قل كلمتك

العاصفة

كتب الأستاذ مصطفى سليم الخطيب : لقد أثبتت الأيام وأكدت التجارب أن برجا ليست بحاجة إلى بلدية جديدة ولا إلى نواب جدد ولكنها بحاجة إلى عاصفة من المبادئ تقتلع  الظروف السيئة المستجدة حديثاً على بلدتنا الحبيبة .

مبادئ تجعل أهالينا يقدّسون تلك الأرض التي تحتضنهم، يحافظون على نظافة شوارعها وأحيائها كما يحافظون على بيوتهم وأنفسهم، يحبون بعضهم أكثر كما يرتّبون لهجتهم عند لقاء غريب، مبادئ تجعلهم لا ينتظرون مَلء القبور الفارغة بأموات الأمراض الخبيثة المنتشرة في الجو الملوث من جميع الجهات، مبادئ تجعلهم يفهمون نوع العلاقة وأسسها مع المتربعين على عرش التحكم بمصير برجا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مبادئ تجعلهم يدركون قيمة التضامن والتكافل لا عبر جمعيات وأحزاب متنافرة ، وللأسف عددها أكثر من نشاطاتها.

للأسف الشديد منذ وقت قصير مضى قامت البلدية الجديدة بحملة نظافة وكانت نهار أحد ولكن بعد يوم الأحد لم يكن يوم الاثنين بل كان يوم السبت وعادت الشوارع والأحياء كما كانت وتلطخت أيام الأسبوع .

أما الخلافات فيما بينهم فهي تكاد تكون غير موجودة لولا بعض التجاذبات السياسية التي لا طائل منها، والتي يتخلى عنها الزعماء السياسيون في وقت لاحق . وكم أتمنى أن لا نُلدغ من نفس الجحر مرة أخرى . هذه التجاذبات التي تجعلنا غير مكترثين بالأزمة البيئية التي تحيط بنا فنتحسّر على أبناء بلدتنا الذين يعانون من أمراض صدرية ومن أمراض خبيثة تودي بهم إلى الهلاك .

والمذهل أنه في كل الأوقات نسمع التحليلات السياسية البرجاوية التي تدين السياسيين القيمين على بلدتنا الكريمة . ويا أسفاه على كرمها بالأصوات عند الانتخابات حين تتأجج العواطف وتعمى القلوب، وكم نحن بحاجة إلى مبادئ تدعو إلى إنتخاب المرشح على أساس برنامجه الإنتخابي تجعله يعيد حساباته ، لأنه في الإنتخابات المقبلة سوف يُسأل ماذا نفّذت من برنامجك الإنتخابي السابق حتى نعيد إنتخابك ؟ ولا يستترون وراء شعارات سياسية كبيرة سرعان ما يتخلون عنها عشية الإنتخاب .

ولا أستطيع أن أنسى تلك الأيام التي شهد فيها لبنان صراعاً طائفياً في السابع من أيار كيف كنا نشعر بإحساس وضيع ونحن لا نملك رغيف خبز في بيوتنا، وكان كل أملنا أن تتمكن إحدى فانات الأفران أن تخترق الحصار حتى يصل الخبز إلى أهالينا، وللأسف لا ملاجئ ولا مستودعات احتياط تكفينا شر الحروب الباردة بين اللبنانيين والتي لا نعرف متى تصبح حامية وتشتعل . من هنا يجب أن يظهر دور المجتمع الأهلي في برجا من أحزاب وجمعيات وفعاليات وأبناء لكي نستطيع الصمود ولو لأيام قليلة إذا ما تجددت الأزمة ، وخاصة أن البلاد مفتوحة على جميع الإحتمالات وفي كل الأوقات . فحالياً نحن لسنا محاطين سوى بشركات ومعامل تبث السموم في أرجاء بلدتنا مما يزيد الفاتورة الصحية على المواطن البرجاوي .

وهل سمعتم أحداً يتحدث عن مصير الشباب البرجاوي ؟ خاصةً بعد الهجمة السكانية الكبيرة التي نتعرض لها من سكان المدن والبلدات المجاورة، والتي أدت إلى غلاء لا يحتمل في أسعار الأراضي والشقق ، مما أدى إلى ضعف القدرة الشرائية عند المواطن البرجاوي مما سيخلق أزمة اجتماعية بين شبابه، وللأسف لا قوانين ولا مشاريع تحمي هذا الشباب .

نعم إخوتي وأحبتي في برجا كم أتمناها عاصفة هوجاء لا تدع شائبة في هذه البلدة إلا وتقتلعها من الجذور، عاصفة تزيل جميع الأقنعة والحواجز التي تعوق التواصل بيننا، عاصفة مدمرة تقضي على التفرد والتشرذم الذي نعيشه، وتعيد لنا روح التعاون التي طالما أدت إلى نجاحنا في جميع الميادين، عاصفة تحيينا من جديد، وتعلمنا الحفاظ على بلدتنا بقبضة من حديد، ولا نخاف من تهديد ولا وعيد، عاصفة تجعل كل أيامنا من بعدها في عيد .

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

  1. لا طالما عودنا الأستاذ مصطفى الخطيب على أفكار خلاقة نابعة من حرصه ومبحبته لبلدته، نعم يا صديقي العزيز لقد أحسنت إختيارك لعنوان العاصفة، التي أتخيليها أعنف وأقوى في داخلك وما نقلت منها إلا القليل القليل في هذه المقالة الرائعة.
    فإلى الأمام أيها المكافح الصامد في وجه عواصف اللامبادئ واللامبالاة والإهمال، يا من تعاركت مع صعوبة الظروف وجشع البشر منذ نعومة أظافرك، نعم إن كل كلمة في هذه المقالة نابعة من قلبٍ صافٍ يحرص على بلدته كحرصه على نفسه………

  2. بسم الله الرحمن الرحيم

    مقالة جيدة يجب ان ننتبه للمغذى المقصود وانا اقول من هنا نحن في برجا ما فينا إلا
    لبعضنا البعض وكل طرف يقف إلى جانب فريق ما نكاية بالطرف الاخر وأما بالنسبة للخلافات التي ذكرت فأنا ارى أن هناك أشخاص في برجا قد يساعدون اسرائيل لإسقاط فريق ما وهو قد لا يستفيد شيئا المهم أن يسقط هذا الفريق وهناك بعض الاشخاص دأبت منذ سنين على بث الخلافات بين البرجاويين ولم يأتوا يوما على ذكر المشاكل التي تحيق بالشباب البرجاوي و المشاكل التي تحيط ببرجا والمشاكل البيئية والاقتصادية وغيرها.
    لقد حدث في يوما من الايام عندما اراد بعض الزعماء ان يجعلوا منطقة برجا مكبا للنفايات فما كان من رئيس بلدية برجا السابق وللأسف ان تصدى بصدره هو وجماعته لهذه النفايات وبقوا على الطرقات أيام وليالي, هذا مثلا اردت أن أقدمه فقط لنرى هل يستطيع رئيس بلدية برجا ومستشاريه أن ينزلوا الى الارض ويتصدوا لهكذا أزمات قد تعصف ببرجا لا سمح الله
    اما بالنسبة للوضع الراهن الذي يشبه الى حد بعيد ما قبل السابع من ايار فهنا نسأل هل حسبوا هؤلاء حسابا لهذا اليوم وتداعياته وماذا سيفعل هؤلاء إن حدث ما لا يحمد عقباه.
    ان الذي لا يملك شيئا لا يستطيع ان يقدم شيئا , وما نفع الحقد يوما وما من احد خالي من العيوب ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ويد الله مع الجماعة إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

  3. لقد وضح لنا الاستاذ مصطفى الخطيب حبه وتمسكه بمسقط راسه برجا التي انعدم مستقبل الشباب فيها وتحطمت امالهم حتى فقدوا الثفة بانفسهم وكم اتمنى لبلدتي برجا ان تتخطى هذه العقبات ………

  4. كلام سليم بقلم أبو سليم
    كلام يعبر عن هواجس فئة كبيرة من المجتمع البرجاوي التي ضاقت ذرعاً من الوضع الاجتماعي والبيئي والثقافي في بلدة برجا
    أدعوك أستاذ مصطفى للاستمرار بمثل تلك الكتابات وتعميمها بشكل أكبر
    ولكن متى نحن الشباب البرجاوي سوف نحمل قضية بلدتنا على محمل أكثر من الجد لأننا نتكلم وندين ونطالب ونعارض ولكن دائما نهرب بالقول شو طالع بإيدنا نعمل

    الشباب البرجاوي لم يعد مكبل وليس بمتقوقع
    السؤال هنا ماذا ينتظر الشباب المعطاء الذي يمتلك القدرات ليقدم لبلدته جزء من خبراته وقدراته
    متى سوف نتحول من سرد الكلمات ( وأكيد لا أعنيك أستاذ مصطفى ) الى الفعل انا وغيري الكثير من الشباب وقت الانخابات البلدية كنا نصرح بأننا يجب أن نكون مثل بلدية الظل نتابع شؤون البلدية ونطالبها بتنفيذ المشاريع نحاسبها ونساعدها أيضاً ولكن مجرد أن انتهت الأنتخابات كل ذهب الى مشاغله تاركاً هموم بلدته على صفحات الفيسبوك وفي ادراج الرياح

  5. لا نملك الآن إلا الأمل والقلم يا شباب، نحنا ما زلنا مستعدين ان نكون كبلدية ظل اخي محمد ولكن البلدية الحالية تتخبط في ازماتها لذلك لم يكن لنا فرصة حتى الآن..

    واشكر كل من يشاركنا رأيه وهواجسه عن واقعنا الأليم،وكل من يحمل الحب والأمل لغد أفضل,
    وأسمحوا لي أن اتوجه بشكر خاص الى الأخ الدكتور ربيع دمج الذي يحمل هموم بلدته معه الى غربته في فرنسا..

    برجا أولا”..

  6. اخي مصطفى الكريم هذا كلام نابع من قلب شاب غيور على بلدته برجابكل ما للكلمة من معنى واشد على يدك اخي وصديقي الكريم وهذا وللأسف واقعنا الحالي ويجب ان لا ننتظر احد يجب علينا المبادرة
    واريد ان اقول للأخ (برجاوي غيور) ان يضع اسمه الحقيقي وان لا يختبئ وراء هذا الستار لانه هو انسان اعمى ومنحاز يتهم الابرياء والشرفاء انه ممكن ان يضعوا ايديهم بايدي العدو الصهيوني الغاشم لاسقاط فريق ما مع العلم ان هذا الفريق ابعد عن الولايه لسبب انت انا وكل اهلنا نعرفه جيداً ولا اريد ان ادخل واريد ان اقول له ان رئيس بلدية برجا الحالي اقوى من مما تتصور ويفعل اكثر مما تعتقد انت ومن معك وبالنسبة لمستشاريه وخصوصاً المستشار الذي تقصده حضرتك هو انبل واشرف خلق اهل برجا (مع احترامي وتقديري لجميع اهالي برجا) هذا هو ما يطلق عليه البرجاوي الغيور

  7. حضرة الاستاذ مصطفى سليم الخطيب لقد قرات العاصفة عدة مرات وهي تحمل في طياتها كافة المشاكل البرجاوية,ولكني اتساءل عن سبب غيابك عن الحوار الذي عقد مع النائب الاستاذ علاء الدين ترو فإن في العاصفة برنامج برجاوي أصيل وكذلك فإن العاصفة تحتاج لمن يدفعها , اليس كذلك.

  8. أخي مبارك سعيفان الكريم, شكرا” لك لاهتمامك بالمقال ولدعوتك لي لحضور اللقاء الذي عقد مع النائب علاء الدين ترو ولكني لم أكن من المدعويين الى هذا اللقاء، مع أني كنت اتمنى ان اشارك في هكذا لقاءات حوارية..
    وانا ادعو ان يكون هذا اللقاء ضمن سلسلة لقاءات حول نفس الموضوع مع القييمين على هذه البلدة من نواب ورئيس واعضاء بلدية برجا وان تكون هذه اللقاءات في قاعات عامة وتتناقش بشكل دوري مشاكلنا واحوالنا..

  9. تحية الى الاستاذ مصطفى الخطيب والي كل من يملكون روح التغيير والتعاون
    دمت كلمة طيبة وفكر منير لنا جميعا

  10. الاخ الاستاذ مصطفى انت والكثير من شباب برجا الطموح يبعث الامل لمستقبل زاهر لبرجا ما دام فيها شباب بهذه الحرقة على ما هو خير لبلدتنا وفقك الله وجميع الداعين للخير في هذه البلدة الطيبه المنتجة لشياب مثقف وغيور . وفي هذا الشعور الممتع العابق بالغيرة على بلدتنا اود ان لا ادخل في كلام تفريقي يعطل علي هذا الشعور الممتع بالمقال واترك الرد على بعض التعليقات الواردة الى اجل قريب وليكن التعاون شعارنا فهذا كل الخير لبلدتنا . شكرا شكرا شكرا ادعو الله عز وجل ان يجعلنا جميعا نستجيب لدعوتك المباركة باذن الله .

  11. لطالما حملت هموم بلدتك حتى كنا نمل منها لكثر حديثك فيها معنا, كنت اتمنى ان تكون لك فرصة في عضوية البلدية الحالية ولكن نستطيع ان نعمل لبلدتنا من خارج مؤسسات الدولة ايضا”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى