قل كلمتك

تقبيل ” رأس المفتي ” !

كتب الأستاذ زياد الدريس : المستفتي يسأل : ما حكم تقبيل رأس أحد الوالدين إذا كان يصلي أحياناً أو لا يصلي أبداً ؟
المفتي يُجيب : ” لا يجوز ، لأن هذا من المحبة ، تقبيله من المحبة ، فلا يجوز تقبيله ، ولكن لا يمنع هذا من الإحسان إليه ، الإحسان الدنيوي ، أما مظاهر المحبة كتقبيل الرأس ونحو ذلك ، فهذا لا يجوز ” .
إنها فتوى جديدة ، ولكن هذه المرة في موضوع مشوق ومثير للرأي العام أكثر مما سواها ، إذ يمكن تصنيفها ضمن  ” باب : الحث على عدم محبة ” كراهية ” الوالدين  “!
لست شغوفاً بالدخول في معترك الجدال حول الفتاوى المثيرة والمفرقعة ، مثل:  إرضاع الكبير ، وإباحة أو تحريم الغناء ، وأحكام المرأة من الاختلاط وقيادة السيارة والعمل « كاشيرة » ، وغيرها كثير . لكن هذه الفتوى ( أعلاه ) لا تتناول علاقة جُزئية أو طارئة كعلاقة المرأة بالسيارة أو علاقة المرأة بـ  “الكاشير” أو علاقة الرجل بمرضعة الحارة!
هذه فتوى تتناول علاقة أساسية وجذرية في المجتمع هي علاقة الوالدين بأبنائهم أو الأبناء بوالديهم . وعلاقة أساسية مثل هذه ، إذا تخلخلت تخلخل المجتمع كله .
كنا وما زلنا نفخر بإسلامنا … أنه الدين الذي حث على بر الوالدين ، بل جعل عقوق الوالدين من كبائر الذنوب ، جنباً إلى الشرك بالله ، في أحاديث نبوية عدة . وفي القرآن الكريم نجد المجاورة نفسها في قوله تعالى : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” . وتنص الآية الكريمة على حجم ومقدار الطاعة والخضوع من الابن للأبوين : ” فلا تقل لهما أُفٍ ” .
فأيهما أشد وقعاً وأكبر تأثيراً : الامتناع عن تقبيل الرأس عمداً أم قول ” أفّ ” ؟!
ثم أيهما أشد ذنباً : صلاة الوالد أحياناً أم دعوته ابنه إلى الشرك بالله ؟

دعونا نستمع إلى الفتوى الربانية / السماوية من الله الرحمن الرحيم : ” وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا  ً”  .
هل يمكن تصنيف ممارسة تقبيل رأس الوالدين بأنها ليست من المصاحبة بالمعروف ، أو أنها ليست من خفض جناح الذل لهما ، كما أمر الله العظيم ؟!
مشكلة المجتمع مع هذا النوع من الفتاوى ، ليست من المفتين بل من المستفتين.  فالسائل هنا يبدو من تلك الفئة التي تتقرب إلى الله بتقبيل رأس المفتي أكثر من تقربه إلى الله بتقبيل رأس والده ( أمه أو أبيه  ) !

جميلٌ أن نوقّر علماءنا … لكن توقير آبائنا أجمل وأقرب لمرضاة الرب.
اللهم … ” رب ارحمهما كما ربياني صغيراً “… آمين … نقلا عن (الحياة) اللندنية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى