من يتصدر لحماية آثار برجا الشوف وتراثها ؟

فوجئ  المتابعون في برجا الشوف بزيارة وزير الثقافة سليم وردة  لمنطقتهم وتفقده المواقع الأثرية في بلدتي الجية وشحيم فقط !!! دون أن تحظى بلدتهم بأدنى إلتفاتة من الوزير المسؤول عن الإرث الثقافي والتراثي في طول البلاد وعرضها ، لاسيما وأن برجا تزخر بالمواقع الأثرية والأماكن التراثية ، من جامعها الكبير الضارب في عمق التاريخ إلى الآثار القديمة التي تعود إلى القرن الميلادي الأول كمعبد جوبتر وقصر بوحنين الروماني مروراً بأحيائها القديمة وأزقتها العتيقة .

من هو المقصّر في هذا الميدان ؟ ومن ذا الذي يأخذ على عاتقه حماية آثار برجا ويحافظ على تراثها في وجه هذا الإهمال المزمن ؟ من يتصدى لذلك ويتصدر ؟ إلى متى هذا الحرمان المتعمد ؟ أسئلة نطرحها عليكم أيها البرجاويون ،  وللحديث بقية … وكانت جريدة المستقبل نشرت هذا الخبر بتاريخ 15 / 10 / 2010  تحت عنوان : ” وردة يجول والحجار على آثار شحيم والجية: سنلتقي البنك الدولي للبحث في الإرث الثقافي ” .

جال وزير الثقافة سليم وردة على المواقع الأثرية في بلدتي الجية وشحيم ، يرافقه النائب محمد الحجار ومنسق عام تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد الكجك . واطلع الوزير وردة على أوضاع تلك المواقع وحاجاتها وسبل حمايتها والحفاظ عليها .
وكانت المحطة الأولى في بلدية الجية حيث كان في استقبال وردة رئيس البلدية جورج نادر القزي الذي قال : ” هناك آثار كبيرة تدل على وجود مدينة أثرية كبيرة في الجية ، وهي اكتشفت أثناء الحرب . وبسبب الفوضى ، تعرضت للنهب والبيع والتنكيل . وعندما بدأت الدولة تهتم بها واستكملت إمتلاك الأرض ، حالت الظروف السياسية غير الملائمة ، دون اهتمام الدولة بهذه الآثار ، مشيراً إلى أن المشكلة هي في بناء سور يحمي الآثار من التعديات ، متمنياً على الوزارة بناء سور ووضع ناطور لحمايته .
وقد أكد الوزير وردة أن الوزارة بصدد تلزيم مشروع لإقامة سياج من الحديد وليس بناء سور ، وذلك بطريقة لا تتداخل مع الشكل الهندسي والأثري للموقع . وقد انهينا دفتر الشروط وسنقوم بتلزيمه وتم الإتفاق مع البولونيين عليه . كما سنقوم اختصاراً للوقت ، بالتعاقد مع البعض في العام المقبل ووضعهم في مواقع الآثار في شحيم والجية ، وبدأنا بالخطوات العملية للتنفيذ .
وشدد النائب الحجار من جهته ، على ضرورة الإهتمام بهذه المواقع لجهة التنقيب والقيام بالإستملاكات اللازمة ، بالاضافة إلى عمليات الترميم والصيانة ، مؤكداً أنه من خلال الإهتمام بالمواقع الأثرية في الإقليم يمكن أن يساعد المنطقة ويسهم في جلب السياح إليها ، معرباً عن أمله في تأمين الأموال اللازمة للقيام بمشروع تنقيب وترميم وتأهيل المواقع الأثرية في الأقليم .

بعدها انتقل وردة والحجار والكجك إلى بلدة شحيم حيث موقع القصر البيزنطي الروماني وكان في استقبالهم رئيس البلدية محمد بهيج منصور .
وبعد جولة في الموقع قال وردة : موقع شحيم متقدم بين المواقع في المنطقة ، من خلال الآثار الموجودة فيه . ففي هذا الموقع يوجد معصرتان ، وأجران للزيت . سندرس إمكانيات تلبية المطالب بالنسبة لشحيم . فالتنقيب من قبل البعثة البولونية جيد جداً وعلى مستوى عالٍ ، ولكن شهر واحد في السنة للتنقيب غير كافٍ . وسنرى السبل لتعزيز هذا الموضوع لكي نتمكن من العمل بشكل جدي أكثر لنتمكن من كشف الموقع كاملاً .
وتابع وردة ، أن موضوع الإرث الثقافي في اطار التحضير والدراسة ، وسوف نلتقي البنك الدولي قبل نهاية العام للتباحث في هذا الموضوع . وإذا كان هناك من إمكانية لإدراج شحيم ، فلن نتأخر .
وتحدث الحجار فقال : موقع قصر شحيم مميز من حيث وجود حضارتين فيه ، بيزنطية ورومانية . وتمنينا على الوزير وردة أن يميّز هذا الموقع من قبل الوزارة عبر إدراجه على لائحة مشروع الإرث الثقافي الذي يضم خمس مدن هي صور وصيدا وطرابلس وجبيل وبعلبك ، مؤكداً أن هذا المشروع يعني أن تتعزز عملية التنقيب ، ويعني أيضاً أن يصار إلى تنفيذ البنى التحتية اللازمة كي يكون الموقع مكاناً لجلب السياح ، وعندها نكون نساهم فعلاً في تطوير الموقع ونساهم إقتصادياً في تطوير إقليم الخروب ولبنان .
وتمنى منصور من وزارة الثقافة النظر بالمطالب التي قدمت من قبل النائب الحجار لناحية موقع آثار شحيم ، مشيراً إلى أن البلدية تمد يد العون وهي ساهمت بسلسلة من المشاريع في موقع القصر ومنها بناء غرف وخيم وترميم بعض الجدران ، مبدياً استعداد البلدية لإجراء المسح اللازم لاستكمال السور حول الموقع .
و اختتمت الجولة بمأدبة غداء تكريمية في منزل الحجار في شحيم على شرف وردة .