الإمام الأكبر : الأزهر الشريف ضمير الأمة
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر، أنه يعمل على النهوض بالأزهر وعودة دوره الذى افتقده المجتمع فى الظروف الأخيرة . وأكد شيخ الأزهر خلال لقائه بالمئات من دعاة الأوقاف فى حضور الدكتور عبد الله الحسينى هلال ، وزير الأوقاف ، والدكتور محمد عمارة ، عضو مجمع البحوث ، وعدد من قيادات الأزهر والأوقاف ، بقاعة الإمام محمد عبده ، أن الأزهر الشريف فوق الثورات والحكام والأنظمة ولا يتلقى الأوامر إنما هو الذى ينصح الجميع ، مما أدى إلى تصفيق وتهليل من قبل الأئمة الحاضرين ، وأضاف الطيب أن الأزهر الشريف هو ضمير الأمة فهو الذى يصنع عقول مليار ونصف المليار مسلم ، وأن الأئمة هم الذين تجتمع كل طوائف الشعب حولهم ، مؤكداً أنه سيتم العمل قريباً على الارتقاء بمستوى الأئمة من جملة النواحى العلمية والاقتصادية.
وتحدث شيخ الأزهر بعد إثارة الفوضى من أحدهم قائلاً : ” إما أن تسكتوا وإما سأنسحب وستحملون خزياً تاريخياً للأزهر”، قائلا: “أنا فى منتهى الحزن”، موجهاً حديثه لوزير الأوقاف قائلاً : “لو أن هذا هو مستوى الأئمة فى الحوار فليجلسوا فى بيوتهم أفضل” ، موجهاً حديثه لهم : من يريد الفوضى فعليه الخروج والباب يفوت جمل”.
فقام الأئمة بالهتاف : ” والله ما جئنا من أجل مال ولا وزير إنما جئنا من أجلك أنت “، فقال : لهم شيخ الأزهر فى نبرة حادة : ” الناس صعدت على المنابر ولا تطلب شيئاً من الدنيا وأنتم جئتم من أجل الدنيا ، فالأئمة تركوا منابرهم ومات معهم صوت الأزهر، فمنهج الدعوة غاب عن الناس شيئاً فشيئاً وبدأ الناس ينسوه وينسوكم معه ” .
تلك الكلمات اللاذعة أدت إلى إنصات الجميع فطلب منهم شيخ الأزهر عدم مقاطعة حديثه مرة أخرى إلا بعد الانتهاء منها.
من جانبه قال الدكتور عبد الله الحسينى هلال ، وزير الأوقاف ، إنه يبحث مع شيخ الأزهر هموم ومشاكل الدعوة الإسلامية ووسائل النهوض بها فى ظل الظروف الحالية ، كذلك الارتقاء بالخطاب الدينى ليكون مواكباً للأحداث وكيفية المحافظة على منابر الأوقاف ، وعدم السماح لأى جماعة أو جهة أن تنال منها أو تستولي عليها ، مطالباً الأئمة بإعطاء فرصة للمسئولين لتحقيق كافة مطالبهم .
من جانبه قال الدكتور محمد عمارة ، المفكر الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية : إن الأئمة يمتلكون مفاتيح التغيير الحقيقى ، وعليهم أن يدركوا خطر المسئولية التى وكلت إليهم ، فعليهم وهم واقفون على منابرهم ألا يتبنوا فكر حزب أو جماعة حتى لو كان حزباً إسلامياً، إنما يتبنون فكر الأمة ، لأنه لو تبنى فكر حزب لتفرق المسجد ، مطالباً بجعل المسجد خلية للعمل الاجتماعى ، مطالباً وزير الأوقاف بإصدار قرار بعدم إغلاق المساجد أسوة بالكنائس ، وعودة الأئمة المستبعدين من قبل الأمن .
من جانبه طالب الشيخ صلاح نصار ، خطيب الجامع الأزهر الشريف، شيخ الأزهر بعدم السماح بصعود التيارات الدينية الأخرى إلى منابر الأوقاف كما حدث قريبا ، وفى نهاية اللقاء تقدم الأئمة بمطالبهم لشيخ الأزهر .