السلطة أمانة ؟ أليس السهر على أمن المواطنين ومصالحهم أمانة ؟ إذا كانت قوى الأمن مقصرة في دورها بحماية أمن المواطنين ، وإذا كاد عديد الشرطة البلدية في برجا لا يكفي ، وهذا صحيح ، لماذا لا يبادر المجلس البلدي إلى التعاقد مثلاً مع عشرة من شباب برجا وهذا ما يجيزه القانون ، وأقدمت عليه أكثر من بلدية – عشرة شباب أو أكثر حسب الحاجة أو الدراسة – يسهرون على مصالح الناس ويعطون الحد الأدنى … أكثير أن يصرف خمسون مليون ليرة لفترة خمسة أشهر على 10 شباب بالتعاقد للحفاظ على راحة المواطنين ؟
وثمة أمر آخر يتعلق بالأمن : في أي قرية أو بلدة أو مدينة أو دولة من بلاد العالم عندما تذهب للسكن فيها تبلغ الجهات الأمنية والسلطات المختصة بمكان سكنك وإقامتك ، وهذا الأمر من البديهيات والشؤون المتفق عليها .
في برجا اليوم وافدون إليها كثيرون من غير أبنائها ، وهم من إخواننا وأبناء ديننا وملتنا ، وهم مثل أهل برجا ، فيهم الصالح وفيهم الطالح ، فيهم الحسن وفيهم السيء … ومن مهمة السلطة المحلية أن تعرف القاطنين في دائرة سلطتها وبياناتهم وأحوالهم .
ونسأل : إلى متى هذا الجمود ؟ إلى متى هذا القعود ؟ إلى متى التسويف ؟ إلى متى العجز ؟
مهمتنا ودورنا هنا على هذا المنبر أن نكون مع الوطن ، مع برجا لا إلى جانبها ، ولا في مواجهتها ، بل مع مصالحها ونهضتها ورقيّها ، وينتج عن ذلك طبعاً أن يغضب كثيرون … لكن المكافأة أكبر وأعمق : إرضاء النفس ، خصوصاً وهي في هذا الأبد من الحزن ” .
احسنت يا شيخ انها من المرات الاولى التي اسمع فيها واعظا يتحدث الى الناس بهذه الشفافية وتسمية الاشياء باسمائها المهم ان تكون للناس اذنا يسمعون بها وعينا يرون بها وفؤادا يحس بالمشاكل ويتحسب لها
لازم القرى والمدن يعملو copy عن الشيخ جمال . يلي ما عندو متلو يجي لعنا عجامع الكبير ببرجا ويسمع كلام يلي مابيسمعو وين ما كان – هادا شيخ سابق غيرو -انا بنطر الجمعة للجمعة لأسمعو واتغذى