شيخ الأزهر : سبقنا كل الأصوات التي تركب الموجة وتتاجر بالدين
أكد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر أن أي عمل يؤدى إلى إراقة الدماء عمل محرم شرعاً أمام الله والناس وأن الأزهر سبق كل الاصوات التى تركب الموجة الآن وتتاجر بالدين والاخلاق وتنتهز الفرصة لإفراغ أحقادها وسمومها السوداء على الازهر وعلمائه الشرفاء ، وسبق الأزهر الجميع حين طالب بحق سائر القوى السياسية دون إقصاء فى إجراء حوار فوري يهدف إلى احتواء الأزمة ورأب الصدع .
وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر لم يتملق السلطة القائمة وقت الأحداث الأخيرة , ولن يتملق السلطة القائمة الآن , كما أنه وقف أمام الولايات المتحدة حين أرادت أن تتدخل فى شأن مصر وتصدى للفاتيكان وجمد الحوار معه فى لغة حاسمة وقاطعة وأصر ولايزال يصر على التمسك بموقف صارم من إسرائيل ويرفض الاحتلال وتدنيس المقدسات .
كما يرفض الأزهر حصار غزة والتطبيع , ويقف إلى جانب الحق الفلسطينى إلى آخر المدى ويقف بالمرصاد للمؤامرات التى تسعى للتغريب والأمركة , موضحاً أن الأزهر وقف هذه المواقف منطلقاً من ثوابت الأمة والمصالح العليا لمصر, لكي يعبر عن ضميرالأمة .
وأشار شيخ الازهر إلى الاهتمام بالشباب أمل الوطن وبالعقلاء من أجل مستقبل الوطن , مشيداً بدور القوات المسلحة للدفاع عن الوطن وحمايته ورعاية المرحلة الانتقالية ويقر الحريات العامة والخاصة وضرورة توفير أسباب العيش الكريم للمواطنين وأهمية إعادة الأمن والاستقرار .
وأشار الإمام الطيب إلى أن الأزهر أكد في بيانه الأول ، أن الإسلام يقر حقوق الشباب المشروعة ، وفي بيانه الثاني أكد أنه يرفض محاولات التدخل الأجنبي لاستغلال مطالب الشباب المشروعة ، وطالب الشباب بالحفاظ على وطنهم ، كما أنه كان أول من أفتى بأن قتلى هذه الثورة ” شهداء ” وليس ” قتلى معركة ” كما أسماهم البعض .
وكشف أنه رفض خلال المؤتمر الأخير الذي عقد حول التقريب بين علماء أهل السنة طلب جهاز مباحث أمن الدولة بالتحفظ على الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لمدة ساعتين في مقر جهاز مباحث أمن الدولة في منطقة ” لاظوغلي” ، وقال لهم : ” والله لو تم أخذه أو مسه بأي شئ سأستقيل من منصبي وأفضح هذا المخطط ” ، لافتاً إلى أنه ذهب إلى المطار لاستقبال الشيخ القرضاوي قبل انعقاد المؤتمر الأخير .
وأوضح الإمام الطيب أن الأزهر لا يخشى في الله لومة لائم ، وأنه منذ توليه مشيخة الازهر في مارس من العام الماضي فتح باب الحوار مع الجميع ، لأنه ” مسئول عن أكثر من مليار مسلم “.
وعن موقف الأزهر من جماعة ” الإخوان المسلمين ” ، قال الطيب إن الأزهر مؤسسة تعليمية يقف وراءها مليار مسلم وليس حزبًا بينما “الإخوان” حركة سياسية ، ” لكن عقيدتنا واحدة واجتهادنا مختلف وهذا لا يمنع من وجود الاحترام المتبادل بيننا “، ودعا كل المثقفين ورموز الفكر والإعلام وممثلين للشباب إلى الحوار مع الأزهر لوضع خريطة للبلاد في المرحلة المقبلة.
طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بضرورة سرعة الانتقال إلى الحكم المدنى المنتخب فى مصر انتخاباً نزيهاً حراً خلال الأشهر الستة التى حددها المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذى هو الآن محل رضا وثقة الجميع , منوهاً بإيمان الأزهر بأن الحكم الذى يرضى عنه الشرع هو الحكم الذى يرضى عنه الناس بالإجماع أو بالأغلبية .
وأكد شيخ الأزهر – فى مؤتمر صحفي بمقر مشيخة الأزهر – أهمية البدء فى إرساء دعائم عهد جديد تراعى فيه القيم العليا التى أقرتها الأديان السماوية وحضارتنا الشرقية وفى مقدمتها قيمة العلم الذى هو عماد تتقدم به الأمم , والعدل الذى هو أساس الملك والحرية التى تفجر الطاقات وتبنى الحضارات وتكسر قيود الجهل والقهر والاستبداد الذى يقتل الملكات ويغرى بالنفاق ويزرع الخوف والتردد ويرسخ مشاعر الجبن والأنانية ، وكلها أمراض تهدم الفرد والمجتمع وتدمر الأمم والحضارات .
وقال : ” إن حرمة الإنسان من أعظم الحرمات فى الدين والشرائع منطلق كل الحضارات الإنسانية , ومن هنا فإن الأزهر يتطلع مع جماهير المواطنين إلى سن قوانين صارمة تجرم التعذيب والإيذاء البدنى والمعنوى والاعتداء على حرمة المواطن بأى شكل من الأشكال وأن تفرض ثقافة احترام المواطن أيا كان مركزه ويصبح ذلك معياراً أساسياً لدى أجهزة الأمن وسائر أجهزة الدولة “.
وأكد الإمام الطيب تطلع الأزهر إلى أن يوضع الاقتصاد المصرى فى الفترة المقبلة فى أيدى خبراء يجمعون بين العلم والخبرة والنزاهة ويقودون الاقتصاد الجديد ليكون اقتصاداً منتجاً مستقلاً وليس تابعاً استهلاكياً تستحوذ على خيراته قلة ويحرم من ثماره الأكثرون , كما يتطلع إلى اقتصاد منتج تضيق فيه الفوارق بين المواطنين وتتكافىء الفرص بحيث لا تموت فيه قلة من تخمة وكثرة من جوع .
كما طالب شيخ الأزهر بأن يتم وضع الإعلام خلال الفترة المقبلة فى أيدى المثقفين الحقيقيين الذين يرعون حرمة ثقافة الأمة وقيمها وحق مصر التاريخى فى أن تستعيد دورها الرائد فى محيطها العربى والإسلامى , بحيث يلتزم الاعلام أن يكون معبراً عن قيم المجتمع وأخلاقياته ومصالحه وألا يكون صدى سياسات إعلامية خفية تضر بالوطن ومصالح المواطنين.
وأشار إلى أنه يقدم رؤى الأزهر خلال المرحلة المقبلة ولا يخشى فى الله لومة لائم ويراعى الحق والشرع والمصالح العليا للوطن , كما أن موقف الأزهر واضح للناس جميعاً انطلاقاً من أن الازهر مؤسسة دينية كبرى لها تاريخ يعلو على تاريخ الثورات والحكومات ولأننا بفضل الله وما قدمه شباب 25 يناير نعيش بداية مرحلة نأمل أن تضمن فيه الحرية والديمقراطية حق الاختلاف فى الرأى .
وأكد الدكتور الطيب أن أحدا لا يستطيع أن يزايد على موقف الازهر الداعم لأية حركة تحرير داخل مصر وخارجها والأزهر لا يتردد ولايخاف كما حدث من البعض ولم يكن الأزهر ليمسك بالعصا من الوسط كما فعل البعض ، بل أمسكها وهو يتقلب بين خوفين خوف من قطرة دم تراق من هؤلاء الشباب وخوف على الوطن أن ينفرط عقده ويدخل فى مجهول .
وأشار إلى أن الأزهر قرر فى بيانه الأول أن الاسلام يقر الحقوق ويحمى الحريات ويرفض الظلم ويقف إلى جانب الشعوب فى مطالبها المشروعة فى العدل والحرية والعيش الكريم , منوهاً فى هذا الصدد بالمواقف السابقة للازهر طوال فترة الثورة .
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم الأزهر السفير محمد رفاعة الطهطاوي ، والذي كان ضمن المشاركين في الثورة الشعبية واعتصم مع المحتجين بميدان التحرير أن شيخ الأزهر كان مع ثورة الشباب قلباً وقالباً .
ودلل على ذلك برفضة قبول استقالته التى تقدم بها لمشاركته في الثورة ، وأنه كان يسمح بعقد اجتماعات الشباب مع المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، والعالم المصري الدكتور أحمد زويل لوضع خطوات المرحلة القادمة داخل مشيخة الأزهر .
وأوضح أن الطيب سبق أن رفض مطالب مباحث أمن الدولة بالتحقيق مع الدكتور يوسف القرضاوي رئيس ” الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ” في لاظوغلي ، مؤكدا أنه لا يقبل بالتحقيق مع ضيفه بأي شكل من الأشكال لكنه كان يشفق على البلد من الفوضى .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا:لا أحد ينكر ما لمصر من ثقل في العالم الإسلامي ، ولا أحد ينكر ما للأزهر من مكانة في قلوب المسلمين في العالم منذ تأسيسه عام 970م وانني وككل مسلم احيي غيرتكم الكريمة على مكانة الازهر وشيخه ولكن لدى معظم المسلمين نقاط صغيرة عليه منها: انه كان عضواً في أمانة السياسات في الحزب الوطني الحاكم حتى 11 نيسان 2010 و انه وحسب مصادر مواليه للرئيس السابق قد أجرى اتصالا بالرئيس المصري قبل تنحيه مؤكداً فيه دعمه له ثم يطل علينا في يوم اخر محرماً التظاهر وتارةً مسانداً شباب الثورة ، وقد كان لخطابه الاخير صدىً حسناً حتى لدى معارضيه، ولكن ننتظر من شيخ الازهر ومؤسسته مواقف صلبة تجاه قضايا عديدة سواء داخل مصر او خارجها، مثل تحريم بيع الغاز المصري للاسرائيليين، او ادانة تعذيب المعارضين حتى الموت في السجون، وتزوير الانتخابات او التنسيق الامني مع الاسرائيليين، واستقبال قادتهم الملطخة ايديهم بدماء الشهداء في فلسطين الحبيبة.
ثانيا:لقد قرأت في احدى زوايا الموقع ان الاخوان المسلمين “هم في ذيل الثورة المباركة في مصر” وانني ما علقت على هذا الكلام الا من باب النصيحة لي ولكم ان شاء الله ، مذكراً ان الاخوان المسلمين خاضوا معركة الثورة ضد الأنظمة المتخاذلة منذ تأسيس جماعتهم عام 1928 على يد شهيد الثورة ضد الانكليز في 12 شباط عام 1949، واستمرت الثورة حيث قدم الاخوان عدة شهداء منهم الشهيدان سيد قطب وعمر التلمساني –وهم من قادة علماء الدين والاخوان في عصرهم- وولا ننسى شهداء الاخوان خارج مصر كالشهيدين احمد الياسين والرنتيسي ولم تنتهي القافلة حيث ان للاخوان في ثورة 25 يناير كان لهم شهداء منهم ناصر عويس الحافظ لكتاب الله تعالى ومن خريجي الازهر الشريف والذي ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين منذ أكثر من 15 عاما وانني استشهد بكلام للصحفي المصري براء الخطيب – والذي كان من المعادين لنهج الاخوان –في مقال نشر نهار الخميس 17 شباط 2011″ أقول بضمير مستريح وأقسم بشرفي وبكل ما هو مقدس بأنه لولا شباب الإخوان ودفاعهم عن ميدان التحرير في هذا اليوم الدامي لتم ذبح الجميع، وهنا أجد نفسي مدينا باعتذار حقيقي للمفكر الإسلامي الكبير سليم العوا – الذي كان متواجدا منذ اندلاع الثورة في الميدان – لما بدر مني تجاهه، راجيا من سماحته وسعة صدره أن يغفر لي تجاوزي، ولعلي أنجح بعد ذلك في رواية قصة الثورة من بدايتها وحتى انتصارها عاشت الثورة وعاشت مصر حرة ”
وأختم كلامي بقول رسول الله عليم الصلاة والسلام ” الدين النصيحة” والنصيحة هنا بالسر وليس بأن نضع مقالا يجرح بعلماء امتنا او في زاوية اخرى كلاما يتهم حركاتنا الاسلامية وان نسخر اعلامنا لمهاجمة مجموعة من المسلمين ، راجيا منكم ازالة كل ما هو يشهّر بالعلماء والحركات الاسلامية من موقعكم الكريم حتى لا تكون حجة عليكم يوم لا ينفع الا العمل الصالح متمنيا لي ولكم السداد والتوفيق وان يصلح الله هذه الامة وينصرها على اعدائها.
مهداة إلى شيخ الأزهر لموقفه الخالد من الثورة المصرية !!
دع ذكر ماريـة وطـرف أحـدب
ودع الرباب بثغرهـا المستعـذب
واحـذر أمامـة لا يغـرك ودهـا
كـم تالـف بـتـودد وتحـبـب
واقصد إلى روض العلـوم وظلـه
وتمل من زهر الربـى والزرنـب
واقطف ثمـار علومـه وفهومـه
وانهل من البحر العباب الزرغـب
فاصحب وريث هدى النبوة برهـة
شيخ الطريقة أحمـد بـن الطيـب
الأزهـري الأشـعـري عقـيـدة
والخلوتـي المالكـي المـذهـب
إنـي سأمدحـه لأقضـي حـقـه
وأطيل مدحتـه فأقضـي مأربـي
شهد الخلائق أنه قطـب الـورى
بتواضـع جـم وحسـن تــأدب
سهـل العشيـرة باسـم متـودد
لا ليـس ممتنعـا ولا بمحـجـب
مهمـا قصـدت لقـاءه وحبـاءه
تظفر بـه وتجـده عنـد المكتـب
وإذا رأيت الشيخ صحبـة ماجـد
تجـد الإمـام يفـوقـه بتـهـذب
الرأي رأي أبي حنيفـة أو زفـر
والزهد بشر والتقـى كمحاسبـي
متكلـم كالسيـف ليـس يطيقـه
ند إذا مـا هـب مثـل الهبهـب
كالصقر يهوي في الحجاج فخصمه
قيـد البراثـن حالهـم كالأرنـب
يتناثـرون عـن الـردى فكأنمـا
ليث توثب فـي مـراح الربـرب
ويجيد إرخـاء العنـان لخصمـه
وإذا يكـر فـذاك لـدغ العقـرب
إن يطرق الشيـخ الإمـام فإنهـا
إطراقة الصل المخيـف المرعـب
نافـت فضائلـه فـزاد تواضعـا
لا ليـس مغتـرا ولا بالمعـجـب
زهد المناصـب كلهـا وإذا غـدا
في منصب منها ففـوق المنصـب
يتعاهـد المحـروم بالحسنـى ولا
يرضى بظلـم للمهيـض العيهـب
فحـل السياسـة حنكـة ودرايـة
لا رأيـه عـبـث ولا بمعثـلـب
كم قام في الخطب الجليـل تخالـه
ثهلان ذي الهضبات أو كالأخشـب
وإذا الخصوم تلاعبـوا وتخابثـوا
راغ الإمام لهـم كـروغ الثعلـب
لا يعرف الشيـخ الجليـل تملقـا
لا للغريب ولا فتـى مـن يعـرب
يأوي إليه المسلمـون كأنمـا الـ
إيمـان يـأرز للحبيبـة يـثـرب
ما أبغض الشيـخ الجليـل معانـد
إلا وأصبـح كالبعيـر الأجــرب
والأزهر المعمـور عـاد بعهـده
حصنـا وشـع بنـوره كالكوكـب
وتجـددت فيـه الأصالـة كــرة
من بعد مسغبـة وعهـد مجـدب
حفظ الإلـه لنـا الإمـام منـارة
تهدي المغيب في سـواد الغيهـب
هو شامة العصر الحديـث وغـرة
في جبهة الدنيـا وعنقـا مغـرب
شرح بعض المفردات:
الزرنب : نبات طيب الرائحة.
الزرغب : الكثير.
الهبهب : الجمل الخفيف.
الربرب : قطيع بقر الوحش.
العيهب : الضعيف.
المعثلب : غير المحكم.
ثهلان والأخشب : جبلان معروفان.
الغيهب : الظلمة.
عنقاء مغرب : مخلوق نادر.
الصل : ثعبان قاتل.