الشيخ حسن سيف الدين
أحبّ الناس الشيخ حسن سيف الدين – صورة – لشمائله النظيفة، وسجاياه الأبيّة النقيّة، فكان لا يصدر عنه إلا الخير، و لا يتوقّع منه إلاّ الفضل و البرّ، فهو في حركته مدد من روافد البركة واليمن، و عون على تقريب البعيد و تذليل الصعب.
سعى الشيخ حسن (1860-1954) قبل المختارية و بعدها في خدمة الناس والذب عنهم و قضاء مصالحهم، وهناك حكايات متعاضدة تشهد على انّ كثيراً من مقترفي اللمم و الصغائر كانوا يرتقبون في ظلّه الأمان فيحميهم أول الأمر و ينصحهم و يرشدهم حتى لا يعودوا فيستزلّهم الشيطان و يوقعهم في شراكه.
أبوه الشيخ قاسم كان اماما لجامع دير القمر، و قارئا للقران الكريم، خط بيده مصحفا شريفا أحاطه الشيخ حسن بقطعة من حياكته الديما. احترف الحياكة فبرع فيها لا سيما حياكة الحرير الممتازة و شقق الديما التي انتشر صيتها في فلسطين، فكان أهلها يسألون كل برجاوي عن شقق الشيخ حسن الذي صنع ختما طبع به انتاجه منعا للتقليد.
و في لبنان غالبا ما ارتدى الوجهاء من حياكة شقق الحرير البرجاوية على يد الشيخ حسن و أحمد عبد الرحيم سعد ومحمد عبد الرحمن الشمعة وسواهم من كبار الحاكة في الضيعة، أمثال الرئيس شمعون والآْمراء شكيب و توفيق و فؤاد أرسلان الذين ربطتهم صداقة و مودة بالشيخ حسن.
كانت دار الشيخ في الحمرا بحارة العين (العقار 378) دار أهالي برجا، فهو عندهم الرجل الصالح والفذ الثقة. عيّن مختارا لعموم القرية سنة 1928 عقب وفاة المختار عبد القادر سعد (بو قدّور)، واستمر في المختارية حتى أوائل الأربعينيات حين عيّن الشيخ عبد الغني الحاج خلفا له.
لما بلغ من الكبر عتيا رجع من بيروت، التي أقام فيها بشكل متقطّع اخر عمره بين ابنائه، و في الطريق رغب في زيارة مقام الامام الأوزاعي رضي الله عنه جنوبيّ العاصمة، وهناك دعا دعاء رقيقا، ثمّ فاضت عيناه بالدمع و قال: قم يا امامنا، انظر حالنا وحال المسلمين.
وحدّث ابنه محمدا أنه رأى في المنام نفسه قائما يخطب البرجاويين على ساحة عين برجا يعظهم ويذكّرهم: أن كونوا عباد الله اخوانا. وح ين يقول المذيع عبر أثير اذاعة جمهورية مصر العربية: هنا القاهرة. يسارع الشيخ إلى الدعاء: إن شاء الله سوف تقهرين أعداءك.