هل سمعتم عن هذا المجاهد البرجاوي ؟
كتب الشيخ جمال جميل بشاشة : يحكي التاريخ كما جاء في المناشير الاقطاعية في عهد الملك العادل نور الدين زنكي والسلطان صلاح الدين ثم في عهد المماليك أن أهالي برجا وجارتها بعاصير أظهروا كفاءة وقدرة عسكرية في الجهاد ضد الصليبين في الشرق. وحتى عهد قريب كان المعمرون في بلدتنا يطلقون على جبانة برجا ، الجزء الذي يقع خلف النادي الثقافي مباشرة بتربة العرب ، حيث دُفن قديماً العشرات من المجاهدين الذين رابطوا في برجا لصد هجمات الصليبين عن ثغورها وحماية سكانها. ومنذ أن بدأ اليهود يعيثون في فلسطين الفساد وينشرون الخراب والرعب في جنباتها حملت برجا لواء تلك القضية المقدسة ، فشارك البرجاويون في شتى أنواع الجهاد والنصرة.
يروي المعمرون أن ثلة من شباب برجا وعلى مدى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين كانت تقصد فلسطين المحتلة لتدافع عن الأرض المباركة هناك ، في صفد وحيفا وعكا والجليل . وقد انضوى العديد من مجاهدي برجا الشوف تحت لواء جيش الإنقاذ الذي قاده آنذاك فوزي القاوقجي .
ومن أولئك المجاهدين الأبرار الشيخ أحمد يونس بدر المتوفى في الأربعينيات من القرن العشرين ، زوجته ندى درويش عجينة الذي سكن بحارة الجرن بحي الجامع الكبير .
الشيخ أحمد لُقب ببطل صفد . يروى أنه كان في سوق صفد يبيع ويشتري وذلك في العام 1936 م إذ بسيدة فلسطينية تهرع إلى الطريق طالبة النجدة ، فالصهاينة في حارة اليهود يعتدون على أهل البلد ويشتمون دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فانطلق الشيخ البرجاوي مع جمهرة من الناس بالتكبير والتهليل حتى بلغوا الحارة ، وفيها اشتعلت المعركة ، التي كان حصيلتها ثلاثة قتلى من اليهود وسبعة جرحى . وخنجر الشيخ ما زال معلقاً في دار حفيده الحاج بدري محمد بدر .
رحم الله الملك العادل نور الدين زنكي الذي مهَّد الطريق أمام الناصر صلاح الدين لفتح بيت المقدس وذلك من خلال توحيده لبلاد الشام من ثم مصر الذي أدى إلى إستعادة أولى القبلتين وثالث الحرمين بعد معركة حطين المجيدة
كما أشكر الشيخ جمال بشاشة لعمله الدوؤب على إحياء ذاكرتنا المليئة بالشرف والعزة
جزاك الله خيرا يا شيخ جمال على هذا التقديم نرجو منكم الافادة والمزيد