النائب جنبلاط : فلنقتدِ بالإمام المستنير شيخ الأزهر
زار النائب وليد جنبلاط منطقة اقليم الخروب في الشوف ، وعقد لقاء سياسياً حاشداً في خلية خالد بن الوليد في بلدة عانوت ، بدعوة من وكالة داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في الاقليم ، حضره النواب علاء الدين ترو ، محمد الحجار ، نعمة طعمة وايلي عون ، النائب السابق زاهر الخطيب ومشايخ ورؤساء البلديات ومخاتير وفاعليات وحضور لافت من برجا والمنطقة .
وبعد كلمة لوكيل الداخلية في الاقليم سليم السيد ، ألقى جنبلاط كلمة استهلها بالحديث عن المحكمة الدولية ، فقال : ” لا نريد ان تكون هذه المحكمة سبباً لفتنة أو دمار للبنان . لا قيمة لمحكمة اذا أدت الى فتنة او دمار “.
وتابع : ولا بد من معالجة هادئة . أعلم ان هذه المعالجة قيد الدرس والمساعدة من المملكة العربية السعودية وسوريا ، ولكن علينا أولاً على الأرض ان نعالج هذا الموضوع “.
وقال : وفي ظل هذا الجو المذهبي الذي اذا ما تصاعد فقد يفلت الوضع من الزمام ولا نعود نستطيع ان نسيطر عليه . تذكروا للتاريخ ، ماذا فعل أنور السادات لمحاربة الناصرية والخط العروبي ؟ أطلق العنان لبعض المتضررين ، وأقول لبعض من المتطرفين كي لا يساء فهمي وأميز بين حركة الاخوان المسلمين التاريخية المعروفة ، وبعض المتطرفين . فماذا فعلوا به ؟ قتلوه . اميركا عندما ظنت انها تفعل خيرا مع بعض البلاد العربية في محاربة ما يسمى الشيوعية في افغانستان ، ماذا فعلت ؟ شجعت ظاهرة بن لادن ، فانظروا ماذا حل بنا وما حدث للاعتدال العربي على ايدي بن لادن وغيره . هذا هو التاريخ ، لذلك لا بد من الحوار الهادئ كي نبعد هذا الجو المتشنج الشعبوي عنا “.
اضاف : “ننسى ايضا قضية جواسيس اسرائيل ، كأن كل المحرمات سقطت فجأة ولم نعد نبالي بما تفعل اسرائيل . غريب ، اقولها في هذا الاقليم العربي الوطني الاسلامي العريق المتسامح . لم يعد في لبنان من إحساس بأن هناك خطرا من اسرائيل . كل يوم هناك مصادرة للاراضي ، وكل يوم هناك بناء قرى ومستوطنات جديدة ، وتبين التجربة التي اثبتتها مخابرات الجيش وجهاز المعلومات في قوى الامن ان هناك عشرات ومئات من الجواسيس ، فلماذا لا نعالج هذا الامر ؟ بدءا بالجاسوس الاول ، الذي شارك في اغتيال او اغتال الاخوين المجذوب في صيدا ، لماذا لم يعدموه ؟ فهو درزي ، ” اعدموه وخلصونا ” . اصدروا الاحكام ، لماذا سقطت المحرمات ؟ لم نعد نبالي بما تفعل اسرائيل بالعرب في فلسطين وبالعرب في كياننا اللبناني ” ؟ .
وتابع النائب جنبلاط : مجددا اكرر لا بد من تجنيد اجباري ، هناك مئات وألوف من الشباب في الطرق وهناك حوادث السير والمخدرات وغيرها ، على الاقل لو دخلوا ولو ساعة الى المؤسسة العسكرية ، لربما انصهروا وخرجوا بجو مختلف انضباطي واخلاقي ، بدل التلهي في الطرق ، وعند ذلك نعطي الجيش دفعا اضافيا ليستطيع ان يعالج الحوادث ، من برج ابي حيدر الى مجدل عنجر الى غيرها من الاماكن .
كل ما اتمناه العودة الى الاقليم ، وكما فعلت في الجبل ، نعم أسير في الجبل من عاليه الى المتن والشوف ، واقول كلمة واحدة واقولها ليس للدروز وحدهم ، اقولها لكل المواطنين في الجبل ، من مسلمين ومسيحيين : ” اذا ما استفحلت الفتنة ، ولا اظنها ستستفحل ، فلنبق انفسنا على الحياد من الفتنة ، ولنتضامن في ما بيننا ، ولنؤكد الحوار ودور الدولة ، ولا يجرنا احد الى فتنة لا نريدها . هذه توصيتي للاقليم العائلة العربية الوطنية ، العيش المشترك . وأتمنى ان يكون لهذا الكلام صدى “.
وختاما استشهد بكلام الامام الأكبر شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب الذي وجه كلاما مهما جدا في مقابلة مع ” النهار” الجمعة الفائت ( نشر موقع بلدة برجا مقتطفات منها مع الرابط ) ، عندما قال : ” القرآن واحد ، وليس هناك من قرآن شيعي او سني ، هناك قرآن واحد ، فلنستشهد بهذا الفكر النير الذي يطل علينا والحمد لله من تلك المنارة ، منارة العلم والتوحيد في القاهرة ، ولنسر قدما بعيدا عن الفتنة والفراق ” .