فصل إقليم الخروب عن الشوف الأعلى ؟
يتحمس البعض ويغضب البعض الآخر في حكاية فصل إقليم الخروب عن الشوف الأعلى ، ولا نعلم لماذا تلك الحماسة ولماذا هذا الغضب ؟. مع أن الأمر بسيط ، وسيان إذا فصل أو إذا لم يفصل ، لو كان الأمر يتعلق بأي الفرص أفضل لتنمية المنطقة والإنسان فيها ولا يتعلق بالانضمام إلى أمة أخرى أو دولة أخرى . والأمر سيان إذا كان الفصل يطرح من زاوية التهديد ، في نوع من الابتزاز الذي ينساه أصحابه في أوقات الشدة وكأن الإقليم وأبناءه مضرب عصا وورقة ابتزاز ، أو يرفض من زاوية استمرار الإستئثار بالإقليم لاعتبارات طائفية أو حزبية وكأن أبناء الإقليم يجب أن يبقوا مجرد ” محتجزين ” أو رعايا .. والأمر سيان لأن الابتزاز والاستئثار هو لمصالح شخصية في النهاية أكثر منه لمصالح الإقليم أو لمصالح هذه الطائفية ، أكثرية كانت أو أقلية .
والأمر سيان لأن عقوداً من ” الضم ” لم تنجح في نسج علاقات طبيعية واجتماعية وثقافية واقتصادية وغيرها ، بين إقليم الخروب وأخواننا في الشوف الأعلى. أما إذا أريد من جراء الفصل تعزيز العلاقات ” الأخوية” بين أبناء الإقليم وصيدا ، فذلك لا يحتاج بالضرورة إلى “فصل وضم” و”قص ولصق” ، فليتفضلوا ويشجعوا التفاعل والتنمية والتواصل بين المنطقتين ولا ضير في الحواجز الإدارية والانتخابية ، إلا إذا كان ثمة موانع سياسية مصلحية ارتضاها الجميع لأبناء الإقليم يوم كانت التحالفات في عزّها . أي كان أبناء الإقليم موضوعاً لتنازل لم يقولوا رأيهم فيه ..
ولتكن صراحة في هذا الموضوع . ولتكن صراحة في موضوع آخر أيضاً : ففصل الشوف (الأعلى) مثلاً – عن عاليه إدارياً لم يمنع لا تاريخياً ولا حاضراً ، من التواصل بينهما سياسياً وثقافياً واقتصادياً وانتخابياً ؟؟ فلماذا إذن الخوف من فصل الإقليم عن الشوف الأعلى وتصويره وكأنه نكبة واعتبار الموقف منه معياراً للفرز ولتحديد المواقف أو مادة لتصريحات تغرد في غير زمانها ومكانها ؟.
حقيقة واحدة ظاهرة حتى الآن : إنها ألاعيب السياسة وزعاماتها التي تفكر بعقلية عفا عليها الزمن ، ألاعيب مزمنة تقوم على النظر إلى أبناء الطائفة ، أكثرية كانوا أو أقلية ، كرعايا يحتاجون دائماً إلى “وصاية” في زمن العولمة والتكنولوجيا الخارقة لكل الحواجز ، في زمن ثارت فيه أكثر الشعوب تحملاً للصبر من أجل كرامتها الانسانية وعيشها الكريم – قبل الكرامة الطائفية أو الحزبية أو القيادة التاريخية – في وجه كل أشكال القهر والاستئثار بالسلطة والمال والنفوذ .. وفي هذا تكاد تكون معاناة كل المناطق في لبنان “سيّان”.. نقلا ً عن موقع الإقليم إنفو .